RABATTODAYالرئيسيةسياسة

لماذا خاطب الملك القارة الأفريقية وليس الريف ؟

الرباط اليوم

في الوقت الذي كان ينتظر فيه الكثير من المغاربة أن يتناول الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة “ذكرى ثورة الملك والشعب”، عن “الحراك” الذي تعرفه منطقة الريف شمال البلاد، اختار الملك التطرق لملفات أخرى مثل علاقات المملكة بالدول الأفريقية.

الملك ركز كثيرا على الشأن الأفريقي، وقال إن التوجه نحو هذه القارة “لم يكن قرارا عفويا” ولم تفرضه “حسابات ظرفية عابرة”، بل وفاء لهذا التاريخ المشترك وإيمانا صادقا بوحدة المصير “تحكمه رؤية استراتيجية اندماجية بعيدة المدى وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق”.

مسألة غياب الملفات الداخلية “الساخنة”، خاصة ما يتعلق بموضوع “حراك الريف”، فسره متابعون، تحدثوا لـ”أصوات مغاربية”، بتوجيه رسالة واضحة مفادها أن “الدولة اتخذت عددا من الإجراءات وأنها قامت بكل الممكن من أجل حلحلة ملف الريف”.

لماذا غابت ملفات داخلية مهمة عن خطاب الملك محمد السادس؟ يجيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الرحيم العلام، بالقول إن “الخطابات التي تكون مرتبطة بمناسبات داخلية يتحدث فيها الملك عن القضايا الداخلية، أما المناسبات التي لها علاقة بالتحرير أو ذكرى نفي الملك محمد الخامس فمن المفترض أن يتحدث فيها عن الحدث بعينه”.

لكن مقابل ذلك، حسب العلام، فإنه جرت العادة ألا يلتزم الملك بهذه الأمور “ولاحظنا كيف أنه في خطاب داكار، ورغم ارتباطه بالمسيرة الخضراء، تناول أحداثا داخلية متعلقة بتشكيل الحكومة والكفاءات”.

واعتبر الباحث في العلوم السياسية، أن ذلك جعل عددا من المتتبعين يتوقعون أن يتجاوز الملك سلطة المناسبة ويتحدث عن مواضيع داخلية، “لكن شخصيا لم أكن أتوقع أن يتحدث عن الريف خصوصا أن عيد العرش لم يمر عليه سوى أيام ولا يمكن للملك أن يكرر نفسه”، يضيف المتحدث.

وأوضح العلام، أنه حتى لو كانت قرارات معينة سيتم اتخاذها بشأن الموضوع، “فلن يُعلن عنها بالضرورة في خطاب ملكي، ويكفي اجتماع مع رئيس الحكومة من أجل الإعلان عنها”.

“الحديث مرة أخرى عن الريف هو إحياء لموضوع بدأ يخفت واستعادته بعدما بدأت الأمور تهدأ”، هذا ما يعتقده الماسكون بزمام الأمور في البلد، حسب العلام دائما، والذي أشار إلى أن “الأمور ليست هادئة، وعدم تناول قضية الريف في الخطاب لا يعني أنها لم تعد حاضرة في أجندة السلطة”.

وإجمالا، يقول العلام في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، فإن عدم الإشارة إلى ملف الريف في الخطاب الأخير، قد يكون راجعا لعاملين أساسيين: “الأول: التزام الملك بمبدأ المناسبة شرط، والثاني: هو أنه لم يشأ إعاة تسليط الضوء عليه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى