RABATTODAYالرئيسيةوطنية

باحث: تحركات البوليساريو “إعلان حرب”

9101568041440092810
الرباط اليوم: متابعة
اعتبر الباحث المغربي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد شيات، أن التطورات الأخيرة في منطقة الصحراء و”استعادة التواجد العسكري للبوليساريو في المنطقة العازلة هو بمثابة إعلان حرب ضد بلاده”.

وقال شيات، إن “هذا الخرق من طرف البوليساريو لا يخدم هذه المنطقة التي لا تحتاج إلى بلقنة وحروب جديدة”، معتبرا “عملاً مؤدياً للحرب”، و”خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار”، يستهدف “تغيير المعطيات والوضع القانوني والتاريخي على الأرض”، وفرض واقع جديد على المغرب.

وعن أسباب هذا التطور الذي وصفه المغرب بأنه “جدي وخطير للغاية”، قال شيات: “قد تكون هذه التحركات نتيجة مجموعة وقائع حدثت مؤخراً وقرأتها البوليساريو والجزائر قراءة خاطئة أو سليمة على كل حال”.

وتابع: “من تلك الوقائع تعيين جون بولتون مستشاراً جديداً للأمن القومي الأمريكي (تقول تقارير إعلامية إنه يدعم البوليساريو)، ومنها زيارة السفير الأمريكي بالجزائر جون ديدروشر لمخيمات تندوف (أواخر مارس الماضي)”.

وأوضح أن “موقف واشنطن غير واضح في هذا الملف”، وأنها “تعطي إشارات متناقضة، وقد يكون من بين أسباب هذا الموقف الضغط على المغرب في ما يتعلق بترشيحه لتنظيم كأس العالم 2026″.

واعتبر الشيات أن التحركات الأخيرة بالمنطقة تعكس عدم رغبة البوليساريو في المسار الذي تريده الأمم المتحدة لحل الأزمة.

وتابع موضحاً: “البوليساريو تقول إنها تريد مفاوضات مباشرة مع المغرب، لكن الحقيقة أنها متمسكة بمسألة تقرير المصير؛ ما يعني أن هذه المفاوضات إذا وجدت فستكون من أجل هذه الغاية فقط. فهي ليست مفاوضات بغايات آنية ولن تكون لها نتائج آنية وبالتالي فالبوليساريو ليست في حاجة إلى أي حلول سياسية من داخل مجلس الأمن والمتحدة”.

واعتبر المحلل المغربي خالد شيات أن “تحركات البوليساريو الأخيرة ليست جديدة ومنها ما هو موجود منذ سنوات وإن كان بطرق أخرى”.

وأضاف: “كانت تحركات البوليساريو في السابق على المستويات المدنية في المناطق التي تسميها هي المناطق المحررة حيث كانت أقامت فيها بعض المنشآت المدنية أو الأجهزة والإدارات، لكن الآن أصبح الأمر يتعلق بترتيبات استراتيجية للمعركة”.

استعداد مغربي

وقال شيات إن الموقف الذي أعلن عنه المغرب طبيعي جداً؛ موضحاً أنه “إذا كان الخطاب الذي توجهه البوليساريو للمغرب أنها على استعداد للحرب، فإن الرباط ردت بالمثل وأبرزت استعدادها لكل الاحتمالات، وستدافع عن أراضيها وعن وضع هذه الأراضي التي انسحب منها سنة 1991؛ باعتبار أنها مناطق عازلة وتم وضعها للنفوذ التدبيري للأمم المتحدة”.

وتابع: “إذا كانت هذه هي الغاية من انسحاب القوات المغربية من المنطقة إلى خلف الجدار الأمني؛ فإن استعادتها عسكرياً من البوليساريو هو بمثابة إعلان الحرب ضد المغرب”.

ولفت إلى أن “عدم تعامل الأمم المتحدة مع هذا الوضع هو في حد ذاته تعزيز وتمكين لهذه الجبهة من هذه الإمكانيات الاستراتيجية وهذا لا يدخل ضمن دورها في مراقبة وقف إطلاق النار”.

وشدد شيات على أن تحركات الجبهة نحو المنطقة العازلة “تعد إخلالاً بالاتفاقية التي وقعت بين المغرب والبوليساريو في إطار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أن “عدم احترام طرف لالتزاماته الدولية يلزم الأطراف الأخرى بعدم احترامها وهو مبدأ منصوص عليه في القانون الدولي”.

“تقويض” مسار التفاوض

واعتبر شيات أنه بهذا “الخرق” تصير مسألة وقف إطلاق النار متجاوزة وسيكون على الولايات المتحدة أن تدبر الخلاف في مستويات أخرى بعدما كانت تريد تدبيره في مستوى التفاوض”، معتبراً في الوقت

نفسه أن التطورات الأخيرة تكشف أن “البوليساريو تريد أن تقوض مسار التفاوض من أساسه وتفرض على الأمم المتحدة مسارات جديدة”.

الوجه الإيجابي في كل هذا، حسب المحلل المغربي، هو أن المغرب يبدي استعداده لكل ما يحتمله الأمر.

لكن السلبي في المقابل هو أن المنطقة لا تحتاج إلى بلقنة وإلى حروب جديدة خاصة وهي على بعد بضعة كيلومترات من أوروبا؛ فالحرب لن تكون فيها أية إيجابيات عموماً بل كلها خسائر وعدم استقرار.

وختم شيات حديثه بالقول إن الخسارة الأخرى ستكون على المستوى المغاربي؛ حيث تكريس التباعد والتفرقة بين الدول المغاربية، في وقت يسير العالم نحو التكتلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى