RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

والي الرباط.. خدام الدولة أم خدام الملك المخلصين؟

Wali Rabat

الرباط اليوم: رضى كورا
أعادت قضية الوالي “الوافي لفتيت” إلى الساحة، النقاش الجديد القديم حول المستفيدين من الريع ومن الاكراميات التي يمنحها الملك لرجال السلطة والعسكريين ورؤساء شركاته وبعض الاعلاميين.. على حد ما من التساوي، على حساب كرامة المغاربة، فقط ليؤدوا مهمة وحيدة هي بقاء الملك على العرش متحكما في كل شيء لأنهم يعلمون جيدا أن زواله هو زوالهم وبقاؤه هو نعيمهم، لذلك فهم لا يهتمون لا بالوطن أو بالمواطن، فهمهم إرضاء الملك ومحيطه ونيل رضاهم. هولاء الذين يمثلون مواطنين من الدرجة الأولى يتمتعون بإمكانيات وهوامش حرية كبيرة، لا تتوقف إلاّ عند أمتار من قصر الملك..

الملك الناجح سياسيا واقتصاديا رغم فشل المغرب الرسمي في كل شيء، فهم لا يتساوون بتاتا مع الفئة الثانية من الشعب، لأنه حسب الواقع المعاش في المغرب، هناك فئتان من الناس فقط، فئة تفعل ما تريد بدون حسيب ولا رقيب، لأنها تُعتبر من خُدام الدولة، أو بمعنى أصح: خُدام الأعتاب الشريفة، وفئة أخرى على اختلاف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية، يسري عليها القانون والدستور وتعتبر كائنات تجارب لدى الفئة الأولى التي يرأسها الملك. فوالي الملك على جهة الرباط المُثار حوله الحديث بشكل غير بريء، ربما يكون كبش فداء قد يضمن أشياء أخرى حتى إن اقتضى الأمر عزله، علما أنه لم يخرق القانون الذي فُصِّلَ له، ليشتغل تحت لوائه، أو ما هو مكتوب في مرسوم ليس غريبا، وظهر في بلاغ لوزارة المالية والداخية، ويعود إلى وزير أول في عهد الحسن الثاني..

كل هذا ربما، محاولة لطمس الحديث عن نفايات إيطاليا، أو تغييب التفكير في أموال بنما، أو سؤال أين الثروة أو قضية صندوق التقاعد أو تقاعد الوزراء والبرلمانيين أو أو أو… إن والي الملك في جهة الرباط، لا يمثل سوى نزرا يسيرا، في تركيبة مافيا غير منظمة في ظاهرها.. مافيا من السهل جدا تعداد أفرادها وقوامهم بضع مئات من الأشخاص الذين مهما كبروا واغتنوا، يظلون اصغر من الملك بكثير، فهو يتحكم فيهم كيفما شاء، يلبسون في حضرته ما يشاء ويقولون ما يشاء، وينحنون له كما يريد مبغاة رضاه.. هؤلاء لا يؤثر فيهم ولا عليهم شيء، ما دام سيدهم راض عنهم، فمهما كتبنا وانتفضنا، لا نكاد نحرك شحمة آذانهم، لأنهم يعرفون جيدا أنهم محميون بشخص لا يقهر، مهما بلغت حدة الاحتجاج أو الانتفاض ضدهم، ونظن أننا لسنا في حاجة إلى التذكير بما فعلته وتفعله الحركات الاحتجاجية المتباينة على عللها، وعلى رأسها حركة عشرين فبراير، باعتبارها الحركة الاجتماعية الوحيدة في تاريخ المغرب التي التفت حولها الجماهير، واعتبرتها ملكا لها، لكن مع كل هذا الزخم الشعبي والانتفاض العارم من لدن الفئة الثانية، لم يتغير شيء، وإن كان أولئك المتحكمون في مصير البلاد والعباد يحاولون تغيير ما هو مكتوب على مستوى القوانين والمساطر التنظيمية، لكن يظل الجوهر المضمر هو نفسه.. إنك كمغربي لا تهمهم، ولا يهمهم ما تعانيه وما تعيشه، بل هم مَن خططوا لما أنت عليه اليوم، من صراع فقط مع ما تأكله وتشربه. الملك هو المسؤول عن كل شيء في المغرب، إنه مسؤول وضع دستورا لنفسه يلغي عنه المتابعة والمحاسبة، بل حتى الانتقاد، أو مجرد الحديث عنه وعن أسرته ومحيطه، فالمغرب لا يتوفر لا على حكومة ولا على برلمان ولا مؤسسات ممثلة للشعب حسب ما يروجون، لأن كل السُّلط في يد الملك، وهؤلاء دورهم فقط الاغتناء والتقرب من القصر والمحافظة على الوضع كما هو عليه، مقابل مثل ما حصل عليه والي الملك في جهة الرباط أو أكثر أو أقل، المهم لديهم أن يحصلوا على شيء من عطف الملك..

تأكد أخي في الوطن أن رأيك وصوتك لا يساوي شيئا، ولا يؤثر في أحد، ولا يهم أحدا غير أجهزة المخابرات التي تتعقب كل سكناتك قبل تحركاتك، حفاظا على ما هو موجود في مملكة المُسيطر الجبار شديد العقاب
01/08/2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى