مجتمع

مطالب متجددة بإلغاء الساعة الإضافية بالمغرب

الرباط اليوم: الايام24

تجدد الجدل بخصوص “الساعة الإضافية” بعد أن تم حذفها مع حلول شهر رمضان، إذ رغم مرور أزيد من خمس سنوات على صدور مرسوم حكومي يخص العمل بالتوقيت الصيفي بكيفية مستمرة، مايزال المغاربة يرفضون هذه الساعة جراء آثارها الصحية والنفسية، ويطالبون بالعودة للعمل بـ”الساعة العادية”.

رئيس الجمعية المغربية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي، اعتبر أن التوقيت العادي بالمغرب هو “غرينتش”، مضيفا أن الأمر المترسخ في الوعي الجماعي للمغاربة هو أن الساعة الإضافية “ليست ساعة عادية”.

وأوضح الخراطي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن أسباب نزول هذه الساعة هو الاقتصاد الطاقي، مستدركا: “لكن حاليا لم يعد هناك أي حديث عن الاقتصاد الطاقي، وبالتالي فما بُني عليه هذا القرار كان باطلا وبالتالي فهذه الساعة باطلة”.

وتابع المتحدث أن بعض المسؤولين أشاروا أيضا إلى كون إضافة ساعة يأتي تماشيا مع السوق الأوربية بسبب المبادلات التجارية، مسجلا أنه إذا كان المبرر الرسمي هو المبادلات التجارية فإنه ينبغي زيادة 8 ساعات لكي تصبح ساعتنا مع التوقيت الصيني مادام أن مبادلاتنا التجارية مع بكين أكبر من باريس.

وبعد أن طالب بالحرص على الاستقرار بشقيه الاجتماعي والنفسي الناجم عن المناخ الذي يعيش فيه المواطن ومنه التوقيت، أكد الخراطي أن التأثير الخارجي يؤثر على الجينات، مشيرا إلى أن تغيير الساعة كل مرة بالزيادة أو النقصان يؤدي إلى صدمات تؤثر سلبيا على مزاج المواطن المغربي.

وشدد رئيس الجمعية المغربية لحقوق المستهلك على ضرورة استقرار التوقيت، من خلال العودة إلى الساعة العادية وهي “ساعة غرينتش”، متسائلا: “لماذا نتخلى عنها ونتبع خطى الآخرين عوض أن يتبعنا هم؟”.

وخلص الخراطي إلى أنه حان الوقت لكي تمتلك هذه الحكومة الشجاعة والجرأة لترجع “نظام غرينيتش” عوض الساعة الإضافية، داعيا إلى اعتماد ساعة المغرب العادية بدل التلاعب بالمغاربة كل مرة بين النقصان والزيادة.

من جهته، قال أستاذ علم النفس هشام خباش، إن “الإيقاعات البيولوجية الخاصة بنا تساير الإيقاعات الزمنية، أي الوقت الخارجي”، مبينا أن أي إرباك لهذه الإيقاعات البيولوجية يؤدي إلى توترات نفسية.

وأضاف خباش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن إضافة ساعة أو إلغائها يؤدي إلى اضطراب في الإيقاعات البيولوجية وفي الزمن الداخلي للمغاربة، مسجلا أن المنظومة التفكيرية للمغاربة تنزعج بتغير الإيقاعات البيولوجية في اللحظة التي نزيد ساعة إضافية.

وأوضح الأخصائي النفسي أن “إيقاعات العمل المعرفي والذهني تبدأ في وقت معين، إذ ينبغي أن ننام جيدا ونستيقظ في وقت محدد ونشتغل في وقت محدد وفق طلوع الشمس وغروبها”، مؤكدا أن إخراج النظام الزمني عن إطار منظومة النهار والليل يخلق توترات نفسية.

وتابع أن توجه الأطفال للمدرسة في حلكة الليل يخلق لهم انزعاجا نفسيا، إضافة إلى أنهم لا يحصلون على حصة النوم الكافية، مضيفا أن العامل والموظف وغيرهم لا ينامون بشكل جيد وبالتالي يخلق لديهم توتر نفسي، ولا ينشرحون في عملهم ما يؤدي إلى القلق والانزعاج النفسي، ناهيك عن مسألة الأمان الذي لا يكون سوى في وقت الإضاءة، أي في النهار.

وأعرب خباش عن أمله، في أن “يستمر العمل بالساعة العادية للمغرب أي “توقيت غرينتش” وأن نعيش بالإيقاع الزمني الخاص بنا، وليس الإيقاع الزمني الخاص بالأوربيين”.

وخلص أستاذ علم النفس إلى أنه “يفضَل أن نعيش زمنا أو توقيتا شبيها بالتوقيت الخارجي الذي خلقة الله في بلادنا ابتداء من طلوع الشمس إلى غروبها”، مشيرا إلى أن زيادة أو نقصان ساعة يؤدي إلى التوتر في تفاعل المغاربة مع الزمن الخارجي الطبيعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى