سياسة

هل نهى بنكيران الهدنة مع العثماني ؟

الرباط اليوم: محمد السبتي

كشفت مصادر من العدالة والتنمية أن عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق للحزب أنهى الهدنة التي منحها لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وأنه قرر نقل منصات قصفه إلى الخارج، إذ ينتظر أن يستأنف هجومه على خلفه من العاصمة البريطانية لندن، مسجلة أن المعركة بين الغريمين ستنتقل إلى صفوف البرلمانيين، بعدما أن تمكن رئيس الحكومة الحالي من ضبط برلمان حزبه.

ومن جهته يسارع العثماني الخطى للاجتماع بالبرلمانيين في الخلوة السنوية، قبيل الافتتاح الرسمي للبرلمان من قبل الملك، إذ عقد مكتب فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، بحر الأسبوع الجاري بمقر الفريق بالمجلس، اجتماعا ترأسه إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس الفريق، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية للدخول البرلماني الجديد.

وتمت خلال الاجتماع المذكور التداول في اللقاء السنوي للفريق، الذي ينتظر أن تكون أهم فقراته، اللقاء مع الأمين العام للحزب والتداول معه في أولويات العمل التي سيناقشها كافة أعضاء الفريق، سواء المتعلقة بالجانب الرقابي أو التشريعي، أو غيرهما من المهام الموكلة للبرلمان.

وأكدت رئاسة الفريق أن جدول عمل اللقاء السنوي سيركز على عدد من مقترحات ومشاريع القوانين التي لم تستكمل بعد مسطرة المناقشة داخل البرلمان، أو النصوص الأخرى ذات الأهمية، ومنها ما يتعلق بمناخ الاستثمار والمراكز الجهوية للاستثمار، أو القانون الإطار للتربية والتكوين، فضلا عن مشروع قانون مالية 2019، وما يمكن للفريق أن يقدمه من تعديلات خاصة في الجانب الاجتماعي الذي يهم المواطنين.

وأكدت المصادر ذاتها أن بنكيران يستعد للقاء تواصلي مع الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا، مستهل أكتوبر القادم، ستنظمه جمعية جسور للتواصل البريطاني المغربي، التي سبق لها ان استضافت وزراء وقياديين بارزين من بيجيدي، من أبرزهم عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة الذي حاضر أخيرا بالمركز الإسلامي البريطاني في لندن التابع للمملكة العربية السعودية تحت عنوان “التحولات الديمقراطية بالمغرب”.

وينذر الدخول السياسي المرتقب بمعركة في البرلمان ستشعل فتيل جبهاتها مطالب للحكومة بتحمل مسؤوليتها أمام الملك والمؤسسة التشريعية والمواطنين المغاربة، الذين شاركوا بأصواتهم في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، والخروج من دائرة الانكفاء المستمر بسبب خلافات مكونات أغلبيتها، وذلك من خلال التعجيل بتحيين أولويات وأهداف البرنامج الحكومي، الذي حصلت به على ثقة البرلمان عند تنصيبها.

وينتظر أن يجد العثماني صعوبات جمة في مواجهة المعارضة، التي تتهم حكومته بأنها “ظلت خلال أكثر من سنة تردد نوايا وأماني دون الشروع فعلا في أجرأة ما تحتاجه القطاعات المعنية من تدابير ناجعة وفعالة وفق رؤية واضحة وشاملة قادرة على معالجة الاختلالات المسجلة على تفاوتاتها”، و أنها عوض ذلك “أهدرت كل وقتها في تدبير ما هو يومي، في ظل غياب تام لروح المبادرة المطلوبة والإبداع الكفيل بإيجاد الحلول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى