سياسة

بين بنشماش وقيوح.. كواليس إنتخاب رئيس مجلس المستشارين

الرباط اليوم

تدخل الأحزاب السياسية والنقابات يوم الاثنين 15 أكتوبر الجاري، قبة مجلس المستشارين لانتخاب رئيسه، وأمامهم خياران، إما تجديد ولاية الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، الذي أعلن رسمياً رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثانية، أو اختيار رئيس آخر، من حزب الاستقلال، بالنظر إلى وجود اتفاق بين بعض مكونات الأغلبية الحكومية على دعم من يقدمه “الميزان” لهذا المنصب، ومن المرجح أن يكون عبد الصمد قيوح.

 

و كشفت مصادر قيادية من الأغلبية، أن الأخيرة فشلت في الاتفاق حول مرشح مشترك، خاصة أمام دفع حزب التجمع الوطني للأحرار، بـ”ضرورة تدبير هذا الملف بعيداً عن حسابات التحالف السياسي المشكل للحكومة، واعتبار أن مسألة رئاسة مجلس المستشارين، شأن يتم معالجته بناء على تحالفات الناخبين الكبار داخل الأقطاب الستة المشكلة لمجلس المستشارين.

لم توفق الأغلبية الحكومية إلى اليوم، حسب مصادر قيادية منها تحدثت لـ”تيل كيل عربي” صباح أمس الأربعاء، في  الاتفاق على دعم مرشح واحد لمنافسة حكيم بن شماش على رئاسة مجلس المستشارين.

قيادي من الأغلبية الحكومية، قال لـ”الرباط اليوم”، إن “الاجتماع الذي كانت ستعقده المكونات المشكلة للحكومة، ابتداء من الساعة الواحدة بعد زوال  الأربعاء، وتقرر تأجيله، بسبب عقد المجلس الوزاري، يرتقب أن يكون من بين نقط جدول أعماله، نقاش رئاسة مجلس المستشارين، بعدما طلب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال الاجتماع السابق للأغلبية تأجيل هذه النقطة، إلى حين نقاشها داخل المكتب السياسي للأحرار”. القيادي ذاته، شدد على أن “الأغلبية لن تتفق على مرشح واحد، وأن بعض مكوناتها حسمت قرارها لصالح دعم بن شماش”.

في السياق، كشف عضو في المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني، لـ”تيل كيل عربي” اليوم الأربعاء، أن “قيادة الحزب لم تناقش هذا الأمر إلا حدود الاتصال به”، قبل أن يستدرك بالقول، إن “حزبه لن يدبر دعم مرشح رئاسة مجلس المستشارين بناء على التحالف الحكومي، وأن هذا المنطق يرفضه الحزب، لأن المجلس يضم الناخبين الكبار، الذين يحتكمون في تحالفاتهم لما هو متفق عليه داخل الجماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهات”.

وتابع القيادي في حزب “الأحرار”، أن “دعم مرشح لرئاسة مجلس المستشارين ليس قرار نضاليا، بل اختيار لتدبير مؤسسة لها خصوصياتها، ولا يمكن أن نحتكم للتحالفات في مجلس النواب ونسقطها كما هي على مجلس المستشارين”، في إشارة واضحة منه، لاستبعاد الاتفاق على مرشح واحد للأغلبية الحكومية.

وعلاقة بالموضوع ذاته، كشف مصدر جد مقرب من حكيم بن شماش، أن “حزب التجمع الوطني للأحرار، حسم موقفه، وأخبر رئيس مجلس المستشارين بمنحه أصوات الحزب لتجديد ولايته على رأس المؤسسة، كما أن عدداً من المستشارين المحسوبين على حزب الحركة الشعبية عبروا عن نفس الموقف، دون أن يكون للحزب الذي خرج مؤخراً من مؤتمره الوطني رأي حاسم بخصوص هذا الموضوع”.

حسابات الأغلبية والمعارضة، حسب المعطيات التي حصل عليها “تيل كيل عربي”، تجعل اليوم أحزاب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاستقلال في جهة، بالنظر إلى ما هو معلن من مواقف، وفي الجهة الأخرى، يبدو أن اصطفاف “الأحرار” لصالح الأصالة والمعاصرة “أصبح أمراً محسوماً”، يضاف إليهما حزب الاتحاد الدستوري بحكم انصهاره ضمنياً في حزب أخنوش على مستوى مجلس النواب، أيضاً عدد من المستشارين المحسوبين على حزب الحركة الشعبية، في إنتظار موقف الاتحاد الاشتراكي، الذي أصبحت مواقفه قريبة من “الأحرار”، وإن كان لا يتمتع بوزن كبير داخل مجلس المستشارين، لكن أصواته قد تكون حاسمة.

طرف آخر في مجلس المستشارين، وهو الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كشف مصدر قيادي منه لـ”الرباط اليوم”، أن “لا بن شماش ولا طرف آخر تواصل مع فريقه حول موضوع رئاسة مجلس المستشارين، كما أن الفريق لم يجتمع لنقاش هذا الملف”.

وأضاف المصدر ذاته، وهو مستشار في المجلس عن فريق “الباطرونة”، أنه “رغم عدم نقاش هذا الملف في ما بينهم، فإن القرار سوف يتجه نحو دعم بن شماش لتجديد ولايته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى