الرئيسيةثقافة وفنون

مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف.. دورة بطعم رد الاعتبار

124

الرباط اليوم
نعتقد دون الخوف من مجانبة الصواب، ونحن في المحطة 21، أن مهرجان الرباط لسينما المؤلف، الذي تأسس منذ سنة 1994 على أرضية واضحة وصلبة، يتبث في كل دورة ذلك التشبث المبدأي القوي بقيم خدمة الفن السينمائي الجاد بالدرجة الأولى، وذلك من خلال حرصه الشديد على ألا يتحول إلى لقاء فلكلوري تطبعه السطحية.
هذا ما أكده في كلمة الافتتاح رئيس المهرجان الدكتورعبد الحق منطرش، الذي أكّد على أن المهرجان سيحتفظ بجميع برامجه وفعالياته «حرصًا على أن يبقى المهرجان ملتقى للتشاور وتبادل الأفكار وملتقى للحوارات».
كما أنه ركز في هذه الكلمة على أن مهرجان سينما المؤلف يسعى بالدرجة الأولى إلى محاربة التسطيح وثقافة الفولكلور والبهرجة والتسليع، وذلك في إطار واقع سينمائي غير مرض يميزه إغلاق قاعات سينمائية في العديد من المدن المغربية.
وأضاف أنه تم، بالرغم من ذلك، إحداث اتحاد المهرجانات العربية، والفدرالية الدولية للمهرجانات السينمائية، ولجنة الجهة لجهة الرباط – سلا- القنيطرة، كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين مهرجان سينما المؤلف مع مهرجان نيودلهي للفيلم، اعتبارا لما لبوليوود من حضور سينمائي وازن.. هذا الخطاب تعكسه فقرات البرنامج ونوعية الأفلام التي عُروضت والشخصيات المكرمة وأعضاء لجنة التحكيم والشراكات والضيوف… وهو ما يؤكد صدق الخطاب، ويبرز التوجه العام الذي يطبعه الانفتاح على كل التجارب، والسعي إلى إعادة الاعتبار لمجموعة من الفاعلين في المجال الإعلامي والسمعي البصري…
وقد تجسدت فضيلة الاعتراف وإعادة الإعتبار في تكريم السيناريست والممثلة والإعلامية المغربية فاطمة لوكيلي، في حفل الافتتاح، وهي شخصية أعطت الكثير للمشهد الإعلامي المغربي، خصوصا من خلال برامجها التلفزيونية على القناة الثانية، حيث تميزت بالجرأة والصدامية التي كلفتها وكلفت واحدة من ضيوفها التعرض إلى التعنت والعسف والتنكيل، كما جرى للفنانة المسرحية ثريا جبران الوزيرة السابقة، في عهد وزير الداخلية إدريس البصري، ونظن أن الصورة تكمل بعضها في هذا البرنامج، حيث لا يبدو عرض فيلم «جوع كلبك» بعيدا عن رمزية هذا التكريم، فالفيلم يتحدث عن الفترة التي كان إدريس البصري يطبق تعليمات القهر ويجتهد في ممارستها على أبشع وجه.
وقد أوجزت كلمة سعد الشرايبي مقاصد هذا التكريم في جملة بليغة، الممثلة والسيناريست و«الوجه الإعلامي المتميز، الذي لم ينل حظه من الاعتراف بعطاءاته».
كان هناك تكريم آخر بطعم إعادة الاعتبار حظي به المخرج المصري داوود «عبد السيد» صاحب سلسلة من الأفلام مثل: «الصعاليك» و«الكيت كات» و«أرض الأحلام» و«سارق الفرح» و«أرض الخوف» و«قدرات غير عادية» والذي اشتهر منها بالخصوص فيلم «الكيت كات»، وقد اعتبرت كلمة الناقد السينمائي المصري أحمد شوقي، بـكون هـذه الأفـلام، التـي أنتجـها عبـر ثـلاثين سنة، «بوأته مكانة مهمة في تاريخ السينما العربية».
وقد تنوعت التصريحات التي أخذناها من عين المكان بخصوص هذه الدورة، وقد نوهت جميعها بالمهرجان. إذ ركزت كلمة وزير التشغيل عبد السلام الصديقي حول المهرجان، عن أهمية هذه التظاهرة كفعل أساسي لتنشيط المجال الثقافي في العاصمة، وأن السينما تعتبر وسيلة انفتاح على الآخر إلى جانب كونها مقياسا لتقدم مجتمع من المجتمعات، وهي ركيزة لنشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية، وثقافة التعايش وثقافة التضامن، والسينما المغربية مرآة لما حرزه وطننا على العديد من الأصعدة الثقافية والفنية والديمقراطية والانفتاح على الآخر… وقد نوه بالمستوى العالي للجنة التحكيم التي تمنى لها النجاح في مهامها.
ادريس الروخ أكد أن الهرجان فرصة للتلاقي بعديد من التجارب ذات المناحي الفنية ثقافية والفنية الابداعية واللقاء مع مجموعة من المخرجين المهوسين بهذا النوع من الأفلام والذين لا يجدون وسيلة لترويج أفلامهم على جمهور عريض، وهو فرصة لمشاهدة فنية بامتياز لم نشاهدها من قبل ولا يمكن الحصول عليها بسهولة.
أما الممثلة المغربية المثيرة للجدل الفنانة لطيفة أحرار، فقد صرحت حول هذا فيلم «جوع كلبك»، الذي شاركت فيه، بكونه: «فيلما خاصا جدا يتحدث عن شخصية يعرفها كل المغاربة وهو ادريس البصري، فيلم اسمه «جوع كلبك» أتمنى أن يعجبكم ونتمنى من الحمهور أن يتقبل هذه الأشياء والسينما التي يقترحها المخرج هشام العسري لأنها سينما متميزة حدا».
واعتبرت الممثلة نفيسة بن شهدة بكون المهرجان فرصة للإطلاع على تجارب جديدة، وإغناء الجانب الفني والثقافي معا، من خلال مشاهة تجارب جديدة والتواصل مع مخرجين وممثلين يميزهم الارتكاز على اشتغال على النصوص.
وبإسداله الستار على دورته الــ21 التي عقدت تحت شعار: «الموسيقى والسينما»، يكون مهرجان الرباط لسينما المؤلف قد حقق خطوات نجاح على درب المصداقية في نتائج الجوائز التي أعلنت عنها لجنة تحكيمه، وفي حسن اختيار محاور الدورة والتنظيم.
زبيدة الخواتري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى