الرباط اليوم

الرباط عاضبة بسبب اتفاق سري بين إسرائيل والإمارات

الرباط اليوم

بعد شن “الذباب الإلكتروني” الإماراتي لهجوم كبير على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الأسبوع الماضي، ونشر مئات التغريدات عبر “تويتر” تصور المغرب على أنه مقبل على “ثورة جياع” وتتهم الحكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالعجز عن تدبير أزمة كورونا، وهي الحملة التي انبرى للتصدي إليها نشطاء مغاربة أطلقوا وسم “شكرا العثماني” تصدر الترند على “تويتر”، تصاعدت أخبار في الأيام الماضية عن انخراط الإمارات في استفزاز جديد للمغرب، وهذه المرة عن طريق الاستعانة بـ”إسرائيل”، مما يعكس المستوى الذي وصلته علاقات البلدين التي تعزف على أوتار الأزمة منذ أكثر من عامين.

وتعود فصول الاستفزاز الإماراتي الجديد إلى ربطها اتفاقا “سريا” مع “إسرائيل” يقضي بمطالبة هذه الأخيرة الرباط بتيسير رحلات خاصة يتم من خلالها إجلاء بعض اليهود الحاملين للجنسية الإسرائيلية، وذلك عبر طائرات إماراتية، لرفع الحرج عن الرباط التي ترفض نزول الطائرات الإسرائيلية في مطاراتها، وهو الطلب الذي يتوقع أن لا يقبله المغرب تحت أي ظرف،

خاصة أن اليهود الذين يجري الحديث عنهم يحملون الجنسية المزدوجة (مغربية إسرائيلية) أو يحملون جنسيات دول أوروبية ومن الأمريكيتين، وبالتالي هم رعايا لهذه الدول يمكن التفاوض على إجلائهم عبر سفاراتها، علما أن المغرب سبق أن تجاوب إيجابا مع طلبات دول لنقل رعاياها العالقين في المملكة بسبب قرارها تعليق جميع الرحلات من وإلى ترابها.

وتدخل الأزمة بين المغرب والإمارات عامها الثالث، ومن تجلياتها استدعاء سفيري البلدين على فترات، آخرها استدعاء الرباط مطلع مارس الماضي سفيرها وملحقها العسكري وقنصليها بأبو ظبي ودبي، وسط صمت رسمي مطبق من البلدين يزيد الشكوك حول استفحال الأزمة وبلوغها مرحلة اللاعودة.

ورغم حصول تمايز فكري وفلسفي بين الرباط وأبوظبي منذ 2011، بسبب تعاطي البلدين المختلف مع ثورات “الربيع العربي”، إلا أن ذلك لم يثر أزمة في العمق بينهما. وإلى حدود يوليوز 2017، لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تصنف المملكة المغربية ضمن “أعداء” الإمارات، وهي التي كانت مرشحة قبل خمس سنوات للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، بدعوة ودعم من الإمارات نفسها، قبل أن يصبح هذا السيناريو غير المتوقع واقعا، في أعقاب التطورات الحاصلة في البيت الخليجي بعد “حصار قطر” وتبني الرباط موقف “الحياد الإيجابي”.

ومع مطلع الشهر الجاري يكون قد مر عام كامل على عدم تعيين الإمارات سفيرها لدى الرباط بعد مغادرة السفير السابق علي سالم الكعبي في أبريل 2019، بناء على ما قيل آنذاك إنه “طلب سيادي مستعجل”، كان أحد ملامح الأزمة المستفحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى