هرهورة اليوم

أين اختفت العلبة السوداء لملف كوكايين الهرهورة؟

الرباط اليوم: سارة الشملي

علامات استفهام كبيرة ما زالت تطرح بخصوص ملف كوكايين الهرهورة ، فبعد مرور عشرة أيام على العلمية الأمنية التي انتهت بضبط 476 كليو غرام من الكوكايين النقي داخل شقة ب”سابل دوور” بالهرهورة، لازالت المصالح الأمنية تواصل تحرياتها لتحديد مكان تواجد عنصر امني سابق برتبة مفتش، باعتباره العلبة السوداء التي تخفي أسرار الامتدادات الحقيقية للشبكة التي تولت نقل هذه الكمية من عرض البحر انطلاقا من سواحل الصخيرات تمهيدا لترويجها.

وفي الوقت الذي يجهل فيه ما إذا كان مفتش الشرطة السابق قد تمكن من مغادرة التراب الوطني، أو أنه يختبئ في أحد البيوت الآمنة التي وضعت رهن إشارته مستعينا بخبرته السابقة كأمني، تشير المعطيات التي اتضحت انطلاقا من طبيعة الاستثمارات التي يملكها وسط العاصمة الرباط، وطبيعة العلاقات التي كانت تربطه بعدد من المسؤولين الكبار إلى أن الوصول إليه سيكون مفتاحا لكشف سلسلة من المفاجئات المدوية والثقيلة.

ووفق ذات المعطيات فإن عددا من المسؤولين لم يترددوا في نسج علاقات وثيقة بالمبحوث عنه رغم علمهم بخليفته الاجتماعية، وطبيعة عمله السابق في سلك الأمن الذي فصل منه سنة 2005، قبل أن يؤسس لنفسه مسارا آخر جعله يراكم عدد من الاستثمارات المهمة بالرباط في ظرف وجيز، دون أن يتم الانتباه إليه، إو إلى طبيعة الأعمال التي يعتمد عليها في تنويع وتمويل مشاريعه.

وحسب ذات المعطيات، فإن سقوط مفتش الشرطة السابق الذي أصبح أولوية تحرج الأجهزة الأمنية التي تسابق الوقت لتحديد مكانه، من شأنه أن يميط اللثام عن طبيعة العلاقات التي كانت تجمعه بعدد من الأسماء و المسؤولين، وهو ما ينبئ بملف من العيار الثقيل، الأمر الذي قد يمهد للإطاحة بعدد من الرؤوس الوازنة.

وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد كشف أن حجز كوكايين الهرهورة جاء بعد عملية أمنية مشتركة باشرتها عناصر الشرطة القضائية بكل من مدينتي تمارة والدار البيضاء بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وذكر بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني أن الأبحاث الأولية أسفرت عن توقيف شخص وسيدة بمدينة الدار البيضاء، يبلغان من العمر 40 و38 سنة، وذلك قبل أن تقود التحريات إلى تحديد الشقة التي تم تسخيرها لتخزين كوكايين الهرهورة ، والتي مكنت عمليات التفتيش المنجزة بداخلها من حجز معدات ومنقولات إضافية، عبارة عن بندقية صيد و19 خرطوشة من عيار 22 ملمتر، ومبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأوروبية، وقنينة غاز مسيل للدموع، و12 ساعة يدوية باهظة الثمن، و10 قطع مختلفة من المجوهرات، وكاميرا رقمية، وثلاثة دفاتر شيكات، وسند لأمر يتضمن مبلغا ماليا قيمته مليون و20 ألف درهم، فضلا عن وثائق سفر وسندات هوية في اسم الغير، وسيارة رباعية الدفع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى