بسبب معصية الله .. عندما علق بنكيران عن ظاهرة الفقر
الرباط اليوم
ظاهرة الفقر سببها الأول معصية الله… هذه الجملة لو صدرت اليوم عن شخص كيفما كان وضعه ومستواه الفكري ، لوجد نفسه في مستشفى الأمراض العقلية بعد أن يكون قد تلقى ما تيسر من التقريع والهجوم من الجميع..
لكن إذا عرفتم أن قائلها ليس إلا مسؤول سياسي كبير حكم المغرب خمس سنوات، ويتزعم حزبا كبيرا في البلاد لايزال يقود البلاد لولاية حكومية ثانية بعد أن حصد معظم مقاعد الغرفة الأولى في البرلمان المغربي، فإنكم ستستغربون كثيرا..
لكن استغرابكم لن يطول إذا عرفتم ان بنكيران، وهو قائل هذا الكلام الخطير، صدح بهذا الرأي عاليا امام نواب الأمة عندما كان يمارس المعرضة أيام زمان..
فعلى إثر الفاجعة التي وقعت بزاوية سيدي بوعلام بالصويرة، والتي أودت بحياة 15 مواطنة، عاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للنبش في ارشيف العدالة والتنمية وما قاله قادته بخصوص الفقر وأسبابه وعثروا على كنز ثمين يتمثل في مداخلة للنائب عبد الاله بنكيران أمام غرفة الاولى للبرلمان، أيام كان يمارس المعرضة ولم يذق حلاوة كرسي رئاسة الحكومة..
وجاء في مداخلة بنكيران النائب المعارض، خلال تدخل باسم حزب العدالة والتنمية أمام مجلس النواب، أن ظاهرة الفقر سببها الأول هو معصية الله!..
هكذا كان بنكيران يقول، للرد على حملات نظمت آنذاك في بلادنا بمناسبة اسبوع التضامن ضد الفقر، حيث نشرت جريدة العصر، التي كانت آنذاك لسان حال حزب المصباح، نص مداخلة عبد الاله بنكيران باسم فريق العدالة والتنمية، وأوردتها الجريدة تحت عنوان :”ظاهرة الفقر سببها الأول: معصية الله”..
ولا نعتقد ان عبد الاله بنكيران، بعد ان غير ملابسه وسراويله عقب تقلده مسؤولية رئيس الحكومة، لايزال يتشبث بهذا السبب كسبب أول لظاهرة الفقر..والله اعلم.
وإذا كان الامر مختلفا، فمن حقنا أن نسأل السيد بنكيران، هل الإيمان بالله هو الذي يجعل الانسان غنيا، وهل كل الفقراء لا يؤمنون بالله؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن كل فقير وكل من لا يملك قوت يومه يعتبر كافرا وعاصيا لله، حسب منطق السيد عبد الاله بنكيران..
ثم ما ذنب ضحايا فاجعة الصويرة، وما دخل الإيمان من عدمه في ما حدث لهن؟ أم أن تلك الشريحة من النسوة الفقيرات يعتبرن في اعتقاد بنكيران كافرات بالاستناد إلى فقرهن، وبالتالي فإن الشرع يستوجب عدم الرثاء لحالهن ولا يجب حتى الذهاب في جنازاتهن، لأن منطق بنكيران يرتب بالضرورة هذه النتائج..
