أخبارهن

أرقام مقلقة عن واقع مغربيات يعانين في صمت بسبب العنوسة

الرباط اليوم

ما معنى أن تقوم أكثر من 600 فتاة مغربية بتقديم أموال إلى وسيط تركي من أجل تزويجهن بأتراك؟ إنها ببساطة قمة الإهانة للمرأة المغربية، ومسألة تطرح التفكير عميقا في مسببات ذلك، من خلال دراسة أسباب العنوسة التي أصبحت تضرب أطنابها في المجتمع المغربي.

نساء في الثلاثين، وأخريات في الأربعين، أو حتى الخمسين، تحولن إلى “عانسات”، لأنه بالرغم من تقدمهن في السن ظللن بدون زواج، لأن البعض منهن كان قدرهن عدم مصادفة فارس الأحلام الذي رسمنه في مخيلاتهن… وحيدات يواجهن نظرة المجتمع السلبية لهن، فـ”البايرة” كلمة اختارها المجتمع المغربي ليطلقه على كل الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج، بعد فشلهن في إيجاد شريك الحياة المناسب، فتحولن في نظر هذا المجتمع الذكوري إلى رمز من رموز الفشل في الحياة.

العنوسة.. مجبرة أختك لا بطلة

متابعة الدراسة أصبحت حقا أساسيا لا تتنازل عنه الفتاة المغربية، بل وأصبحت ترفض فكرة الزواج إلى حين التخرج، والحصول على عمل قد يرضي طموحها، سواء أكان هذا العمل حاجة ضرورية لإعالة أسرتها ورد الجميل إليها، أو لمجرد رغبة منها في تحقيق الذات والانتصار على المجتمع الذكوري الذي ينقص من قدرتها على منافسة الرجال في الحياة العملية. نادية مسؤولة تجارية صاحبها الحظ العاثر في حياتها.. لم تجد زوجا يقيها نظرات الناس ونظرات المجتمع المنغلقة التي ترى المرأة بلا زوج كالسيارة بدون سائق” تعبت من نظرات وأسئلة الناس” تقول نادية وهي تتنفس الصعداء قبل أن تضيف “واش أنا لقيت الراجل ومابغيتوش”.

وصوفيا فتاة أخرى تحولت إلى “عانس” بعدما رفضت الزواج بسبب فشل قصة حبها. فالفتاة عندما تحب رجلاً حبًا شديدًا، وتكتشف في وقت لاحق بأنه كان وهمًا كبيرا في حياتها، وأن كلمات الحب، التي كان يمطرها بها مجرد ترهات، فإن العنوسة تكون خيارا لها، لأنها حبست نفسها ضمن هذا الوهم، ولم ترد الخروج منه مهما كلفها الأمر. 

هن نماذج لنساء قررن خوض تجربة الجنس بدون زواج بعدما فشلن في خوض تجربة الزواج. لكن البعض الآخر منهن سيكتشف بأن الجنس والمتعة التي يحققنها لا تشكل مطلبهن الوحيد من الزوج المنشود.. بل الجنس ليس سوى جزء بسيط مما تحتاجه المرأة من الرجل في حياتها. فتيات اخترن لقب “العانس” بمحض إرادتهن تفاديا للوقوع في زواج محكوم عليه بالفشل من البداية.. لديهن شروط وضوابط لا يمكن التخلي عنها ولديهن أوصاف معينة في العريس لا يمكن تجاوزها ، وكل من لا يحمل هذه الصفات فهو عريس غير مرغوب فيه. 

تمر السنوات ويتقدم بهن العمر ومع ذلك لا يعرفن معنى التنازل. فتيات أخافتهن مسؤوليات الزواج والتزاماته وقررن الإضراب عن الزواج إلى أجل غير مسمى “أش بغيت بصداع الراس” تقول سارة، التي ترفض الزواج لأنها لا تريد أن تفقد التمتع بالحياة وبملذاتها. فتيات وإن اخترن العنوسة بسبب رغبتهن في الحصول على الاستقلالية، أو حتى استكمال المسيرة الدراسية والحصول على عمل قار، لكن وبالرغم من أن المجتمع أصبح ينظرن إلى استقلالية الفتاة المغربية بتسامح إلا أن موقفه سلبي من الفتاة العانس، يقول الباحث الاجتماعي، عبد اللطيف كيداي، “فليس هناك تغير جذري في موقف المجتمع من الفتاة العانس، فبعض الآباء وخاصة الأمهات يستعينون بالشعوذة والأولياء الصالحين لدفع هذا النحس وسوء الطالع ولجلب عريس لابنتهم”.. 

ومن الفتاة التي وجدت نفسها مجبرة على لبس تاج “العنوسة” إلى الفتاة التي اختارت طوعا وطواعية هذه الوضعية، فإن المعاناة تظل واحدة “الشعور بالفراغ والوحدة يقتل الإنسان، وحتى عندما أمرض لا أجد من يرعاني أو حتى يصطحبني للمستشفى” تقول زهيرة، التي ندمت على رفضها السابق لطلبات الزواج، في وقت لا ينفع معه الندم””ما الذي سأفعله بشهادة ومنصب” تقول زهيرة بحنق، التي لم تستطع إخفاء غضبها من دخولها في خانة العانسات منذ سنوات “لم أرضع طفلاً، لم أضمه إلى صدري، لم أشكو همي إلى رجل أحبه ويحبني” تضيف زهيرة.

أرقام مقلقة

الأرقام الرسمية الصادرة في هذا الصدد أصبحت مقلقة، فالعنوسة أضحت تهدد الهرم السكاني للمغرب، وساهمت في انخفاض الخصوبة في السنوات الأخيرة؛ أكثر من 60 في المائة من المغربيات من بين 20 و24 سنة غير متزوجات، وأكثر من 28 في المائة من المغربيات ما بين 30 و34 سنة “عانسات”. فالأشخاص غير المتزوجين يقضون بقية حياتهم عزابا، كما جاء في أرقام المندوبية السامية للتخبط. ففي سنة 2010 مثلا بلغت نسبة العازيين البالغين 50 سنة 5.8 % بالنسبة للرجال و6.7 % بالنسبة للنساء أي أن هذه النسبة بالنظر لما كان عليه الحال سنة 1994 تضاعفت مرتين بالنسبة للرجال و7 مرات بالنسبة للنساء. فالعنوسة تسجل في وسط الفتاة المتعلمة وغير المتعلمة، العاملة في القطاع الخاص وحتى الإدارات العمومية، هذه الأخيرة تسجل نسبة 38.51 من الموظفات غير المتزوجات، مع العلم أن النساء العاملات في القطاعات الحكومية لا يمثلن سوى 7.7 في المائة من مجموع العاملات في المغرب.

هذه الوضعية استغلها البعض لإنشاء تجارة جديدة، حولوا مع “الخاطبة” التي انتشرت في عهد أجدادنا، إلى وكالات تسعى إلى البحث عن شريك العمر من بلدان مختلفة، ولا يكلف الأمر أكثر من 1200 درهم مغربية لإيجاد الشريك. في حين أن بعض الجمعيات، جمعية كرامة بطنجة، تشجع الشباب على الزواج لمحاربة العنوسة. 

وقد جاءت فكرة إنشاء هذه الخدمة داخل الجمعية التي تعنى بتنمية أوضاع المرأة نتيجة عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المعيشة والبطالة” فارتفاع تكلفة المعيشة وكذا تقاليد الزواج تثقل كاهل الشباب المغربي الذي يرغب بالزواج، ومنه جاءت فكرة الجمعية بتنظيم حفلات زواج جماعية” تقول وفاء بن عبد القادر، رئيسة جمعية كرامة. فجمعية كرامة تسهر على تنظيم مهرجانات للزواج الجماعي، وعلى توفير دورات تكوينية في التربية الأسرية للشباب.بهدف تشجيع الشباب الذي أصبح يعزف عن الزواج بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة أو حتى مصاريف الزواج.

وكالات وجمعيات لتشجيع الزواج

العنوسة ليست مشكلا يؤرق حياة المرأة المغربية، بل أصبحت ترخي بظلالها على مستقبل المجتمع المغربي في ظل ارتفاع حالات العنوسة التي تؤدي إلى انخفاض معدلات الخصوبة وبالتالي تغيير الهرم السكاني، خاصة مع ارتفاع أمد الحياة. ففي غضون 50 سنة تراجع سن الزواج الأول بشكل كبير، حيث سجلت سنة 2010 ارتفاع متوسط سن زواج المرأة إلى 26. 6 سنوات والرجال إلى 31.

4 سنوات، مسجلين تأخرا بـ9. 3 سنوات و7. 5 سنوات على التوالي مقارنة بسنة 1960. فبسبب الاستقلالية والدراسة التي أصبحت تعرفها الفتاة المغربية بدأت تقترب من سن زواج الذكور لينحصر الفارق الذي يفصل سن الزواج ما بين الجنسين من 6,6 إلى 4,8 سنوات. لكن، ما هو الحل لتشجيع الشباب من أجل الزواج، الجواب جاء عن طريق إنشاء وكالات أو حتى جمعيات لتدبير وتشجيع الزواج في صفوف المغاربة. بأحد الأزقة المتواجدة بحي أكدال بمدينة الرباط يوجد مكتب لوكالة عالمية للزواج بالرباط، وتهدف هذه الوكالة التي أنشئت قبل عشر سنوات إلى البحث عن شريك للحياة بالنسبة للمغربيات اللواتي يرغبن في الارتباط بأجانب من فرنسا أو بلجيكا وفي بعض الأحيان من كندا. وذلك بتعاون مع ما يقارب 100 وكالة مشابهة في فرنسا.

يتوافد على الوكالة نساء من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، للبحث عن رجل أجنبي بعدما فشلن في العثور على زوج مغربي. هروب من شبح العنوسة لن يكلف صاحبتها أكثر من 1200 درهم مغربية لفتح ملف بالوكالة التي تدبر اللقاء الأول بينهما، بعد تعرفهما على بعضهما البعض عبر الإنترنت، لينتقل العريس إلى المغرب من أجل زيارة من قد تكون شريكة حياته، لكن أغلب هؤلاء العرسان يتجاوز عمرهم الخامسة والأربعين. 

جمعية كرامة بطنجة، تشجع الشباب على الزواج لمحاربة العنوسة وتأخر سن الزواج، فحسب الإحصائيات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط، فإن مغربية واحدة فقط من بين 10 تستطيع الزواج مابين 15 و19 سنة. وقد جاءت فكرة إنشاء هذه الخدمة داخل الجمعية التي تعنى بتنمية أوضاع المرأة نتيجة عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المعيشة والبطالة” فارتفاع تكلفة المعيشة وكذا تقاليد الزواج تثقل كاهل الشباب المغربي الذي يرغب في الزواج، ومنه جاءت فكرة الجمعية بتنظيم حفلات “زواج جماعية”.

الجمعية نظمت السنة الماضية حفلا لتزويج 16 فتاة في وضعية صعبة. لكن، في حال قبول الفتيات من أجل الاستفادة من الزفاف الجماعي فإن الفتاة ملزمة بحضور الدورات التكوينية في الجانب الحقوقي والقانوني وكذا التربية الأسرية. الهدف من هذا كله، حسب رئيسة الجمعية، هو تشجيع الشباب على الزواج بأقل كلفة. ويتم قبول طلبات الزواج بناء على ملفات تودع لدى الجمعية مع اقتراب مهرجان الزواج، الذي تنظمه كل سنة، وتبرز هذه الملفات الحالة الاجتماعية للعروسين. وفي هذا الصدد، أوضحت بن عبد القادر أن الجمعية استقبلت في بعض الأحيان طلبات لعرسان عقدوا نكاحهم لكنهم لم يتمكنوا من إقامة حفل الزفاف. وعلاوة على التكفل بحفل الزفاف، فإن الجمعية تقوم “بمساعدة هؤلاء العرسان على تأثيث منازلهم أو تجهيزها بالكامل” تقول رئيسة جمعية كرامة مفسرة. 

عانسات يقبلن بـ”دور” العشيقة والزوجة الثانية

“أبنتي، هذا الراجل مزيانْ، أنا بغيت نفرح بيكْ قبل ما نموتْ”.. هكذا خاطبة والدة فاطمة الأخيرة، وهي تمسك بيدها. اغرورقت عينا “فاطمة” بالدموع و”هربت” مسرعة إلى حجرتها، ذلك “القبر” الذي كانت تجد فيه راحتها، حيث تنطوي على نفسها، والذي لا تحبذ الخروج منه. استلقت “فاطمة” على سريرها وهمست بينها وبين نفسها: “لقد ذهب ربيع عمري ولم أعد في ريعان شبابي، يجب أن أنتهز الفرصة لكي أنجب أولادا.. سأتزوج على الأقل، لا يهم”.

“فاطمة” فتاة تخرجت من الجامعة ولم تجد عملا، شأنها في ذلك شأن كثيرات من بنات جيلها، لكنها لم تكن محظوظة ولم يتسنَّ لها تكوين أسرة، رغم أنها غادرت حجرات الدراسة. انتظرت وانتظرت، وسنوات عمرها تمر، بطيئة خالية من أي معنى. غادرت دائرة العشرين وشارفت على الثلاثين وهي لم تتزوج بعدُ: “عندما أدعى إلى حفل زفاف، أشعر بالخجل، وعندما أرى العروس بثوبها الأبيض، أغبطها بشدة، وإذا رأيتها حاملا، يهتزّ وجداني”.. تقول “فاطمة”، وهي تتذكر قصتها وعيناها تغرورقان بالدموع. تزوجت “فاطمة”، بعد طول انتظار، من شيخ في الستين، لكنْ بعد الزواج، أخبرها الزوج أنه لا يريد أطفالا ولا يريد التزامات في “خريف عمره”: “حققت لأمي رغبتها، لكني عشت في قفص”، تقول “فاطمة”، التي لم تستطيع أن تحافظ على زوجها لأكثر من سنة: “لقد صبرت، لكنْ لصبري حدود. تزوجت رجلا مسنا، حرمني من كل ملذات الحياة، بما فيها الأبناء”، تقول، قبل أن تتابع، بنبرة حزينة: “صْمتْ وفْطرت على بْصلة”… 

“سرقت” زوج صديقتها هربا من العنوسة…

لم تكن “زهور” لتتخيل مطلقا “مشهد” الزوج والصديقة المقربة على نفس الفراش: “لم أصدق عينيّ وأنا أرى صديقتي وزوجي على نفسي الفراش”… تقول “زهور”، في لحظة بوح، قبل أن تضيف، وعيناها دامعتان: “كانا في وضعية مواقعة جنسية على فراشي”… طلبت “زهور” الطلاق من زوجها، بعدما اكتشفتْ أن تلك لم تكن المرة الأولى، بل إنهما كانا على علاقة مع بعضهما منذ مدة طويلة.
تابعت، وهي تتذكر: “كانت صدمتي أكبر من قدرتي على التحمل”. تعرفتْ “زهور” على زوجها أثناء دراستها وأحبا بعضهما البعض، وتزوجته بعد التخرج. توج حبهما بطفلة جميلة… كانت “صديقتها” وزميلتها في العمل تأتي إلى منزل “زهور” بشكل مستمر: “أطلعتُها على أدق تفاصيل حياتي”. وتواصل هذه السيدة المكلومة سرد “قصتها”: “في المقابل، كنت أتحدث إلى زوجي عن صديقتي.. دون قصد، “قرّبتُ” بين القلبين وجمعتهما على فراش الرغبة، فكلاهما أصبح يعرف الآخر من خلالي، وكنت أنا همزة الوصل بينهما”، تقول زهور وهي تمسح دموعها، قبل أن تتابع: “جاءتني صديقتي تبكي وتقول إن رغبتها في الخروج من جحيم العنوسة كانت السبب وراء خيانتها”: “لم أجد غير حضن زوجك ليُشعرني بالدفء وينتشلني من الوحدة”، قالت “الصديقة” لـ”زهور”، وهي تطلب الصفح. لكن “زهور” لم تستطع مسامحة صديقتها ولا حتى زوجها على خيانتهما… 

“عشيقة” في انتظار عقد القران

لم تكن “عتيقة” تعتقد أن الحياة قد تغير أفكار ومبادئ وقيم الشخص إلى هذه الدرجة، فهذه المرأة المقبلة على عقدها الرابع، تعيش حاليا كعشيقة لرجل يعمل مسؤولا في القطاع العام. لم يكن قبول “عتيقة” بهذه الوضعية في مجتمع يرفض هذا النوع من الممارسات من فراغ، فهذه المرأة عانت الأمرّين وهي تبحث عن الشريك المناسب لحياتها، التقت بأشخاص من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية والثقافية. أحبّت بعضهم ورغبت في الزواج من بعضهم الآخر، لكنها، رغم بحثها الحثيث عن نصفها الثاني، لم تجد شخصا مناسبا يملأ الفراغ الذي تعيشه، لتستسلم في الأخير وتقبل العيش “في الظلام”، وبعيدا عن نظرات الناس، وأن تقابل “علي” في شقة فاخرة اكتراها لها في “حي الرياض” في الرباط، ليختليا ببعضهما البعض ولكي “تعيش معه لحظات” لن تستطيع الحصول عليها مع الزوج الذي طالما حلمتْ به. 

“أعرف أنني أعيش في وهم وأنني قد أساهم في تحطيم حياة أسرة “سعيدة”، ولكن لو كانا سعيدين لَمَا “أُغرِم” بي “علي” ولَمَا غامر بزواجه من أجل أن يعيش معي بعض اللحظات، فأنا أوفر له ما لا يجده في زوجته وأسرته”.. هكذا تبرر “عتيقة” هذه الوضعية التي تعيشها منذ ثلاث سنوات. هي “عتيقة” جيدا أن “حياة السر” التي تعيشها منافية للمبادئ العامة في المجتمع، ومع ذلك فهي متمسكة بهذه العلاقة، فقد منحتها “الاستقرار والسعادة”: “لقد استطعت أن “أهرب” من وصف “عانس” ولو نسبيا”، تقول “عتيقة” قبل أن تختم على وقع “حلمها” الجامح: “أنا متأكدة من أنه سيتزوج بي”… 

“الحاج متولي المغربي” في مواجهة العنوسة…

إذا كانت عتيقة قد اختارت العيش كعشيقة لرجل متزوج، فإن “هدى” فضلت الاقتران برجل يكبرها بما يربو على 25 سنة ومتزوج من ثلاث نساء، فقط لكي “تهرب” من وصف عانس، الذي لاحقها لسنوات وجعلها تدخل في حالة من الاكتئاب، بسبب تدخل الجيران والأهل في حياتها الشخصية، لتجد الحل قبل ثلاث سنوات وتتزوج بـ”المعطي”، الذي تعيش معه قصة شبيهة بحكاية مسلسل “الحاج متولي”، كما تقول ساخرة: “شاهدتُ هذا المسلسل عدة مرات وكنت أعتبر الأمر مستحيلا ولا يحدث إلا في الدراما العربية، وخصوصا بالنسبة إلي”. لا يختلف “سيناريو” الأحداث بالنسبة إلى حياة “هدى” كثيرا عن الخط الدرامي للمسلسل المصري المذكور، فـ”المعطي” يضع “جدولا” محددا لزوجاته، حسب سنهن وعدد أولادهن وحسب احتياجاتهن، لكنه يوفر لهن جميع متطلباتهن، كما تروي “هدى” التي قالت: “لولا زوجي لَمَا استطعتُ أن أحصل على المنزل والسيارة اللتين كنت أحلم بهما”. تواصل هذه السيدة الثلاثينية سرد وقائع حياتها، موضحة أنه رغم أن هذا الزواج لا يتناسب مع أحلامها وطموحاتها، فقد استطاعت أن تحظى بالاستقرار والأمان، خصوصا بعد ولادة “عثمان”، رضيعها، ذي الثمانية أشهر. 

يحرص “المعطي” على أن يوفر لجميع زوجاته مسكنا خاصا بكل واحدة منهن، كما يهتم بجميع التفاصيل المتعلقة بحياتهن، كما تروي “هدى”، وهي منهمكة في إعداد حليب ابنها: “هو بالصح حْكّامْ وصعيبْ شوية ولكن معقول وما كايديرشْ الفْرق بيناتْنا”.. هكذا تصف الزوجة الرابعة “السي المعطي”، كما تلقبه، وتستمر موضحة أن الحياة تتطلب الصبر والكثير من التنازلات والتخلي عن بعض الأهداف، مقابل الحصول على أخرى، على حد تعبيرها: “لو لم أقبل بهذا الزواج، لعشتُ طيلة حياتي في خانة العوانس”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى