الرئيسيةالرباط اليوم

بالصور.. جنازة الراحلة الباحثة والمفكرة فاطمة المرنيسي بالرباط

d80438af-0f48-4d82-ae66-d7fd57cc5348

الرباط اليوم
شهدت العاصمة المغربية اليوم الإثنين تنظيم جنازة مختلطة بين العشرات من النساء والرجال أحباب واصدقاء الكاتبة وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي التي وافتها المنية صباح اليوم عن عمر 75 عاما بعد معاناة مع المرض، وقد خيّمت أجواء من الحزن والأسى بالمدينة.

وشُيّعت المرنيسي، التي وهبت حياتها في سبيل تحقيق العدالة والسلام، إلى مثواها الأخير في جنازة شارك فيها العشرات من الرجال والنساء، وحضرها عدد من الشخصيات السياسية، في مقدمتهم مستشار الملك محمد السادس، عمر عزيمان، ويوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي، ووزراء في الحكومة، وأسرة المرنيسي وأقرباؤها، وكذا عدد من الوجوه الحقوقية والفكرية، حضرت لتلقي النظرة الأخيرة على عالمة الاجتماع المرموقة.

والراحلة المرنيسي تُعد من اشهر الكاتبات المغربيات المدافعات عن حقوق وقضايا المرأة والتي تناولتها من زاوية علم الاجتماع على الأخص.

ولدت المرنيسي في فاس وترعرعت في أوساط عائلية واجتماعية بورجوازية محافظة، حيث كانت عائلتها مقربة من الحركة الوطنية المناوئة للاستعمار الفرنسي، وعاصرت في طفولتها ظاهرة “الحريم” في بيوت الطبقة الغنية.

وكانت من اوائل المغربيات اللواتي تلقين تعليما عربيا في مدارس خاصة بسبب معارضة والدها للتعليم في مدارس فرنسا الاستعمارية.

واصلت المرنيسي مسارها التعليمي في الرباط، قبل أن تنتقل إلى فرنسا ثم إلى أميركا لاستكمال تكوينها العلمي، ثم عملت باحثة بالمعهد القومي للبحث العلمي بالرباط، وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، وعضوا في مجلس جامعةالأمم المتحدة.

وأثارت أفكارها المتحررة جدلا واسعا لتعرضها للمحظورات الاجتماعية والدينية التي اعتبرتها عائقا أمام إثبات المرأة لذاتها وتخلصها من هيمنة المجتمع.

ولم تكن المرنيسي متنكرة لحضارتها العربية الإسلامية وإسهاماتها في تحرير المرأة كما يرى أصحاب القراءات الجاهزة، بل كانت تفرق بين النصوص الدينية الإسلامية من قرآن وسنة، التي تعتبر إطارا متقدما لحرية المرأة والواقع التاريخي، الذي اتخذ منحى تراجعيا خطيرا في عصر ما بعد النبوة، حيث أصبحت المرأة أسيرة التقاليد والتأويلات الخاطئة للنصوص الدينية، وهو ما تجلى في أبحاثها حول الجنس وتوزيع السلطة في الفضاء الإجتماعي، ودور المرأة في التاريخ الإسلامي.

ورحلت الكاتبة المغربية مخلفة عددا من الكتب باللغة الفرنسية، ترجمت إلى لغات عديدة من بينها العربية والإنكليزية، من أهمها “الحريم السياسي” و”الجنس كهندسة اجتماعية” و”هل أنتم محصنون ضد الحريم؟” و”الجنس والأيديولوجيا والإسلام”.

إضافة إلى “ما وراء الحجاب” و”الإسلام والديمقراطية”، و”شهرزاد ترحل إلى الغرب”، و”أحلام الحريم”. كما كتبت شبه سيرة ذاتية تحت عنوان “نساء على أجنحة الحلم”.

وحصلت المرنيسي في عام 2003 على جائزة امير استورياس الاسبانية مناصفة مع الناقدة والروائية الاميركية سوزان سونتاغ.

وحازت عام 2004 على جائزة “إراسموس” الهولندية إلى جانب المفكر السوري صادق جلال العظم والإيراني عبد الكريم سوروش، وكان محور الجائزة “الدين والحداثة”.

كما حظرت الكاتبة المغربية في لائحة نشرتها صحيفة الغارديان للمناضلات النسائيات الأكثر تأثيرا في العالم.

ونشير هنا ، أن اتباع النساء للجنازة (أي السير خلف الجنازة- سير النساء خلف الجنازة) وهو مكروه كراهة (تنزيه) فقط ، مخافة الفتنة وليست حراما وذلك لحديث أم عطية الذي أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه .. قالت: “نهينا أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا ” (أي لم يوجب علينا ولم يؤكد علينا المنع ) فهو مكروه غير محرم ، وأجاز الإمام مالك خروج النساء خلف الجنائز ( وهو قول أهل المدينة) وروى ابن أبي شيبة عن طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأة فصاح بها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعها يا عمر فإن العين دامعة ، والنفس مصابة والعهد قريب (استناد).

4c5af0c7-c422-4260-b4e6-bad0e61caa8a

cfbbdf01-b332-4d9b-a806-e14c98a67db8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى