سياسة

حزب الوردة يرد على اتهامات “الغارديان” لبنبركة

الرباط اليوم

رد الاتحاد الاشتراكي على الاتهامات التي جاءت في الحوار الذي أجرته صحيفة “الغادريان” البريطانية مع أستاذ متخصص بتاريخ أوربا الشرقية إبّان الحرب البادرة، الذي زعم أنه قلّب كامل ملف المهدي بنبركة في أرشيف استخبارات تشيكوسلوفاكيا، وتأكد من أن اليساري المغربي كان يتعامل بشكل سري مع أجهزة الأمن بالدولة الشيوعية .

وأوضح حزب “الوردة” في افتتاحيته “رسالة الاتحاد” بجريدته الورقية ليوم غد (الثلاثاء)، أنه “بعد مطالعتنا لما نشرته ‘الغارديان’ لم نجد أي جديد، بل إعادة تدوير لما نشرته ‘الإكسبريس’ الفرنسية سنة 2006، توازيا مع إعلان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سابقا عن فتح الملف الشهيد بنبركة تطبيقا لتوصيات هيئة الانصاف والمصالحة”، مضيفة أن “أصواتا متناقضة في خلفيتها استغلت هاته المزاعم غير المستندة على أدلة لبث سمومها والتهجم المرضي على الشهيد وعائلته وحزبه وعموم التيار التقدمي”.

ووصفت افتتاحية الاتحاد الاشتراكي من نعتوا بنبركة بالجاسوس بـ”ألسنة سوء لم تتورع خاسئة عن ترداد ما كان يقوله السفاح أوفقير في حق الشهيد”، إذ إن “تقرير ‘الغارديان’، المرفوض، تحفّظ عن نعت الشهيد المهدي بنبركة بالجاسوس، واعتبره جهة اتصال سرية، التي تعني الشخصيات التي يتم التواصل معها لتبادل الرؤى”، كما أن ما نشر ليس فيه أي إشارة إلى أدوار مزعومة لعبها الشهيد ضد المغرب ومصالحه ونظامه، يضيف المصدر المذكور.

وذكّر الحزب اليساري بأن “ما نشرته ‘الإكسبريس’ حينها (2006) وأعادت نشره ‘الغارديان’ كان محط محاولات الهيئة القضائية التي تتابع قضية الشهيد بفرنسا، والتي خلصت بعد تدقيقها في حوالي 1500 وثيقة من وثائق أرشيف المخابرات التشيكوسلوفاكية إلى عدم اقتناعها بأن الشهيد كان مجندا لصالحها، وأنها لم تجد أي مستند يحمل آثار الشهيد (تسجيل صوتي له، كتاب بخط يده، توقيه له..) مما جعلها تستبعد كل هذه الادعاءات وتعتبرها غير جدية وغير مجدية”، مردفا أن حكم المحكمة صدر و”أصابع الاتهام لا تزال موجهة لأطراف في المخابرات الفرنسية بالتواطؤ في جريمة اختطاف الشهيد المهدي بنبركة، مع ذلك، لم تر المحكمة أي قيمة مضافة لما نشرته الإكسبريس، وأعادت نشره الغارديان”.

وأضاف المصدر ذاته أنه “منذ ذلك التاريخ، لم يخرج أي مسؤول استخباراتي سابق ليؤكد تلك المزاعم، خصوصا أن مسؤولي المخابرات في بلدان أوروبا الشرقية، التي انحلت بعد انهيار جدار برلين، غير مطوّقين بواجب التحفظ الذي يلزم مسؤولي مخابرات سابقين لدول ما زالت قائمة، ولذلك يعتبرون منجما للمعلومات الصحفية”.

وأشار الاتحاد الاشتراكي إلى أن “علاقة الشهيد المهدي بنبركة المعلنة مع زعماء دول وقادة حركات تحرر عالمية هي أكبر من ذلك التقزيم الوارد في ‘الإكسبريس’ و’الغارديان’، وأن ما كان يمكن أن يجنيه من أموال ومكاسب شخصية لو كان طامعا في الجاه والسلطة والمال والنفوذ هو أكبر بكثير من تلك الأرقام الهزيلة المزعومة، وكان يمكن أن يجنيها دون مُخاطرة أو مُجازفة”.

وشدد على أن بنبركة “كان رجل مبادئ وقائدا عالمثالثيا يطمح لتحرر الشعوب وبناء مجتمعات التقدم والتحرر والعدالة الاجتماعية ومقاومة كل أشكال الكولونيالية الظاهرة والمقنعة”.

وجدد الاتحاد الاشتراكي، في افتتاحيته، اعتزازه بـ”الشهيد المهدي بنبركة قائدا وطنيا وعالمثالثيا وأمميا”، معتبرا ما نشر مناسبة لكي “نجدد مطلبنا في كشف الحقيقة كاملة حول جريمة اختطاف واغتيال الشهيد، ونجدد مطالبتنا الحكومة الفرنسية برفع السرية الكامل عن كل ما يتعلق بهذه القضية، وأن تتجاوب الحكومة المغربية بإيجابية وجدية مع أي طلب من القضاء الفرنسي المكلف بملق القضية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى