أخبارهن

في الصحراء المغربية.. الملاحف للأناقة والجمال ولنضارة بشرة الوجه والجسم!

الرباط اليوم: محمد السبري

لعل أهم ما يميز المغرب هو تفرده بتنوع ثقافاته واختلافها من جهة إلى أخرى، فكل منطقة تتميز بعادات وتقاليد تختلف عن المنطقة الآخرى.

+
A


A
وأهم ما يميز المرأة في الصحراء المغربية عن باقي النساء، هو تفردها بزي خاص جمع بين الحشمة والوقار وبين الأناقة والجمال والرقي.

ورغم إغراءات اللباس العصري، إلا أن المرأة الصحراوية ظلت محافظة على زيها « الملحفة » الذي توارثته جيلا بعد جيل.

و »الملحفة » هي عبارة عن قطعة ثوب واحدة، تلف حول الجسد بعد أن تربط عند الكتفين، هي مختلفة الأشكال والألوان، وجودة ونوعية القماش.

وتحرص النساء في الصحراء المغربية، باختلاف أعمارهن وطبقاتهن الاجتماعية، على ارتداء الملحفة باعتبارها رمزا من رموز الأنوثة والجمال.

وفي لقاء مع « منارة »، تحدثت لنا السيدة فاطمة المنحدرة من مدينة العيون والمهتمة بالثقافة الحسانية، عن أنواع الملحفة، وطرق لباسها، وجودة أثوابها، وكذلك عن الملحفة التي تختلف حسب الفئات العمرية وحسب المرأة المتزوجة أو العازبة وكذلك عن الملحفة الخاصة بالحفلات والمناسبات، وعن الملحفة التي ترتديها المرأة الصحراوية بشكل يومي وهي ذاهبة إلى العمل أو إلى قضاء بعض المآرب.

الملاحف حسب الإستعمال والنوع

عادة ما تلبس المرأة الصحراوية وهي في بيتها، أو عندما تخرج لتلبية بعض حاجيات البيت، ملحفة « كاز »، أما إذا كانت ذاهبة إلى العمل أو استقلت سيارتها، فهي ترتدي ملحفة « كاز » راقي، فهي تختار إما « كاز تركي » أو « كاز الكوارب »، أو « كاز كي هيد »، وهو ثوب أنيق وراقي وعملي، فهو ليس بالمبهرج ولا باللافت للأنظار وثمنه يظل عاليا بعض الشيء.

أما بالنسبة للمناسبات والأعراس، فهناك نوعان من الأثواب، إما أن تختار ثوب « الشكة » أو أن تختار ثوب « مفتلة » أو سواريه أو السواه » وثمنهم يكون باهضا.

وثوب « الشكة » فيه عدة أنواع، بخلاف أثواب « مفتلة، سواريه، السواه » الذين يميزهم نوع واحد.

بالنسبة لثوب « الشكة »، فأرخص أنواعه هو « السمبل » الذي تلبسه العروس الصحراوية ليلة عرسها، إذ تلبس ملحفة بيضاء بسيطة فوقها ملحفة سوداء.

وهناك الشكة محفل، تكون مطرزة بالعقيق ومزينة أو مرصعة أو منبثة وهي أرخص أنواع ملحفة الشكة،التي يبدأ ثمنها من 300 درهم ليصل إلى ألفي درهم وأكثر.

أنواع ملحفة الشكة

شكة المصيبيغ هي أرخص أنواع الشكة ولا يتعدى ثمنها 300 درهم.

هناك عادة في الأعراس الصحراوية، أن تستقبل العروس أهل زوجها في صبيحة ثاني يوم من زفافها، وهي ترتدي ملحفة « شكة المدبي » التي يصل ثمنها إلى ألف و500 درهم ولا يقل عن 900 درهم.

ثم هناك شكة الخياطة ذات الألوان الزاهية،التي يصل ثمنها إلى ألفي درهم، وهي راقية جدا، وما يميزها هو أنها تكون رقيقة جدا وغير لينة، بحيث أنه عندما تلبس تعطي حجما، وغالبا ما تلبس في المناسبات والأعراس والحفلات، وعندما تلبس تصبح لينة وتأخذ حجم الجسم.

لذلك وحتى تظل صلبة، تقوم النساء الصحراويات بغسلها بالماء والصمغ وعندما تجف تصبح وكأنها جديدة.

هناك محلات خاصة بغسل هذا النوع من الملحفات الغالية الثمن، وكذلك بغسل « دراعيات » الرجال الغالية الثمن.

العروس أغلب لباسها « شكة »

في ليلة حناء العروس في الصحراء المغربية، ترتدي ملحفة « شكة الحناء »، التي تتميز بلونين بني غامق وأبيض.

وفي ليلة العرس، ترتدي العروس ملحفة « سامبل محفل »، باللونين الأسود والأبيض.

أما في صبيحة يوم الزفاف، ترتدي ملحفة « موفتيلة أو رونق »، تكون ألوانها زاهية ومبهرجة، فهي تكون بين صديقاتها وأخواتها ولا مانع من أن تلبس لباسا ذا رونق ومبهرج.

أما عندما تذهب إلى بيت أهل زوجها ترتدي ملحفة « شكة المدبي ».

ملحفة النيلة

المعروف عن المرأة الصحراوية أنها تهتم كثيرا بأناقة ملبسها ونضارة بشرة جسدها ووجهها، وتهتم أيضا بغذائها حتى تظل محافظة على قوامها الممتلئ المتناسق، لذلك فهي لا تتكاسل في صنع أقنعة التجميل لتظل ناعمة الملمس.

ولعل أهم ما يعتمد عليه في ذلك هو « ملحفة النيلة »، التي تعمل على تقشير الجسم، كما تكون مرافقة لأقنعة الحناء، سواء العروس أو الفتيات الصحراويات عموما.

طقوس لا بد منها

قبل موعد حفل الزفاف بشهر، يمنع على العروس ان تخرج أو أن يراها أحد، وتعكف في هذا الوقت على الالتزام ببرنامج غني وحافل وصارم، خصوصا إن كانت العروس ضعيفة البنية أو سمراء، إذ يعهد إلى نساء متخصصات في هذا الشأن ويتقاضين مبالغ خيالية، بغرض العناية بالعروس من مأكل ومشرب وأقنعة وخلطات سحرية لتكون النتيجة ساحرة وصادمة.

وهؤلاء النسوة يملكن أسرارا لا يعرفها غيرهن توارثنها جيلا بعد جيل، لديهن أسرار في عملية التبلاح فهن تمتلكن خلطات خاصة للتسمين ولتفتيح البشرة.

وخلال هذا الشهر ترتدي العروس ملحفة النيلة مع خلطات الحناء، إذ يركزن على أن الجسم، يجب أن يظل دافئا حتى تعطي الخلطات مفعولها، فحسب اعتقادهن إن وضعت الحناء على جسد بارد فالنتيجة تكون عكسية.

وبعد أسبوع من النيلة وخلطات الحناء على الوجه والجسد، يكون موعد الحمام، إذ يتم تقشير العروس وإزالة كل الخلايا الميتة من الجسد، ثم يأتي موعد « التبريمة »، فيتم ذهن الجسد بخلطات من شأنها ترطيبه وجعل ملمسه ناعما مثل الحرير.

ثم بعد ذلك تستمر العروس في استعمال الأقنعة اليومية للحفاظ على رونق ونضارة وجمال البشرة.

هكذا هي ثقافة الصحراء المغربية، وهكذا هي بعض الطقوس الخاصة بالزفاف والحناء وتسمين العروس وتفتيح بشرتها، طقوس ظلت عصية على أن يمحوها الزمن أو أن ينال منها.. وهكذا هو المغرب الغني بتعدد ثقافاته وعاداته، والقوي باختلاف لهجاته وموروثاته.. ما يجمنا أكثر مما يفرقنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى