سياسة

هل حان وقت رحيل ربيع الخليع؟

الرباط اليوم

بلغ عدد المسافرين الذين تنقلوا على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية بمناسبة عيد الأضحى، ما يناهز 900 ألف مسافر، وذلك خلال الفترة من 26 يونيو إلى 2 يوليوز فقط، أي في ظرف أسبوع واحد، وحقق المكتب في سنة 2022 قرابة 46 مليون مسافر. فهل هذا يعني أن السفر على متن قطارات الخليع مريح وممتع للمسافرين أم أن الضرورة فقط، وقلة الاختيارات أمام المواطن المغربي و الأجنبي، هي التي تجعله يقبل بالسفر على متن قطارات الخليع.
عدد كبير من المسافرين، خاصة في القطارات بين الدار البيضاء ومراكش، وفاس والدار البيضاء، وأيضا القطارات المتجهة نحو وجدة، يتحدثون على أنها يمكن تسميتها بحمامات شعبية، وليس قطارات، فلا ينقصها إلا “الخرقة والقباب”، لتتحول إلى حصة استحمام عمومي، بفعل غياب التكييف في ظل الحرارة المرتفعة، وأيضا بفعل الزحام الشديد.
كما أن التوقف المستمر للقطارات في أماكن خلاء لساعات دون أي اعتذار، ودون تقديم أي مبرر، وبلا مبالاة غريبة من المسؤولين، يجعل صورة المغرب تتضرر، خاصة في ظل وجود مسافرين أجانب يتأخرون عن مواعيد أسفارهم، وطائراتهم، فينقلون تذمرهم مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ممّا يضر بصورة السياحة في المغرب، وأدى في كثير من الأحيان إلى فضائح بفعل تفويت المسافرين لمواعيد طائراتهم.
إن السفر كان في القديم “قطعة من جهنم”، لكن في الدول المتقدمة، أصبح السفر اليوم في القطار سلسا ومريحا ويمكن أن يستلغه الانسان في العمل أو الترفيه، لكن في قطارات الخليع، مازالت المقولة صامدة ولا تقبل التغيير، حيث تتحول الرحلة من البيضاء إلى مراكش مثلا، إلى “جحيم لا يطاق”.
وفي الوقت الذي يعاني المسافرون مع الحرارة وتأخر القطارات، وفي الوقت الذي تم تشوبه محطة القطار الرباط المدينة، وتحويلها إلى مسخ، بعد أن كانت أيقونة الرباط، التي تم تسجيلها في سجل اليونسكو كتراث عالمي، وهاهي اليوم مهددة بفقدان هذه الميزة، بسبب أكوام الحديد التي تم وضعها في المحطة بدون أي جمالية تذكر. فإن محمد ربيع الخليع مشغول يمسؤوليته في جامعة كرة القدم أكثر من مسؤوليته في المكتب الوطني للسكك الحديدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى