سياسة

لماذا تجاهل رئيس الحكومة ضحايا فاجعة الحوز ؟

الرباط اليوم

يخجل المرء من نفسه عندما يلاحظ غير مرة أن الحكومة المغربية، لا تكلف نفسها عناء الاهتمام بحياة المواطن التي ينبغي أن تكون اولوية قصوى بل هي أولوية الأولويات على اعتبار، أن اي برنامج حزبي في العالم يضع المواطن، حتى و لو لم يصوت عليه ضمن اولوياته، وهو أمر من المسلمات في علم السياسة .

لقد تابع المغاربة والعالم حادثة طمر سيارة للنقل المزدوج، الأربعاء ، ليلا في احد منعرجات الأطلس  بمنطقة الحوز  بسبب الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة وعلى متنها 15  شخصًا، ماتوا جميعا تحت الردم.

السيارة التي كانت تسير على الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين مراكش وتارودانت وبالتحديد بمنطقة توك الخير التابعة لجماعة أجوكاك باقليم الحوز ما اختفت بشكل مفاجئ تحت التراب الذي حركته السيول والأمطار .

وفي الوقت الذي تفاعل فيه رواد مواقع التواصل والصحافة المحلية والدولية ، لم تكلف الحكومة عناء ارسال احد المسؤولين ، وتعزية أسر الضحا يا او حتى اصدار بيان عاجل يشرح للرأي العام الوطني ما يقع ، ليثبت ان أزمة التواصل المؤسساتي حقيقة  أكثر ايلاما للأسر المكلومة.

ففي الوقت الذي كان فيه المواطنون، الخمسة عشر يلفظون أنفاسهم الأخيرة ، كان اعضاء الحكومة منشغلون باشياء أخرى ، ودشن السيد الرئيس مقر مجلس الصحافة يوم الخميس ، وعزى السيد مصطفى الرميد وزير حقوق الإنسان في وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وأغفل ضحايا الانهيار الجبلي قرب مراكش.

ومن سخرية القدر أن رئيس الحكومة، الذي لم يرسل اي مسؤول للاشراف على عملية الانقاذ  ترأس يوم الفاجعة ،  أشغال الدورة الثانية للجنة الوزارية الدائمة لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، و اي تنمية هاته ؟

وانتظر السيد الرئيس الى يوم الجمعة  26  يوليوز مساءا ليغرد تعزيته عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر  اي بعد 48 ساعة فهل المواطنون ليسوا بهاته الأهمية حتى نتفاعل معهم فور وقوع الفواجع ام أن هناك سببا آخر يجعل المسؤولين يتأخرون في التفاعل مع متل هاته الحوادث .

إن  تعامل الحكومة مع فاجعة الحوز شبيه بتعاملها مع فواجع سابقة ، ويكشف تأخر التواصل في الأزمات كما  يكشف أزمة حقيقية ستساهم في زيادة الشرخ بين المواطنين والساسة وستعمق الأزمة وتضاعف العزوف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى