RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

هل المتشددون سيطروا على جامعة الرباط ؟

2_37
الرباط اليوم
تحولت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط إلى «إمارة مستقلة» خاضعة للطلبة الإسلاميين الذين تزايد نفوذهم بها، خلال السنوات الأخيرة، وصاروا يفرضون نظامهم الخاص عليها وعلى كافة الطلبة والأساتذة الذين ضاق الكثيرون منهم ذرعا بتصرفاتهم ومضايقاتهم.
وكشفت مصادر طلابية ل»الصباح» أن مناوشات حدثت بين طلبة شعبتي الدراسات الإسلامية والفلسفة، الأسبوع الماضي، بعد أن عبر بعضهم عن امتعاضه من تحويل الممرات المؤدية إلى قاعات الدرس إلى فضاءات للصلاة، علما أن هناك مسجدا داخل الكلية.
وتحدث طلبة بالكلية التابعة لجامعة محمد الخامس، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، عن الجو المشحون والإرهاب النفسي الذي يمارسه الطلبة المتشددون على زملائهم بالشعب الأخرى، إذ صاروا يجدون صعوبة في الوصول إلى قاعات الدرس أو الخروج منها بسبب إصرار المتشددين على مزاولة الصلاة في الممرات بشكل متعمد ويراكمون أحذيتهم ونعالهم أمام أبواب القاعات.
وأضاف المتحدثون أن هناك طلبة تعرضوا لتعنيف لفظي واتهموا بالكفر والزندقة لمجرد أنهم عبروا عن استيائهم من هذه الممارسات، رغم إقرارهم بأن من حق زملائهم أن يمارسوا الصلاة في إطار حرية المعتقد، لكن في الأماكن المخصصة للعبادة، لا أن يتم تحويل شعيرة دينية إلى وسيلة للاستفزاز ومضايقة بقية الطلبة والأساتذة بالشعب الأخرى.
وبلغ الأمر مداه حين تعمد طلبة يتابعون دراستهم بشعبة الدراسات الإسلامية إلى نصب مكبرات للصوت بالقاعات التي يدرسون فيها ويرفعون أصواتهم بتجويد القرآن، دون أن يجرؤ أحد على ثنيهم عن ذلك وإلا سيجد نفسه متهما بالكفر والإلحاد ومحاربة الإسلام.
وعزا أستاذ جامعي بالكلية نفسها، رفض بدوره الكشف عن اسمه أو حتى التخصص الذي يدرّسه خوفا على نفسه، أمر اجتياح مد التشدد بالفضاء الجامعي بالرباط وغيرها، إلى العدد المهول للطلبة المسجلين بشعبة الدراسات الإسلامية لدرجة أن أعدادهم تساوي أكثر من نصف طلبة الكلية برمتها، وهو الأمر الذي يجعل لهم قوة عددية تمكنهم من بسط سيطرتهم وطقوسهم على الآخرين طلبة وإدارة.
وتابع المتحدث ذاته أن مظاهر الأسلمة اخترقت جميع الشعب والتخصصات بما فيها شعبة الفلسفة التي تحولت إلى مشتل لمحاربة الفكر العقلاني من خلال أساتذة متشددين وظفوا بها ينشرون الفكر الأصولي ويحاربونها من الداخل و»يشيطنون» ممارستها لدرجة أن معظم طلبتها صاروا مطبعين مع مظاهر التطرف ولا يجرؤ المعارضون لها وسطهم على رفع أصواتهم خوفا على أنفسهم من تهم التكفير الجاهزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى