مجتمع

هل سيصلي المغاربة صلاة الاستسقاء؟

الرباط اليوم

ينتظر المغاربة على أحر من الجمر وأكثر مما فعلوا خلال السنوات الماضية، -ينتظرون- هطول الأمطار، ولاحديث اليوم بين صفوف الفلاحين منهم، إلا عن التأخرات المطرية خصوصا بعد دخول شهر نونبر من هذا العام واستمرار غياب التساقطات، ويدأ الجميع منهم يرفع أكف التضرع للمولى عز و جل توسلا وطمعا في رحمته، سيما وأن الفرشة المائية التي كانت تعتد ثروة حقيقية تقي المواطنين شبح العطش، أصبحت هي الاخرى مهددة أكثر من أي وقت مضى، بسبب سياسة الحفر العشوائية للتنقيب عن المياه، مقابل الانخفاض المخيف لمنسوب السدود والأودية بالمملكة.

ويتوقع الفلاحون أن يُعلَنَ عن إطلاق صلاة الاستسقاء بمعظم المصليات في القريب العاجل، لعل الله يرحم العباد بعد سنوات عجاف من الجفاف، أثرت بشكل سلبي على الاستقرار المعيشي والقدرة الشرائية والأمن الغذائي للمواطنين.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير التجهيز والماء نزار بركة، قد دق في أكثر من مناسبة ناقوس الخطر، يحذرا من موجة عطش قد يشهدها المغرب، حيث أن المملكة شهدت نقصا حادا في التساقطات المطرية، في علاقته بحقينة السدود الرئيسية، ومقارنة مع حصيص كل فرد ومتطلباته من المياه، مشددا من خلالها على أن المغرب يمر من منطق تدبير ندرة المياه إلى تدبير قلة المياه بشكل هيكلي، داعيا إلى تبني رؤية موحدة بتدابير استعجالية تروم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الماء عبر تقنين وترشيد استعماله خاصة في مجال الاقتصاد والفلاحة وغيرها.

 

وكان وزير التجهيز والماء نزار بركة يومها، قد أعلن أن الحكومة تأخذ بعين الاعتبار خطورة الوضع الراهن، إلا أنها وضعت استراتيجيات للخروج من الأزمة لا قدر الله، من قبيل اطلاق مشروع تحلية مياه البحر بالاستفادة من التجارب التي انطلقت بجنوب المملكة، وتسريع وتيرة تشييد السدود للاستفادة من مياه الأمطار بدل هدرها.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت أول في مارس من السنة الجارية، في بلاغ لها، أن أمير المؤمنين الملك محمد السادس، عملا بسنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم في الإلحاح في الدعاء وطلب الغيث، أمر بأن يتم بجميع مساجد المملكة يوم الجمعة 4 مارس 2022، التوجه إلى الله تعالى في خطبة موحدة تتضمن بيان مغزى هذه السنة المباركة، وروح التضرع التي يتوجه بها المؤمنون والمؤمنات إلى الله في مثل هذه المناسبة.

كما أمر أمير الملك محمد السادس يومها أيضا بأن يتم رفع الدعاء المعتاد في صلاة الاستسقاء، بعد صلاة الجمعة، وهو الوارد عن رسول الله في قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.

ولعل الإعلان عن صلاة الاستسقاء لم يمنع انتظاره العديد من خطباء الجمعة بالمساجد بالمغرب والناظور على سبيل النموذج، من رفع أدعية الاستسقاء لمرات عدة ضمن خطبتي الجمعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى