وطنية

هذه هي القيمة المضافة للجيش المغربي في محاربة كورونا

الرباط اليوم: سارة الشملى

لم تتوقف منظمة الصحة العالمية منذ تفشي فيروس كورونا وانطلاقة الوباء في الصين، ثم انتقاله إلى إيطاليا عن التنبيه إلى أهمية توفر كل دول العالم على طواقم طبية احتياطية تسند الطواقم الرسمية التي ستعاني من كثرة توافد المصابين على المستشفيات.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن هذه الطواقم الداعمة والبديلة يمكنها أن تقلل من احتمالات انهيار المنظومة الطبية في البلدان التي ستعرف الجائحة بمستويات كبيرة. وقد عبرت الصين التي بدأت مواجهة الوباء منذ دجنبر الماضي عن إدراك قوي لهذه المسألة الخطيرة، حيث توافدت آلاف الفرق الطبية من مختلف أقاليم الصين إلى المنطقة الموبوءة في ووهان حيث عملت بشكل متناوب حتى تم تطويق الوباء وتوقيف انتشاره.

ويبدو أن التعليمات التي وجهها الملك محمد السادس للقوات المسلحة الملكية تدخل في إطار التحسب والاستعداد لهذه الضرورة الطبية. فقد أعطى الملك محمد السادس أول أمس بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته للجنرال دو كوردارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كوردارمي محمد حرمو قائد الدرك الملكي، ومفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية الجنرال دو بريغاد محمد العبار، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد 19 .

وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن هذا الإجراء يواكبه إجراء مشابه بهدف التغلب على بعض أشكال الخصاص الذي تمت معاينته، في محاربة هذا الوباء، وتسهيل نقل وتبادل المعلومات بين مختلف المصالح المعنية، ويتعلق الإجراء الثاني بتعبئة وسائل الطب العسكري لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير هذا الوباء ، من خلال الطاقم الطبي وشبه الطبي للقوات المسلحة الملكية، وذلك ابتداء من يوم الاثنين 23 مارس 2020. كما سيتم أيضا تعبئة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي في هذه العملية.

وحث الملك محمد السادس في هذا السياق الخاص، الأطباء المدنيين والعسكريين على العمل في إطار من التعاون و التفاهم التامين، كما هو معهود فيهم، لأن الأمر يتعلق بصحة المغاربة والأجانب المتواجدين بالمغرب.

ومن الواضح أن هذا القرار الاستثنائي يمثل خطوة استباقية لتدبير أي تفاقم لأزمة تفشي فيروس كورونا، التي تتزايد حالات الإصابة به يوما بعد يوم. ومن المقلق اليوم بالنسبة للدولة تعرض الأطر الطبية والشبه طبية للإرهاق، أو عجز النظام الصحي المدني عن استيعاب نتائج تفشي الفيروس.

وتتوفر القوات المسلحة الملكية على مؤسسات استقبال طبية مهمة، إذ تشرف على تسيير العديد من المستشفيات العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة. كما أن الجيش المغربي يضم بين صفوف فرقا كبيرة مكونة من الأطباء العسكريين العامين والأخصائيين. وتؤطر القوات المسلحة الملكية سنويا مئات الخريجين العسكريين في مجالات مهن الطب، ويتخرج أغلبهم من المدرسة الملكية لمصلحة الصحة العسكرية بالرباط التي تناط بها مهمة السهر على تكوين التلاميذ الضباط الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان والبياطرة التابعين للقوات المسلحة الملكية.

ويأتي هذا التكليف الملكي للمؤسسة العسكرية بدعم الجهود المدنية في توقيت يعرف تصاعدا في عدد الحالات المسجلة في إصابات فيروس كورونا بالمغرب، والتي بلغت إلى حدود اليوم 170 حالة. وسيوفر دعم القوات المسلحة الملكية على المستوى الطبي والصحي، خطط طوارئ بديلة للإجراءات التي تم اتخاذها منذ بدأ انتشار الفيروس واكتشاف أولى الحالات، من خلال استنفار كافة المصالح الطبية والأمنية، وتنسيق الجهود ومتابعة الحالات المشتبه في إصابتها.

ومن شأن تدخل القوات المسلحة الملكية أن يخفف الضغط على المستشفيات المدنية خصوصا أن الجيش يمتلك وحده القدرة على إنشاء مستشفيات ميدانية ومتنقلة حسب الحاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى