وطنية

هل المغاربة ستشربون من مياه البحر؟

الرباط اليوم: محمد السلاوي

تعكف الحكومة على إيجاد صيغ بديلة للمياه السطحية من أجل تزويد المناطق التي تواجه شبح “العطش” بتحلية مياه البحر . وكشف عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، أنه يتم التفكير في إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في مدينة الدار البيضاء، إلى جانب منطقة سوس ماسة.

وأوضح الوزير، بمناسبة رده على الأسئلة الشفوية المبرمجة في جلسة عمومية، أول أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين، أن تقنية تحلية مياه البحر راكم فيها المغرب تجربة مهمة منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث ستصبح عملية التحلية في المستقبل أحد الأعمدة الأساسية للمياه الموجهة للشرب.

وسجل الوزير أنه لأول مرة في تاريخ المغرب يتم استعمال المياه المحلاة للسقي في اشتوكةآيت باها، لكن هناك مناطق ستستفيد من المياه الموجهة للشرب مستقبلا، وليس فقط في المناطق الجنوبية. وأشار إلى وجود مشروع قيد الدراسة لتنزيله في السنوات المقبلة في مدينة الدار البيضاء.

وأبرزاعمارة أن استعمال مياه البحر للشرب مرتبط ببعض المناطق والجهات، التي لن تكون فيها إمكانية لتجميع المياه السطحية. ويوضح الوزير أنه استراتيجيا، فإن الأولوية في السنوات المقبلة ستبقى للمياه السطحية كلما كانت هناك إمكانية لبناء سد وتجميع هذه المياه.

وتابع المسؤول الحكومي: “فيما يتعلق ببعض المناطق غير المتوفرة فيها هذه الإمكانية، من قبيل سوس ماسة، فإنه سيتم اللجوء إلى التحلية”، مشيرا إلىالتطور التكنولوجي المسجل منذ سبعينيات القرن الماضي إلى الآن فيما يتعلق بالتقنيات المستعملة. كماأصبحت كلفة الطاقة مساعدة بالنظر إلى المجهود الذي بدل في المغرب على مستوى الطاقات المتجددة، في حين لم يكن يُتصور في السابق الحديث عن مياه البحر بالنسبة للدار البيضاء مثلا.

وسبق لكتابة الدولة المكلفة بالماء أن كشفت سنة 2018 عن وجود توجه لتستفيد جهة الدار البيضاء ابتداء من سنة 2025 من محطة لتحلية مياه البحر، حيث سيكون هذا المورد بديلا عن 190 مليون متر مكعب يتم استهلاكه سنويا انطلاقا من مخزون سد أمر الربيع.

وحسب الأرقام، فإن 1 في المائة فقط من سكان المغرب يتم تزويدهم بمياه الشرب التي تتم تحليتها، حيث تتمركز هذه التقنية أساسا في المناطق الجنوبية للمملكة. غير أن التطور التكنولوجي، وخاصة ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، ساهم في انخفاض كلفة الإنتاج بشكل كبير وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام استعانة الحكومة بمياه المتوسط والأطلسي لتزويد المغاربة بالماء الصالح للشرب.ووفقا للتقديرات، فإن توقعات الحجم المتوسط لمياه البحر التي يمكن تحليتها في أفق سنة 2030، من أجل تخصيصها للشرب، يمكن أن تصل إلى 425 مليون متر مكعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى