سياسة

بسبب الطفل ريان.. أمينة ماء العنين تقطر الشمع على الدولة

الرباط اليوم

بقلم أمينة ماء العنين

قصة الطفل ريان التي نتابعها بترقب وبأنفاس متقطعة، تعكس عجزنا الجماعي كدولة، إنها خلاصة اختياراتنا العلمية والتنموية.

المؤسسات والسلطات تقوم بواجبها ولا يمكن لومها بما يتوفر لديها من إمكانيات تقنية وعلمية متواضعة حد البدائية.
الحقيقة الساطعة تقول أن شعبا ودولة بأكملها عاجزة عن إخراج طفل من حفرة سقط فيها بعد ساعات طويلة.

ليس من المهم الآن الحديث عن الإهمال والسلوكات التي جعلت الطفل البريء يسقط في حفرة من هذا القبيل، لكن المهم أن ننجز تأملا جماعيا في فشلنا العلمي والتقني في دولة تقول أن ما يهمها في المقام الأول هو الإنجاز والتنمية، بعد تجريف السياسة واحتقار المطالب الديمقراطية والقمع الواسع لمنتقدي الاختيارات التدبيرية.

بدل اعتماد وسائل بدائية للحفر لساعات طويلة دون نتيجة سريعة، وبدل الاعتماد على متطوعين خاطروا بحياتهم لمحاولة النزول للبئر ( يجب أن نحمد الله كثيرا على أن فاجعة إضافية لم تقع)، كان من المفروض أن ينتج “نموذجنا” خبراء متخصصين يستخدمون الحسابات العلمية الدقيقة للتخطيط للحل في مواجهة معطيات الطبيعة دون مخاطرة بحياة الطفل، وكان يجب توفر آليات تقنية فعالة للحفر السريع، وقبل ذلك كان يجب توفر مقاربة توصل هؤلاء إلى عين المكان في الوقت المناسب، وفي الأخير كان يمكن “في أسوأ الحالات” الاستعانة بخبرات بلدان أكثر تطورا ونجاعة.
ليس في الأمر مزايدة على أحد، إنه وجهنا الجماعي في المرآة. وإذا كنا عاجزين عن إجراء تقييم موضوعي لواقعنا بعد المد الواسع لآليات الترهيب والإخراس وغزوات الذباب الصحفي والإلكتروني، ومع الجزر السياسي والاحتباس الفكري والانحسار الثقافي، يمكننا في لحظات الأزمة أن نسمح لأنفسنا بفسحة تأمل ونقد هادئ.

فعلا، ليس لنا إلا الدعاء وشكر كل الذين يحاولون بما توفر لديهم من امكانيات، لم يسمح النسق الذي يعيشون فيه بإنتاج أفضل منها.

وفي الأخير، يصعب علينا إخراج طفل صغير من حفرة إذا لم نحرر وعينا الجماعي واختياراتنا السياسية والتدبيرية من الحفرة التي يتواجدان بداخلها.

ويظل اليقين في الله تعالى كبيرا.

قلبي مع أم ريان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى