مجتمع

86 بالمائة من المغاربة تأثرت حياتهم اليومية (دراسة)

الرباط اليوم

كشف جانب من النتائج الرئيسية للمسح الاستقصائي للبنك الأوروبي للاستثمار بشأن المناخ لعام 2022 في نسخته الأفريقية الأولى، أن 86 بالمائة من المغاربة المشاركين في المسح يرون أن تغيُّر المناخ يؤثر بالفعل على حياتهم اليومية.

 

وأضافت الدراسة نفسها، أن ما يعادل 51 بالمائة من المغاربة يرون أن تغيُّر المناخ والتدهور البيئي قد أثرا على الدخل ومصادر المعيشة، فيما يرى 78 بالمائة من المشاركين ضرورة منح الأولوية للطاقة المتجددة بالمغرب.

وأبرز المصدر عينه، أن المغرب يلتزم بقوة بمكافحة الاحترار العالمي بوصفه من بين أوائل بلدان العالم التي قدمت مساهمتها الأولى المحددة وطنيًا في هذا المجال، كما أن التكيف يأتي في صدارة الأولويات بالنظر إلى شدة تعرض البلاد لمخاطر تغيُّر المناخ، مضيفا أن تكاليف تنفيذ برامج التكيف في القطاعات الأشد تضررًا بنحو 40 مليار دولار.

 

وأوضحت الدراسة أن هذه القطاعات، تشمل المياه والزراعة ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية والحراجة والصحة والموائل، بالإضافة إلى البيئات والنظم الإيكولوجية الأكثر تعرضًا للمخاطر، وهي الواحات والسواحل والجبال.

 

كما تؤكد نتائج المسح التأثيرات السلبية لتغيُّر المناخ على سبل كسب عيش المغاربة، إذ أفاد حوالي أكثر من نصفهم 5& بالمائة بأن دخلهم قد تأثر، موضحا أن هذه الخسائر تعود إلى الجفاف الشديد أو ارتفاع منسوب مياه البحر أو تآكل المناطق الساحلية أو الأحوال الجوية بالغة الشدة كالفيضانات أو الأعاصير.

فيما ذكر أقل من نصف المغاربة تقريبا (49% مقابل متوسط أفريقي نسبته 57%) أنهم أو أناسا يعرفونهم قد اتخذوا بالفعل نوعا ما من الإجراءات للتكيف مع الآثار المترتبة على تغيُّر المناخ، بحيث يشمل عدد من هذه المبادرات استثمارات في التقنيات الموفرة للمياه لخفض الآثار المترتبة على الجفاف وتنظيف مَصارف المياه قبل وقوع الفيضانات.

 

وحول مصادر الطاقة الواجب الاستثمار فيها في المغرب لمكافحة تغيُّر المناخ، رأى 78 بالمائة من المغاربة المشاركين في المسح، وهي نسبة تقترب من المتوسط الأفريقي البالغة نسبته 76 بالمائة، ضرورة منح الأولوية للطاقة المتجددة مقابل نسبة ضئيلة (11بالمائة) لصالح الوقود الأحفوري.

وفي إطار الاتفاق الأخضر الأوروبي، يعمل الاتحاد الأوروبي مع المغرب منذ عام 2020 على إقامة أول شراكة خضراء خارج الاتحاد، حيث يهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون التقني بين الشركاء في مكافحة تغيُّر المناخ والتحول في استخدام الطاقة وحماية البيئة وتشجيع الاقتصاد الأخضر.

 

ويأتي خفض انبعاثات الكربون في البلاد وتعزيز اقتصاد يتسم بكفاءة استخدام الموارد وقادر على الصمود في مواجهة تغيُّر المناخ ضمن أولويات العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمانحين في المغرب.

في هذا الإطار، قال نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، ريكاردو مورينو- فليكس، إن البنك الأوروبي للاستثمار يقيم علاقات دائمة وراسخة مع المغرب، حيث قدم التمويل لمبادرات تهدف إلى تعزيز قدرته على المجابهة لإعادة تأهيل إمدادات المياه وتحسينها في البلد، بالإضافة إلى المبادرات الخاصة بالنظم الإيكولوجية.

 

وأضاف أن البنك الأوروبي للاستثمار، يتعاون بشكل وثيق مع شركائه المغاربة عقب انعقاد مؤتمر COP27 بغية تسريع وتيرة الاستثمارات في العمل المناخي، “لا سيما الاستثمارات واسعة النطاق في مجالات الطاقة النظيفة والنقل الحضري المستدام والمياه دعمًا لتحول البلاد إلى الاقتصاد الأخضر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى