سياسة

هل يريد أخنوش أن يصبح بيرلسكوني المغرب؟ وهل سيذكره المغاربة فعلا بالمقاطعة؟

الرباط اليوم

تغيرت ظروف الانتخابات مقارنة مع تشريعيات سنة 2016، حيث كان التجاذب والاستقطاب على أشده بين غريمين بذلا جهدا كبيرا في تحجيم بعضهما البعض، وهما حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة إلياس العماري وحزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بنكيران حينها، وكانت السياسة والأيدلوجية الإسلامية من جهة والحداثة من جهة أخرى، التي شكلت حصان طروادة بين المتنافسين، غير أن الانتخابات الحالية تميزت بحصان واحد هو المال ولا شيء يعلو فوق ذلك الصوت الرخيم للأوراق المالية.

ولاحظ كل المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب و لوضع المنافسة لانتخابات 8 شتنبر الجاري، بأن لغة المال وقوته طغت على لغة الأفكار وعلى مقترحات بناء السياسات العمومية وعلى برامج الأحزاب نفسها. وقد علق عدد كبير من الرواد على شبكات التواصل الاجتماعي على الصراع القائم بين حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة عبد اللطيف وهبي وبين حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يتهمه الجميع بممارسة عملية إغواء وإغراء للجماهير المغبونة في كورونا بواسطة أداة المال، حتى أصبح بعض القادة مثل وهبي يلجؤون للإعلام الأجنبي لعله يحدث الصدمة المأمولة لدفع السلطات العمومية في مراقبة وتدقيق عمليات صرف الأموال الوافرة بشكل غير مسبوق لاستمالة الناخبين.

وقد حاول عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي تحليل ما يجري في هذه الانتخابات، ويمكن تلخيص هذه التحليلات عموما في النقاط التالية:

  • استهلاك مفرط للمال من قبل حزب أخنوش وإغراء الناخبين ماديا؛
  • استعمال أخنوش للإدارات والقطاعات التي يشرف عليها شخصيا وكذلك وزراء حزبه ومنها الفلاحة والصناعة والتجارة والصيد البحري، وقد ظهر ذلك في انتخابات الغرف المهنية وفي ترشيح عدد من مسؤولي هذه القطاعات في الانتخابات باستعمال السلطة الرئاسية لأخنوش على هذه القطاعات واستغلال النفوذ؛
  • إبرام عقود وصفقات بمبالغ خيالية لتلميع وتسويق صورته مع جل المنابر الإعلامية الخاصة، حتى أصبح بعضها يهذي ويهلوس مما قضى على قواعد التنافس السياسي الشريف؛
  • ردود عبد اللطيف وهبي على أخنوش في وكالة الأنباء الفرنسية إنما جاء من باب إخبار الرأي العام والمراقبين الإنتخابات وهي وكالة تعمل في المغرب بشكل قانوني ويتتبعها عدد كبير من المغاربة خصوصا أصحاب التوجه الفرنكفوني؛
  • أخنوش يحاول فرض تصوره في الحكومة المقبلة على الدولة ويعلن رفض العمل مع البيجيدي وكأنه أصبح يرى نفسه صاحب قرار سياسي سيادي كبير!
  • خرجة عبد اللطيف وهبي في وكالة الأنباء الفرنسية جاء بعد إخلال أخنوش بقواعد التنافس الانتخابي، كما جعل كبريات الجرائد الالكترونية لا ترفع سوى صوت أخنوش وترغض تمرير الآراء المخالفة له؛
  • خرجة عبد اللطيف وهبي ترسخ حرية التعبير والتفكير والاختلاف وتصد أطروحة قمع الحريات لانها كانت موجهة أيضا للسلطات العمومية والقضائية.

هكذا رأى معظم المعلقين الصراع الانتخابي الحالي، وبذلك تساءل رواد الشبكات الاجتماعيه وعدد من المعلقين السياسيين، إن كان أخنوش يريد أن يصنع من نفسه شبيها للسياسي الإيطالي المثير للجدل برلسكوني، الذي قضى في زمن ما على جميع الاصوات المخالفة وداهم السياسة بالمال والاغراءات المادية والمصلحية مما يشكل خطرا على السلم الاجتماعي ويفقد المواطنين الثقة في مؤسسات الدولة.

ولم يفوت المعلقين الفرصة لتذكير عزيز أخنوش بما حدث سنة 2018 عندما قاطع المغاربة منتوجاته،وعلى رأسها شركة إفريقيا المحروقات بسبب احتكاره لأكبر حصة من البرترول وفرضه لأثمنة تستنزف جيوب المغاربة وترفع أسعار النقل والتزود بالطاقة، وأن المغاربة يتذكرون ملف المحروقات وقد يفاجؤون أخنوش بمقاطعة كبيرة لحزبه خلال انتخابات شتنبر الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى