RABATTODAYالرئيسيةوطنية

داعش يستعرض عضلاته ويعترف بعجزه عن اختراق الرباط

al-baghdadi
الرباط اليوم: عبد الله الأيوبي
اعترف تنظيم داعش الإرهابي عن عجزه عن اختراق المغرب، الذي ظل عصيا على خلاياه التي تلقت ضربات قاسية من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. جاء ذلك أثناء استعراض داعش لحصيلته خلال سنتين من الإعلان عن الخلافة من قبل أبي بكر البغدادي وذلك بعد السيطرة على مدينة الموصل وعددا من المناطق العراقية.

ومرت قبل أيام الذكرى الثانية للإعلان عن تأسيس دولة الخلافة، التي سيطرت على مساحات جغرافية كبيرة في كل من العراق وسوريا، تم تمددت إلى اليمن وليبيا، وهذا ما حاول شريط فيديو صادر عن المكتب الإعلامي لداعش بحلب أن يستعرضه.

واستعرض الشريط مواقع وجود داعش بكل من العراق وسوريا، تم سيناء المصرية والعربية السعودية واليمن وليبيا تم توقف عند الجزائر، لكن لم يذكر المغرب الذي عصيا على الاختراق، رغم أن الكثير من الأشخاص اعترفوا بانتمائهم للتنظيم عند توقيفهم من قبل المصالح الأمنية، واظهر الشريط بعض المغاربة الذين يعتبرون من أشرس المقاتلين بسوريا.

وكان الخليفة البغدادي أعلن عن دولة الخلافة في 29 يونيو من سنة 2014، ومنذ ذلك التاريخ عرفت المنطقة العربية تطورات خطيرة ميزتها مزيد من التوحش الجهادي.

وأدرك قادة التنظيم، الذي يتكون أساساً من خليط يحتوي على “مجاهدين ومنتفعين وموتورين وغلاة وعملاء مخابرات”، أن القوة هي السبيل الوحيد للسيطرة على مكوناته، فاعتمدوا على العنف، وبالغوا في استخدامه، معتقدين أن أي تراخ قد يسبب هزات عنيفة، أو انقلابات، قد تؤدي إلى تفتته وانهياره. وهم حاليا يحكمون التنظيم بطريقة المخابرات، حيث عملوا خلال السنوات الماضية على بناء جهاز أمني يماثل تماما تلك الموجودة في الدول الديكتاتورية، وبات التنظيم محكوما بأجهزة بوليسية تزرع الرعب في صفوف عناصر التنظيم أولا، وفي نفوس سكان المناطق التي يسيطر عليها ثانيا.

بدأ التنظيم منذ ما قبل إعلانه لـ”الخلافة”، باستخدام القوة ضد خصومه، ورفض أي حل لا يشتمل على الطاعة المطلقة لأحكامه في مناطق النفوذ المشترك، وبعد إعلان الخلافة، بدأ الحرب على جميع الفصائل الأخرى، حتى التي تشاركه المنهج ذاته، كجبهة النصرة، وغيرها من الفصائل، بالإضافة لإطلاق أحكام الردة على فصائل الجيش الحر، والتي شن ضدها حربا شعواء، فوفق منطقه، من لا يقبل خلافة البغدادي فهو خارج عن الملة مستحق للقتل والتنكيل.

ما ميّز التنظيم خلال الفترة الماضية هو طريقة إدارته لمناطق سيطرته، فهو يدير المناطق الواقعة تحت سيطرته بعقلية الدولة إلى حد كبير، حيث يتولى مختلف شؤون ومناحي الحياة للسكان من تعليم وقضاء وصحة وكهرباء، إلا أنه في الوقت نفسه يستغل هذا الأمر لتحقيق مآربه، فالمال والعمل لمن يتعاون معه، والتعليم عبارة عن أجندة ينشرها داعش بين السكان عموماً، والأطفال خصوصاً، بهدف استقطابهم ودفعهم للتطوع في صفوفه، أما القضاء فهو يحكم بطريقة تكاد تكون غير مفهومة، تساير سياسة التنظيم العنيفة تارة، وتمارس الغلو والمبالغة في تنفيذ الأحكام تارة أخرى، وقد تفنن قضاء داعش في استحداث أساليب قتل جديدة، منها دهس الأفراد بالجرافات، وإحراقهم أحياء، وتفجير الأشخاص بعد تعليق القنابل في أعناقهم، وإلقائهم من فوق مبان مرتفعة، عدا عن قطع الرؤوس علناً.

ويواجه تنظيم داعش حاليا تحديات كبيرة، أبرزها النقص الواضح في أعداد المنضمين إلى صفوفه، والاستنزاف الكبير في العناصر الموجودين، كما أنه بات فارغا من القيادات الرئيسية، فقد تم خلال الفترة الماضية توثيق مقتل 39 قائدا مؤسسا للتنظيم، وبات التنظيم يعاني من بعض التشتت والانقسام، وهذا الأمر مرشح للتزايد خلال الأيام القليلة في ظل المعارك العنيفة والهزائم التي يتلقاها التنظيم في مناطق عدة في سوريا والعراق.

نهاية، يعاني تنظيم داعش على صعد مختلفة، ويبدو أنه قد اقترب من مرحلة النهاية، فحسب بعض التقارير أن مصادره المالية بدأت بالنفاذ، والمال كما ذكرنا هو عصب البقاء بالنسبة للتنظيم، أما العناصر فعددهم آخذ بالانحسار، والقادة المؤسسون كذلك، ومن المؤكد أن اللحظة الفارقة في حياة التنظيم باتت قريبة، وستؤدي بالتأكيد إلى تفككه وتشرذمه وتحوله إلى مجموعات صغيرة تنفذ عمليات محدودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى