اقتصاد

هل قام المغرب بتقديم ملايين الكمامات كمساعدات للجزائر؟

الرباط اليوم

في الوقت الذي عاد فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى استعمال لغته الصدامية في تعامله مع المغرب، بعدما دعا يوم الاثنين 4 ماي الجاري خلال مشاركته عن بعد في أشغال قمة دول عدم الانحياز، لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية الصحراء، وحديثه قبل ثلاثة أيام من ذلك أن بلاده لن تقترض لدى البنوك الأجنبية حتى لا تفقد سيادتها وتستمر في الدفاع عن البوليساريو، وجدت الجزائر نفسها مضطرة لاستيراد ملايين الكمامات من المغرب، بعدما أصبحت الكمامات عملة نادرة في العلاقات بين الدول، نظرا للشح الكبير الذي تعرفه في العالم.

وبعدما تم الترويج على نطاق واسع، أن شحنة الكمامات التي توصلت بها الجزائر يوم الخميس 7 ماي الجاري كانت عبارة عن مساعدات طبية مغربية للجارة الشرقية، تبين لاحقا أن العملية متعلقة ببيع وشراء.

ورغم الصمت الرسمي في البلدين، غير أن مجموعة من الحسابات المهتمة بالشؤون السياسية والعسكرية كشفت تفاصيل في غاية الأهمية، إحدى الصفحات التي تحمل اسم “القوات المسلحة الملكية” أكدت وصول طائرة شحن جزائرية من نوع (boeing 737-8d6 (BCF إلى المغرب يوم الخميس 7 ماي الجاري، وعودتها إلى الجزائر في نفس اليوم وهي محملة بشحنات كبيرة من الكمامات من صنع مغربي.

هذا الخبر يتقاطع مع المعطيات الواردة عبر موقع “فلاي رادار 24” المتخصص في الملاحة الجوية والذي يتيح تتبع خطوط الطيران عبر العالم، إذ تؤكد أن طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من طراز “بوينغ 737” انطلقت يوم الخميس من الأسبوع الماضي من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء نحو الأجواء الجزائرية.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي وصلت الطاقة الإنتاجية للكمامات المغربية عتبة الـ 10 ملايين كمامة يوميا، وبلغ مخزون الكمامات بالمغرب 50 مليون كمامة لتقرر بذلك الحكومة المغربية الشروع في عملية التصدير لمجموعة من الدول الأوروبية والإفريقية، في الوقت الذي لا توجد إلى حدود الساعة أي صناعة مرتبطة بالكمامات بالجزائر.

وسبق للجزائر أن استوردت في بداية هذه الأزمة من الصين 8.5 ملايين كمامة من النوع الذي تتوفر فيه 3 طبقات، و100 ألف كمامة من نوع (FFP2)، وهي تحاول الحصول على شحنات إضافية. ولفهم مدى أهمية الكمامات في هذه الظرفية الصعبة التي يجتازها العالم، فقد بث التلفزيون الجزائري قبل أيام ربورتاجا يوثق كيف أن رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، استقبل بشكل شخصي في المطار، أول دفعة من الكمامات المرسلة من الصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى