أخبار العالم

هل تعترف الصين بمصدر الفيروس بعد أن أقرت بعدم دقة أرقام الوفيات؟

الرباط اليوم

يوما بعد يوم تكشف المعطيات الواردة المتعلقة بجائحة كورونا والواردة من الصين عن حجم التضليل الذي عاشه العالم منذ انطلاق الوباء في مدينة ووهان في دجنبر الماضي.

وبعد أن فاد التليفزيون الرسمي الصيني أن مدينة ووهان رفعت إجمالي الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد بنسبة 50 في المئة اليوم الجمعة ليصل إلى 3869، تزايدت الشكوك الدولية حول تعامل بكين مع الوباء.

وأضافت المدينة التي تقع في وسط الصين والتي ظهر فيها الفيروس لأول مرة أواخر العام الماضي، 1290 ضحية أخرى، إلى جانب 2579 تم إحصاؤهم سابقا حتى أمس الخميس، مما يعكس التقارير الخاطئة والتأخير وغيرها من أوجه التقصير، وفقا لما أورده تلفزيون الصين المركزي (سي.سي.تي.في).

وتأتي المراجعات بعد تكهنات واسعة النطاق بأن عدد الوفيات في ووهان كان أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه، والشائعات التي تغذيها صور الطوابير الطويلة لأفراد الأسرة الذين ينتظرون تسلم رماد الضحايا.

ونقل تلفزيون (سي.جي.تي.إن) الحكومي عن مسؤول في ووهان لم يكشف هويته قوله “في المرحلة المبكرة وبسبب محدودية قدرة المستشفيات ونقص العاملين الطبيين، فشلت بعض المؤسسات الطبية في الاتصال بالأنظمة المحلية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الوقت المناسب، مما أدى إلى تأخر الإبلاغ عن الحالات المؤكدة إلى جانب بعض الأخطاء في الإحصاء”.

وزادت الشكوك في أن الصين لم تتصرف بشفافية بشأن تفشي المرض في الأيام الأخيرة، حيث عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن شكوكه بشأن عدد الوفيات الذي سبق وأعلن في البلاد وكان نحو ثلاثة آلاف شخص.

وقال ترامب “هل تصدقون حقا هذه الأرقام في هذا البلد المترامي الأطراف المسمى بالصين، وأن لديهم عددا محددا من الإصابات وعددا محددا من الوفيات… هل يصدق أحد ذلك حقا؟”.

لكن بعض الخبراء يعتقدون أن أعداد الوفيات في العديد من البلدان الأخرى أقل من الأرقام الحقيقية بسبب الأشخاص الذين توفوا بمرض كوفيد-19 دون أن يخضعوا للفحص أو يذهبوا للمستشفيات.

وتم تعديل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في ووهان، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، بزيادة 325، ليصل العدد الإجمالي إلى 50333 أو حوالي 60 في المئة من إجمالي الحالات في البر الرئيسي الصيني.

لكن الشكوك لا تحوم فقط حول أعداد المصابين والوفيات فقط، بل تتعلق أيضا بالمصدر الحقيقي للفيروس. ففي وقت سابق كانت جل التكهنات التي أطلقتها الصين وعززتها بعض المواقف العلمية عبر العالم، أن الفيروس انتقل من الخفاش إلى الإنسان ثم تطور ليصبح قادرا على الانتقال من الإنسان إلى الإنسان.

لكن التحقيق الذي بثته قناة “سي بي سي” الأمريكية قبل يومين يتحدث عن احتمال آخر هو تسرب الفيروس من مختبر علمي بمدينة ووهان بسبب عدم الالتزام بإجراءات السلامة.

ويبدو أن إعلان الصين عن مراجعة أعداد الوفيات جاء نتيجة لهذه الضغوطات التي بدأت تمارسها الولايات المتحدة وبعض القوى الدولية ومنها فرنسا بخصوص شفافية المعلومات التي قدمتها بكين لمنظمة الصحة العالمية. ومن المتوقع أن تكشف الصين في الأيام القليلة المقبلة عن رواية جديدة بخصوص المصدر الأصلي للفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى