أخبار العالم

هل يشتري ناصر الخليفي نادي مانشستر يونايتد؟

BBC

يترقب عشاق نادي مانشستر يونايتد وبقية المهتمين بعالم الرياضة ليروا من سيشارك في شراء النادي مع اقتراب الموعد النهائي “الميسر” الجمعة لتقديم العروض. ويفكر المالكون، وهم عائلة غليزر ببيع النادي في الوقت الذي “يستطلعون البدائل الاستراتيجية”. وحتى الآن كان هناك إعلان واحد عن نية الشراء قدمه رجل الأعمال السير جيم راتكليف، وهو أحد أكثر الرجال ثراء في بريطانيا. وبعد أيام من الشائعات، يتوقع أن يكون هناك عرض من دولة قطر. كما يتوقع أن يكون هناك عرضان على الأقل من الولايات المتحدة، وكانت هناك تلميحات بالاهتمام من جانب السعودية. وهذا يعني أنه قد يكون هناك ما يصل إلى خمسة أطراف تحاول التفاوض على عملية بيع كاملة، مع آخرين يتطلعون لتقديم استثمار أصغر في مقابل حصة جزئية في النادي الذي يملك استاد “أولد ترافورد”.

من الذي قدم عرضاً حتى الآن؟

على الرغم من الإيحاءات بأن مانشستر يونايتد لم يجذب الاهتمام الذي توقعه مالكوه، إلا أن المطلعين على بواطن الأمور في النادي أبلغوا البي بي سي سبورت إن العملية سارت بشكل إيجابي. وكما ذكروا في إعلانهم حول عملية البيع المحتملة في نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن عائلة غليزر ما تزال تفكر “بجميع البدائل الاستراتيجية” لصالح النادي، والتي قد تتضمن استثماراً جديداً أو أي تعاملات أخرى تتعلق بالشركة. ويقال بأن راتكليف، عاشق يونايتد طوال حياته، وأحد أكثر الرجال ثراء في بريطانيا، مصمم على رغبته في شراء النادي ومفهوم بأنه وظف خدمات الشركتين العملاقتين في مجال الخدمات المصرفية “جيه بي مورغان” و “غولدمان ساكس” لمساعدته. وكما هو الحال مع نادي تشيلسي، فإن الاهتمام الأمريكي مدعوم بصناديق استثمارية خاصة. أما عروض الشراء من قطر والسعودية فإنها معقدة نظراً لتملكهما ناديي باريس سان جيرمان ونيوكاسل على التوالي.

كيف سيبدو العرض القطري؟

كانت الجولة الأخيرة من تقديم العروض مقررةفي شهر مارس/ آذار من قبل مجموعة “رين غروب”، التي كلفت بمسؤولية إيجاد ملاك أو مستثمرين جدد. ويتوقع أن يكون رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، شخصية رئيسية في أي عرض ملكية قطري، حتى لو لم يكن بوسعه أن يكون له تدخل مباشر في النادي.

وكانت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، التي يرأسها الخليفي، قد بحثت في إمكانية شراء حصة أصغر في نادي الدوري الممتاز، وهو الأمر الذي ستسمح به قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الويفا” التي تمنع ملكية أكثر من نادي. وتملك شركة قطر للاستثمارات الرياضية بالفعل حصة أقلية في نادي “براغا” البرتغالي. لكن، بالنظر إلى ملكية قطر للاستثمارات الرياضية لنادي باريس سان جيرمان، والذي لا تملك رغبة في بيعه، فإن أي خطوة قطرية لشراء نادي مانشستر يونايتد بكامله يجب أن تتم عبر أفراد من القطاع الخاص أو من خلال مؤسسة مختلفة. وقد تكون هذه المؤسسة هي سلطة قطر للاستثمار- وهي منصة استثمار عالمية تضم في محفظتها الاستثمارية محلات هارودز في لندن وبرج “شارد” الذي يعتبر أعلى مبنى في المملكة المتحدة. وحتى ذلك قد يتطلب قيام الهيئة الأوروبية المتحكمة “الويفا” بتغيير قوانينها حول الملكية المزدوجة، بالنظر إلى أن الكثيرين يشعرون أن كل الأموال القطرية يتم توزيعها من مصدر مركزي واحد. وبالتالي فإن الخليفي قد يكون الشخصية الرئيسية في مساعدة أي عرض على المضي قدماً.

لماذا يعتبر الخليفي شخصية رئيسية؟

لقد تبوأ الخليفي، البالغ من العمر 49 عاماً، مركزاً بارزاً في الدوائر السياسية لكرة القدم عندما رفض أن يربط نادي باريس سان جيرمان بعربة دوري السوبر الأوروبي. وينظر إلى ذلك القرار باعتباره أحد الأسباب الرئيسية التي مكنت “الويفا” من مقاومة الخطة. ومنذ ذلك الوقت، تولى الخليفي منصب رئيس اتحاد الأندية الأوروبية وطور علاقة وثيقة مع رئيس “الويفا” ألكسندر سيفرين. ويعتبر من المستحيل تقديم أي عرض قطري لشراء مانشستر يونايتد بدون علمه. ولا يشارك مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان في نفس المنافسة هذا الموسم، وبالتالي فإن أي تعديلات على لوائح “الويفا” من أجل السماح بالملكية القطرية لنادي مانشستر يونايتد لن تحتاج إلى تفعيل حتى نهاية شهر يوليو/ تموز. وستحتاج عندها إلى موافقة من اللجنة التنفيذية للويفأ.

مخاوف بشأن المشاركة القطرية

إن احتمال الاستثمار القطري في نادي بالدوري الممتاز- وفي ظل تملك الدولة الخليجية لاثنين من الفرق الأوروبية الكبيرة- أثار المخاوف لدى البعض. وكتبت منظمة حقوق الإنسان “فير سكواير” رسالة إلى سيفرين ونسخة منها إلى رئيس الدوري الممتاز ريتشارد ماسترز، “من أجل تسليط الضوء على العديد من القضايا التي تثير مخاوف جدية”، وذلك بعد ورود تقارير بأن “كيانات مرتبطة بالحكومة القطرية تقترح عرضاً سيتيح لها الاستحواذ على حصة حاكمة في نادي مانشستر يونايتد. ومضت الرسالة تقول: “تماشياً مع قوانين الويفا الرامية إلى حماية نزاهة منافساتها، فإننا ندعو الويفا إلى تحديد موقف علني واضح يمنع أي عملية استحواذ من هذا النوع”. وأضافت: “لا يوجد تحالف لمستثمرين قطريين قادر على تنفيذ عملية استحواذ كهذه يمكنه أن يثبت على نحو مقنع استقلاليته عن الدولة القطرية.” وهناك سابقة بالنسبة للدوري الممتاز وهي عملية الاستحواذ المدعومة من السعودية لنادي نيوكاسيل يونايتد بمبلغ 305 ملايين جنيه استرليني في 2021، والتي لم تتم إلا بعد أن تلقى الدوري “تطمينات ملزمة قانونياً” بأن الدولة السعودية لن تسيطر على النادي. وقد امتنعت “الويفا” عن التعليق لكنها أعربت مؤخراً عن قلقها إزاء “التهديد المادي” المحتمل للملكية المتعددة للنوادي على نزاهة المنافسات على مستوى الأندية. غير أن الويفا سمحت في 2017 لنادي “آر بي سالزبورغ و “آر بي ليبزيغ” أن يلعبا في دوري الأبطال، على الرغم من الارتباط الوثيق للناديين بالشركة العملاقة في مجال مشروبات الطاقة “ريد بول”.

استاد أولد ترافورد التابع لنادي مانشستر يونايتد

Getty Images
استاد أولد ترافورد التابع لنادي مانشستر يونايتد

كم سيكلف شراء مانشستر يونايتد؟

في العام الماضي، بيع نادي تشيلسي مقابل مبلغ 4.25 مليار جنيه إسترليني إلى تحالف مستثمرين برئاسة المستثمر الأمريكي تود بوهلي ويعتقد خبير التمويل في مجال كرة القدم كيران ماغواير أن مانشستر يونايتد ستبلغ قيمته بحدود 5 مليارات جنيه إسترليني. وقال ماغواير لبي بي سي نيوز: “لقد رأينا أسعار أسهم مانشستر يونايتد ترتفع أكثر من الضعف خلال الأشهر القليلة الماضية منذ أن أعلنت عائلة غليزر عن رغبتها في بيع النادي”. وأضاف “في الوقت الحاضر تبلغ قيمة أسهم النادي حوالي 3.8 مليار جنيه، وإذا أضفت الديون فإن الرقم يرتفع إلى أربعة مليارات ونصف المليار جنيه. وأنت بحاجة لإقناع الناس على البيع، وبالتالي أعتقد أن سعر البيع إذا ما سألت عائلة غليزر سيكون إما سبعة أو ثمانية مليارات جنيه. لكنني أعتقد أن عروض الشراء ستكون على الأرجح بحدود خمسة مليارات أو أكثر من خمسة بقليل. “ويزعم مانشستر يونايتد بأن لديه 1,1 مليار متابع وعاشق للنادي حول العالم ومع ذلك فإنك إذا حسبت أرباحهم فإن الرقم سيصل إلى 500 مليون جنيه، وبالتالي فإنهم يحصلون عملياً على 50 قرش عن كل شخص من عشاق النادي في السنة. “كل ما عليك فعله هو أن تضاعف هذا الرقم، وغذا استطعت أن تجعله جنيه إسترليني واحد لكل شخص من عشاق النادي في العام فسيصبح مانشستر يونايتد فجأة مصلحة تدر مليار جنيه إسترليني في السنة، طالما تستطيع السيطرة على التكاليف. “ونعني بالتكاليف أجور اللاعبين، وعندها فإن مانشستر يونايتد سينتقل من مصلحة تغطي تكاليفها بالمفهوم الواسع إلى أخرى تحقق أرباحاً لافتة وعوائد كبيرة للمستثمرين.”

ما الذي سيحدث الآن؟

من المستبعد أن تقوم مجموعة “رين غروب” أو مانشستر يونايتد بإصدار بيان رسمي حال انتهاء الموعد النهائي. وسيكون الأمر متروكاً لعائلة غليزر كي تقرر إذا كانت ستمضي قدماً في عملية البيع الكاملة. وينظر دائماً للرئيسين المشاركين لمجلس الإدارة جويل وآفي باعتبارهما عضوي العائلة المهتمين أكثر من الآخرين بالاحتفاظ بحصة ما في النادي. وكان الهدف الأولي يتمثل في إبرام صفقة بحلول نهاية مارس/ آذار، لكن الثقة كانت قوية منذ البداية بأن ذلك سيتم حتماً بحلول نهاية الموسم. ولم يتحدث أي مسؤول في مانشستر يونايتد علناً عن عملية البيع لكن السوابق تملي أن يتلقى المدير التنفيذي ريتشارد آرنولد أسئلة من المستثمرين عندما يعلن النادي عن نتائج الربع الثاني من العام في وقت ما من الشهر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى