RABATTODAYالرئيسيةوطنية

ضريح “الشيخ الكامل”.. طقوس خطيرة ولحوم طرية

____Celeb_Mouloud_Meknes_17_684910195
الرباط اليوم: محمد السبتي
حشود بشرية تحج إلى هنا كل ما حلت ذكرى المولد النبوي. تنصب الخيم، وتسافر من مناطق الغرب ونواحي مكناس ضمن عائلات بأكملها. استنفار أمني وحواجز وطواقم طبية وأخرى تابعة للهلال الأحمر ترابط بالقرب من باب الضريح. الكل هنا يبحث عن الركض أولا “نحو بركة الشيخ الكامل”، ويبحثون سراً عن إحياء طقس أكل اللحم نيئا وإن في السر، وهو المعطى الذي يؤكده الطويل بن عيسى، أحد “المقدمين” لطائفة تضم 36 فرداً، كانت بصدد إحياء طقوسها في طريقها إلى داخل الضريح.

ويكلف هذا تجارة مربحة، تدر على الواقفين خلفها أرباحاً وفيرة، مصدرها، ثمن إقامة من يقصدون الضريح اعتقاداً منهم أنه “يحمل الشفاء لدائهم”، وعطايا يحملها “الحجاج”، يقول جلول، أحد مريدي “الشيخ” الكامل من منطقة “سوق الأربعاء”، إنهم يهدونها لصندوق الضريح ولا يسألون عن مصيرها، “كل دوار أو مجموعة كتجيب الذبيحة، وكتجيب الهدية ديال الفلوس لصندوق الضريح، يمكن أن تبدأ بـ50 درهم وتصل إلى أكثر من مليون سنتيم، يقولون لنا إن أموالنا يذهب قسطاً منها إلى الأيتام، والقسط الآخر يدبرون به شؤون الضريح، حنا باغيين غير بركة الشرفاء، أما الأموال يتبرعو بها يقسموها يحرقوها لا يهم”.

حواجز أمنية محكمة الإغلاق، يقف عند كل واحد منها رجل أمن يجاوره عنصر من القوات المساعدة، وحواجز في الوسط، مسار طويل ممنوع على الغرباء، وللدخول إليه، تحتاج تأشيرة من “مقدم” الطائفة التي جاءت لإحياء العادة السنوية.

مهمة توثيق المشهد وفصوله ليست عملية سهلة، وكل غريب يمسك بهاتف داخل الممر إلى باب الضريح، يسأل عشرات المرات عن هويته، وتطلب منه بطاقة تعريفه الوطنية، أحد عناصر الأمن، فسر كل هذا التشدد لـ”تيل كيل عربي” بالقول: “القائمون على الضريح يرفضون توثيق ما يوجد في داخله، كما أن زواره تعرضوا في سنوات ماضية لاعتداءات من مجهولين، لذلك اتخذت السلطات الأمنية وباقي مصالح وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة في محيط المسار إلى الضريح وداخله”. نفس التفسير يؤكده بن عيسى رواني، مقدم إحدى الطوائف القادمة من منطقة الغرب نواحي مدينة سيدي قاسم.

أذكار وحركات تدمج بين الرقص و”الجذبة” وفنون الحلقة، تتشاركها النساء جنباً إلى جنب مع الرجال، منهن من تضع غطاء للرأس، وأخريات بدونه، واللباس الأبيض يوحدهم والأسود ممنوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى