خارج الحدود

غريب.. اسبان يناقشون حاجة مدريد لدعم الناتو للدفاع عن مليلية وسبتة

الرباط اليوم

ناقش مجموعة من الخبراء الأمنيين والاستراتيجيين الإسبان، وضع الثغور المغربية المحتلة، مليلية وسبتة، وكيفية الدفاع عنهما في مواجهة المطالب المغربية، بعدما يأسوا من إمكانية اعتراف المغرب بكونهما جزء من الأراضي الإسبانية.

بالنسبة للمدير العام السابق الشرطة الوطنية الإسبانية، إغناسيو كوسيد، فإن الوضع الغامض الذي توجد فيه مليلية وسبتة فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس مسألة قانونية بقدر مايتعلق بالعلاقة بين إسبانيا والولايات المتحدة. والتي هي (أي العلاقة مع واشنطن) هي أفضل ضمان أمني لكلتا المدينتين.

وعكس كوسيد، اقترح فلورنتينو بورتيرو، مدير معهد السياسة الدولية بجامعة فرانسيسكو دي فيتوريا، زيادة الإنفاق على الدفاع، لإظهار جدية إسبانيا بـ “الدفاع عن أمن سبتة ومليلية”. وحذر من الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عن المدينتين معتبرا أن الأخيرة فقدت الثقة في إسبانيا. وكذلك الشأن بالنسبة لفرنسا التي لديها مصالح مع المغرب.

واتفق الخبراء الأسبان على أن مسألة مشاركة الناتو في حماية أمن كلتا المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي هو دفاع عن الحدود الجنوبية لأوروبا، لذلك لا ينبغي لإسبانيا التي ستستضيف قمة حلف الناتو في مدريد بين 29 و 30 يونيو، أن تتجاهل إدراج الملف في جدول أعمال القمة.

وترى الباحثة الرئيسية في معهد Elcano Royal، ميرا ميلوسيفيتش، أن “سبتة ومليلية هما أضعف نقطة “في إسبانيا” فيما يتعلق بالأمن والدفاع، لأن كلا المنطقتين غير مشمولين رسميًا بحلف شمال الأطلسي.

ومع ذلك، ترى مارتا غارسيا أوتون، منسقة معهد الأمن والثقافة، أن عدم وجود ذكر صريح لسبتة ومليلية في مادة معينة من معاهدة شمال الأطلسي لعام 1949 لا يعني بشكل تلقائي أن الناتو لن يشارك في الدفاع عن السيادة الإسبانية على المدينتين المغتصبتين، لأن “بقية مواد المعاهدة” “تشير إلى الدفاع الجماعي ضد تهديد الأمن الإقليمي” لأي دولة عضو، وهو مفهوم واسع قد يمتد ليشمل الثغور المغربية.

ومن جانبه يعتقد أستاذ الاتصال والسياسة الدولية في الجامعة الأوروبية بمدريد، خوسيه ماريا بيريدو، بأن الناتو لن يسمح بشن هجوم على سيادة من هذا النوع.

وكانت وجهة النظر الأكثر تداولا بين المشاركين في النقاش الذي نظمه مركز الفكر الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأوروبية هي حاجة إسبانيا إلى الدفاع عن مليلية وسبتة بمفردها.

وخلص الخبراء الأسبان أهمية لفت انتباه شركاء اسبانيا الأوروبيين إلى سبتة ومليلية باعتبارهما “حدود أوروبا الجنوبية” المتقدمة حسب زعمهم. وأهمية ألا ينسى الاتحاد الأوروبي أنه بالإضافة إلى الجبهة الشرقية (روسيا)، هناك جبهة في البحر الأبيض المتوسط تتطلب الاهتمام، حيث يوجد في المغرب الكبير سباق تسلح بين الجزائر والمغرب يطرح سيناريوهات عدم استقرار لإسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى