سياسة

هل نجح المغرب في الحفاظ على توازنه الدبلوماسي؟

الرباط اليوم

شكل الموقف المغربي المندد بالعملية العسكرية الأخيرة للجيش الإسرائيلي بمدينة جنين الفلسطينية، إشارة واضحة على أن المملكة المغربية لن تقبل بأي “تطور” على مستوى العلاقات المغربية الإسرائيلية في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

 

يأتي هذا، في ظل تلكؤ الجانب الإسرائيلي، في الاعتراف بمغربية الصحراء، الأمر الذي يطرح معه السؤال حول مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق الثلاثي، وحول صدق نيتها في تسجيل اعتراف صريح بمغربية الصحراء بعيدا عن نهج أسلوب “المناورة والابتزاز”.

 

في هذا الصدد، قال حسن بلوان، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، إن “الموقف المغربي من الأحداث في الأراضي الفلسطينية والناتج عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان في جنين، يأتي في سياق الموقف المبدئي الذي تتبناه المملكة المغربية من قضية فلسطين باعتبارها من أكبر الدول الإسلامية والعربية الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبار مركزية المملكة المغربية في الحفاظ على السلم والاستقرار في الشرق الأوسط وكذلك على اعتبار أن جلالة الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس”.

 

وأكد بلوان في تصريح لـ”الأيام24″، أن “موقف المغرب من أحداث جنين هو مبدئي، لأنه لا يمكن أن تتغاضى المملكة المغربية عن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضغة الغربية وآخرها ما وقع في جنين”، مشيرا أن “اللافت في الموقف المغربي أنه جاء بعد تصريحات إسرائيلية تشترط مجموعة من الشروط للاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء”.

 

في المقابل، يرى المتحدث أن “العلاقات المغربية الإسرائيلية لا يمكن أن تتأثر، لا بالموقف المغربي ولا بالتصريح الإسرائيلي الذي يفرض مجموعة من الشروط، على اعتبار أن المملكة المغربية تضع في خطواتها الدبلوماسية مبدأ التوازن في تطوير العلاقات مع إسرائيل”.

“لكن في نفس الوقت، الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية إلى جانب قضية الصحراء المغربية كما جاء في ال سالة التي بعث بها الملك إلى الرئيس الفلسطيني”، يضيف بلوان.

 

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن “الموقف الإسرائيلي وكذلك الموقف المغربي من أحداث جنين لن يؤثر في الاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه في أواخر 2020، على اعتبار أن الاتفاق كان يقضي بأن تتقدم المملكة المغربية خطوات نحو استئناف العلاقات مع إسرائيل مقابل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ولم يشترط قط اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، ولكن ذلك لا يعفيها، على اعتبار أن المغرب أصبح الآن يطالب حلفاءه سواء في أروبا أو في العالم أجمع بموقف واضح من قضية الصحراء باعتبارها المنظار الذي ينظر به المغرب إلى العالم”.

 

إلى ذلك، خلص بلوان إلى أن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء هو مسألة وقت، لتنضج الظروف من أجل أن يستقبل المغرب منتدى النقب بشروطه الممثلة في توسيع دائرة الدول المشاركة، بالإضافة إلى وقف الانتهاكات اليمينية المتطرفة تجاه الشعب الفلسطينية وأن ينعقد بمدينة الداخلة، لما لذلك من رمزية واعتراف جميع الحاضرين بمغربية الصحراء”.

 

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ندد بـ”الهجمات الإسرائيلية بجنين”، معتبرا أنها “لا تساهم في خلق جو يساعد في فتح الحوار”.

 

وأضاف بوريطة، خلال كلمته بمناسبة انعقاد اللجنة السادسة المشتركة بين المغرب وسلطنة عمان، الثلاثاء الماضي، أن “المغرب يرفض ويندد بهذه الاعتداءات الإسرائيلية في جنين”، مؤكدا أن “الوضع الحالي خطير جدا، ويهدد ما تبقى من سلام ضئيل في هاته المنطقة”.

 

وشدد الوزير المغربي على أن “القضية الفلسطينية تبقى من أولويات الشعوب العربية، كما أن هنالك إجماعا دوليا على ضرورة وجود حل بين الدولتين”.

 

ودعا المتحدث إلى “تدخل دولي عاجل من أجل وقف التحركات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية”، كما طالب بـ”إجماع ديبلوماسي عربي تجاه التحركات الإسرائيلية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى