وطنية

الحشرة القرمزية تهدد حياة المغاربة

الرباط اليوم: هبة بريس

الحشرة القرمزية المرعبة، التي حولت حقول الصبار او ما يطلق عليه بالتين الشوكي، ( حولتها)إلى ما يشبه اطلال وأكوام من بقايا نبتة كانت تعتبر حتى الامس القريب المورد الرئيسي والطعام المفضل لعموم المواطنين وخاصة منهم البسطاء، يعرضون منتوجها بالاسواق الاسبوعية، للحصول على دريهمات تقيهم قر وحر الزمان وقلة ذات اليد.

إنها لعنة الحشرة القرمزية التي أتت على الاخضر واليابس ونالت من نبتة ظل اسمها يتردد على مر العصور كونها نبتة صبورة تقف في وج مختلف الظروف الطبيعية وحتى في زمن السنين العجاف والجفاف، حشرة كلفت ميزانية الدولة الملايين، وأتلفت المحاصيل، وتحكمت في أسعار ثمار نبتة الصبار ورفعت من شأنها حتى باتت داخل علب التصدير تحمل ارقاما خيالية بسعر لم يخطر على بال في متناول زبناء كبريات الاسواق العصرية.

إنها لعنة الحشرة القرمزية التي لم يجن من وراءها الفلاحون والكسابة هنا بجهة الدار البيضاء سطات، سوى الويلات والمعاناة من تداعياتها ومخاطرها المحدقة بحياتهم وحياة أبنائهم ومحاصيلهم، بفعل انتقال العدوى وبلمح البرق إلى أشجار التين والزيتون مهددة بموسم فلاحي مقلق.

المشهد هنا نسوقه، من منطقة عين امكون نواحي الكارة اقليم برشيد، حيث نشرت الصفحة الرسمية لعين امكون عبارات بمثابة نداء استغاتة، لعلها تجد آذانا صاغية، معنونة تدوينتها بعنوان طويل عريض مفاده: عندما يهاجم الناموس السكان بفعل الحشرة القرمزية….مسترسلة بالقول: “أصيب نبات الصبار بدوار أولاد سيدي أحمد بما يسمى بمرض الحشرة القرمزية الأمر الذي أدى إلى انتشار ” الناموس” بشكل كثيف خصوصا في الفترة الليلية بشكل يؤثر على الصحة العامة للساكنة، وهناك مخاوف من تضرر الماشية التي قد تقتات من نبات الصبار المتضرر، فضلا عن الضرر المادي والمعنوي المترتب عن عدم استفادة السكان من فاكهة ” الكرموس الهندي” في هاته الفترة من الصيف”.

الحال هنا لا يقتصر على هذه المنطقة لوحدها، بل تجاوز الامر حدود ذلك، ليصل مناطق اخرى بالعديد من الجماعات القروية باقليمي سطات وبرشيد وابن سليمان وغيرها، حيث انتشر هذا الداء الفتاك بحقول الصبار بمختلف الدواوير، مهددا الحرث والنسل مخلفا موجة من الخوف والترقب بين صفوف الفلاحين والكسابة وساكنة هذه المناطق.

نداءات وصرخات وتوسلات لفلاحين وجمعوين غاضبين تتطلب من الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي والمسؤولين جهويا واقليميا ومحليا ومعهم المصالح البيطرية بالمنطقة، البحث عن خطة بديلة واستراتيجية ناجعة ووقفة مسؤولة في مواجهة هذا الوباء الفتاك، بدل الاقتصار على الحلول الترقيعية من خلال رش مبيدات لا تسمن ولا تغني من جوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى