أخبارهن

النساء.. نعمة أو نقمة!

الرباط اليوم

سبحان من قسم الحظوظ، ووهب العطايا، ورزق الإنسان·· والنساء حظ من الحظوظ، وهبة من الهبات، وعطية من العطايا، وهنَّ أنواع مختلفة، ومشارب شتى، وضروب متباينة، فمن النساء من إذا نظرت إليها سرتك وأبهجتك، وإذا أمرتها استجابت وأطاعتك، رغبة لا رهبة، وحباً لا قسراً، وإذا غبت عنها رعتك في ولدك، وحفظت لك مالك، مثل هذه كمن إذا نظرت إلى البحر سكن اضطرابه، واستقر هياجه، ولمعت مياهه، وإذا أطلَّت بوجهها على الزهور تفتحت أكمامها، وترطب ورقها، تمد يدها بالماء لك حتى تحس به في حلقك زلالاً شافياً.. أي سحر فيها يحيل الأشياء إلى جاذبية مطردة حتى يحب الرجل محل إقامتها ومكان جلوسها وأدواتها؟!

 

“إنسانة” يملؤها الحس والذوق، فكيف إذا ما زفت إلى كريم مثلها فأخرجت مكنون سرها وحاجة نفسها وما ادخره قلبها لبعلها وحلالها من الحب والشوق والظرف والأناقة والسكن والأنس والدعة وحسن التبعل؟! سلوها: كيف بيتها؟ واحة غناء.. روضة فيحاء·· نغم سارٍ·· نشيد جارٍ! هو ذلك كله وأكثر، فهو جزء من جنة الدنيا ومرقاة لذة للآخرة، بل هي حسنة الدنيا التي وُعد بها أهلها، كل ما فيها يشي بالنعمة الواعدة، والبهجة الغامرة··

 

وثمة نوع آخر من النساء حاد الطرف، صخري القلب، جاف العاطفة، تضطرب الأشياء لرؤيتها، ويغتم الزمان بوجودها، ويفرح القبر بضمها، تراها فيكتئب القلب، وتموت النفس مرات ومرات·· هي شقاء أبدي وحزن سرمدي، وداهية قاضية، وقاصمة عاجلة، بل نكد العالم كله بين يديها، ومرارة الحياة عندها.. فكيف بعشرتها؟! وكيف بعاطفتها؟! وأين قلبها.. وليس فيه دفقة لمحب أو تشوق لبعل أو رحمة بولد؟! من أجل ذلك أخبر القرآن الكريم أن الصالحة من النساء هي الحافظة لحدود الله العارفة بحقوق الزوج الوفية برعاية الأبناء }فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ{ النساء:34، وأرشدت السنَّة المطهرة “فاظفر بذات الدين تربت يداك”· فهي وحدها الكنز المدخر، والذكريات العفيفة، والحلم الجميل·

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى