RABATTODAYأخبارهنالرئيسية

هل ممكن أن تكون العلاقة الجنسية الفاشلة سبب للطلاق؟

8172_large

الرباط اليوم
ليس بالضرورة ان تكون المرأة المتفاعلة جنسيا صاحبة علاقات سابقة

هل يمكن أن يتحول الجنس إلى همّ ،وهاجس يقض مضجع الأزواج ،ويحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق ؟

هل ممكن أن يكون للعملية الجنسية دورا في استمرار الحياة الزوجية وديمومتها ؟

الجنس :حالة روحانية ،وشكل من اشكال تجسيد الحب ،وهي من الضروريات التي تحتاجها العلاقة الزوجية لخلق الألفة والحميمية بين الشريكين ،لذا يتوجب الإلمام بتفاصيلها والاهتمام بها لأنها مفصل أساسي في حياة الأزواج ،فقد تكون سببا رئيسيا في تقرب أو نفور الزوجين من بعضهما .

س.س تقول:انفصلت عن زوجي لعدم انسجامي معه جنسيا ،كنت أشعر بالنفور منه ،ولم يكلف نفسه بسؤالي عن السبب ،فكان يتهمني دائما بأني حالمة ورومانسية بشكل غير طبيعي ،كنت بحاجة فقط لأن يكون أكثر رقة معي وأن أسمع منه كلاما لطيفا ولينا ،لكنه كان جافا إلى أبعد الحدود ولا يهتم إلا بنفسه وما يرضيه،علما أن المرأة مخلوقا ضعيف بحاجة إلى التعامل بحب وعطف ولين.

النفور لجنسي:

يلعب الجنس دورا مهما في حياة الأزواج ،فإذا كانت هذه العملية ناجحة أثرت إيجابا على بقية تفاصيل الحياة الزوجية ،وإذا كانت غير صحيحة أو صحية عكست سلبا على حياة الزوجين وأدت إلى النفور وفي أحيانا كثيرة تؤدي إلى الطلاق أو الاستمرار تحت وطأة ظروف نفسية عصيبة لا تحمد عقباها.

أسباب النفور الجنسي:

لا يقتصر النفور من الجنس على أحد الزوجين دون الآخر فقد يصيب أي منهما ولأسباب عديدة قد تكون عضوية تتمثل بوجود مرض عضوي يسبب ألما عند الاتصال الجنسي وهذا مايمكن علاجه باستشارة مختص…إلا أن الأزمة تبدأ عندما يكون سبب النفور مرتبط بمشكلة نفسية ،فقد أكدت النظريات الحديثة في علم النفس أن النفور والكره الجنسي من الأمراض النفسية المكتسبة:

·

كأن ترتبط العملية الجنسية بمطلب معين ، بأن تشترط الزوجة على زوجها أو الزوج على زوجته إذا فعلت كذا فسأمارس معك الجنس بعد ذلك(إذا استقبلت أمي،إذا سمعت كلامي…إلخ).

أي أن ترتبط هذه العملية بمطلب يرفضه الطرف الآخر نفسيا ويتحول الأمر من حاجة روحية وجلسة يعبر من خلالها الطرفان عن شوقهما إلى جلسة تسديد حسابات.

سامية تؤكد أنها كرهت الجنس بسبب أسلوب زوجها وتعاطيه مع الموضوع ،فكان يربط الأمر بشروط وطلبات لا علاقة لها بالجماع،مثلا قد يقول لي إذا لم تذهبي لزيارة اهلي اليوم فسأحرمك من الجنس أسبوع ،وأنا بطبيعة الحال لا أحب زيارتهم ،فكرهتهم وكرهت الذهاب إليهم وكرهت الجنس وزوجي .

· كما تخلق التصرفات والسلوكيات الجنسية غير الصحيحة حالة من النفور بين الزوجين.

· ويؤثر الخوف من الإصابة بالأمراض التناسلية ،أو الخوف من حدوث حمل على العملية الجنسية والانسجام بين الشريكين.

· صدمة الواقع:ترسم الفتاة أو الشاب عادة في مخيلتهما صورة معينة للممارسة الجنسية ،وللطريقة التي يجب على الطرف الثاني التعامل بها .

وعندما تتجسد العملية على أرض الواقع بطريقة مغايرة للصورة الذهنية التي خطط لها الطرف الأول يصاب بخيبة أمل وهبوط حاد بالعواطف ممايؤثر على درجة الإنسجام والقبول فيما بعد.

انعدام الحوار:

ارتبط مفهوم الحديث الجنسي في مجتمعاتنا بالعيب والحرام ،فقد يخطر في بال طفل أن يسال أحد والديه بكل براءة عن موضوع له علاقة بالجنس فيأتي الجواب مباشرة وبدون تردد (عيب مضخمة )وتأنيب لا يتجرأ هذا الطفل بعده بالخوض بحديث من هذا النوع حتى مراحل متقدمة في حياته ، وقد يصل هذا العيب إلى درجة انعدام الحوار الجنسي بين الزوجين فلا يفهم أو يستوعب كل طرف احتياجات ورغبات الشريك ،مما يخلق نفور وعدم قبول بين الزوجين ،الأمر الذي يؤدي إلى خيانة وعلاقات خارج مؤسسة الزواج.

تقول ماريا :علاقتي الجنسية مع زوجي ،لا تخلق راحة في داخلي أبدا وقلما استمتع بالعملية ،بالرغم من مرور عشر سنوات على زواجنا ،إلا أن زوجي حتى الآن لا يفهم رغباتي ولم يتعرف جيدا على جسدي ،وطبعا من المستحيل أن نخوض بنقاش من هذا النوع ،وعلى مايبدو سيبقى الحال على وضعه مدى الحياة.

ولمعرفة طبيعة العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل وضرورة الحوار بين الشريكين ،ومدى أهمية الوظيفة الجنسية بين الزوجين التقت الأزمنة الدكتور جلال نوفل أخصائي الأمراض النفسية فقال:

الزواج مؤسسة لتنظيم العلاقة الجنسية ،وفي المجتمعات الذكورية عملية تنظيم الوراثة والنسب ،وقد وُجد عبر التاريخ مايسمى علاقات جنسية خارج إطار الزواج تقع غالبا نتيجة عدم التوافق العاطفي والجنسي بين الزوجين،أما التوافق العاطفي فيتمثل بالتوافق الاجتماعي والود والتعاطف والشراكة……،والتوافق الجنسي يتجسد بكيفية التعامل الجنسي ، والدراية بماهية الجنس ، ومدى الارتياح الجنسي بين الشريكين ،فقد يكون الرجل لديه زيادة بالرغبة والطاقة الجنسية ،والمرأة لا تشعر بنفس الرغبة ،مما يسبب لها عبء وبالتالي نفور من العلاقة ،ويتولد حالة عدم رضا ،وفي محاولة لإرضاء وإشباع الرغبة يلجأ حينها الرجل للعلاقات الخارجية، أو إلى العادة السرية.والعكس صحيح فقد يكون لدى المرأة طاقة ورغبة كبيرة بينما الرجل يفتقد لنفس المقدار من الطاقة .

يضيف الدكتور جلال:يوجد عدة مشاكل مرضية تحتاج عادة لاستشارة مختص مثلا:بعض النساء لديهم مشكلة تشنج مهبلي أثناء الإيلاج مما يسبب ألم للمرأة التي سيتولد عندها نفور من الجنس ،بينما تصبح العملية مرهقة ومزعجة للرجل كونه يرى شريكته تتألم إضافة إلى بذله لجهد إضافي …في هذه الحالة لا بد من معرفة الأسباب فقد يكون لدى المرأة اضطرابات القلق والاكتئاب ،ومشاكل في التربية الجنسية ،أو تعرض للاغتصاب في الصغر .عندما نتعرف على السبب الحقيقي تتم محاولة حل المشكلة لتعود الحياة الجنسية إلى طبيعتها.

وقد يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات الشخصية الفصامانية ،فلا يهتم هؤلاء بالجنس أصلا ،ولا يميلون للزواج إلا إذا اضطروا لأسباب إجتماعية ،هؤلاء أيضا يعانون من مشاكل في حياتهم الجنسية.

كما أكد الدكتور جلال على موضوع العادات والتقاليد وارتباط الجنس بالعيب والخجل فقال:هناك اناس يعتبرون الحديث عن العلاقة الجنسية منافي للحشمة حتى لو كان بين الزوجين .

عام 2003 رفعت زوجة سعودية على زوجها دعوى بعد35 سنة من الزواج لأنه رآها عارية تماما ،وفي عاداتهم لا يجوز هذا الأمر .

وهناك امرأة أخرى ذهبت لطبيب نفسي كانت تعاني من اكتئاب شديد ،وقد شّخص الطبيب حالتها فوجد أنها تعاني من اضطراب ذهاني ،حيث اخبرت الطبيب بأنها تزني ،وعندما سألها مع من ؟فأكدت أنها تزني مع زوجها ،وعندما بدأ المختص بالتدقيق في الحالة فوجد أنها امرأة متدينة وهي من مدرسة ابن القيم الجوزية ،وعند ابن القيم الجنس للتناسل فقط ،وأي شيء خارج التناسل ،أي ماله علاقة بالمتعة فسيتحول الأمر إلى فعل محرم ،وعندما شعرت هذه المرأة أن زوجها يمارس الجنس معها بغرض المتعة اعتبرت نفسها تزني .

وقد تبين لنا هذه الحالات كيف تقيد العادات والتقاليد العلاقة الجنسية،مع العلم أن المتابع للشرائع الدينية يرى أن الوظيفة الجنسية ليست للتناسل فقط ،فقد أوصى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام(لا تقربوا نسائكم كالبهائم)مما يؤكد أهمية الود والمداعبة،حتى مناظرات السيدة عائشة زوجة الرسول كان فيها تثقيف جنسي ،وهنا أؤكد على أهمية الحور الجنسي بين الزوجين للتعرف على الرغبات والاحتياجات.

كماتلعب الثقافة الجنسية في المجتمع أهمية كبيرة في إطلاع الناس وفهمهم للعلاقة الجنسية بطريقة صحيحة ،كونها علاقة طبيعية لها نظامها الخاص وثقافتها الخاصة ،ولها دور مهم في العلاقة بين الرجل والمرأة ،فهناك عدد كبير من الناس يتعرفون على الجنس بطرق غير سليمة كون الموضوع ارتبط بالعيب فيلجؤون للأحاديث السرية والأفلام الإباحية ،والمجلات الجنسية.

وعندما تنشأ علاقة جنسية خارج المؤسسة الزوجية يتعرف عليها الشريكين بقلق وخوف وشعور بالذنب هائل ،وبالتالي ستكون الوظيفة الجنسية قلقة وملبدة بالخوف والإزعاج .

إضافة إلى مفهوم البكارى أي أن تدخل المرأة إلى مؤسسة الزواج بدون علاقات سابقة بينما الرجل على العموم لا يعاب عليه علاقاته الجنسية التي خاضها من قبل ،وبالتالي فسيكون هو صاحب تجارب بينما هي سلبية وغير متفاعلة ومتلقية فقط،وفي حال أبدت أي فعل أو رد فعل فستتحول فورا في نظر زوجها إلى امرأة سوقية وصاحبة سوابق مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى الطلاق علما قد لا تكون المرأة صاحبة تجارب بقدر ماهي امرأة طبيعية ومستمتعة بالعلاقة الجنسية.

فالعلاقة الجنسية تسمى جماع أي علاقة بين شخصين وبدون هذا فستتحول إلى علاقة تناسلية وهي بالأساس ليست للتناسل فقط ،فالجنس أحد وظائف المتعة عند الإنسان .

كما يوجد أزواج يعتبرون تغيير الوضعيات عند الممارسة أمر محرم علما أن رجال الدين لم يحرموا ذلك فقد ألف جلال الدين السيوطي كتابا جمع فيه ما يقارب 200 وضعية تطبق أثناء العملية الجنسية .

وفي أحيان كثيرة ممكن للجنس أن يعزز الحب والعكس صحيح ،فعندما يُقدم شخصان بينهما قصة حب على الزواج ،يدخلون بأحلام كبيرة ،ولكن على أرض الواقع يصدمون ،وعندما لا يعطون أنفسهم فسحة من التشارك والحوار والنقاش الجنسي فسيتحول الأمر إلى عبء يرهق الطرفين وبالتالي ستتأثر مشاعرهما بمرور الوقت.

وعندما يكون هناك شخصان طبيعيان يعرفان مالذي يريدانه ويكتشفان الجنس مع بعضهما رويدا رويدا فسيستمتعان مع بعضهما وستقوى العلاقة بينهما . فالزواج حب وجنس وواجبات اجتماعية.

وعن ربط فشل العلاقة الجنسية بالطلاق يقول الدكتور جلال نوفل: ربط الطلاق بسبب فشل العلاقة الجنسية ليست ظاهرة في مجتمعنا ،لكن تعدد الزوجات وعلاقات خارج الزواج مؤشر له علاقة باضطرابات العلاقات الجنسية،وهذه العلاقات موجودة عند المرأة و الرجل بهدف الإستمتاع الجنسي وبسبب فقدان علاقة الحب والجنس .

كما أن الجنس بحد ذاته يتحول إلى شيء من الرتابة مع مرور الوقت ،فقد أكدت إحصائية أجريت عام 2006 إلى أن كل النساء والرجال بين 45 وال 55 عاما يمارسون الجنس بمعدل مرة كل شهر أو مرة كل ثلاثة أشهر ،فيوجد 90% يمارسون كل شهر مرة ،و40% كل ثلاثة أشهر مرة،حيث يقل الإندفاع شيئا فشيئا في حال لم يناقش الموضوع وسيتحول الوضع إلى مشكلة حقيقية خاصة إذا كان أحد الطرفين لديه رغبة يفتقدها الطرف الآخر.

وقد أكد الدكتور نوفل على أهمية التربية الجنسية حيث يوجد مستويين مستوى أسري ،ومستوى مؤسسات إجتماعية فيجب أن يكون النظام المدرسي قائم على درجة ما من الثقافة الجنسية وأن تقدم هذه الثقافة بآلية ممنهجة ومنظمة وخارج التابو.

كما يجب أن يكون الأهل مؤهلين لتثقيف أولادهم جنسيا فنجد عدد كبير من الآباء العاجزين عن الإجابة على أي سؤال متعلق بموضوع الجنس قد يٌطرح من قبل احد الأبناء .

وفي الختام أكد الدكتور نوفل على أهمية أن تصبح العلاقة الجنسية موضوع مفتوح اجتماعيا لأن هذا الأمر يتم تناوله بطرق خاطئة ومسيئة للعملية والعلاقة الجنسية .

دارين صالح

avatar
اخصائية اجتماعية
استشاري ممارس
استشاري ممارس
انثى عدد المساهمات : 86
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 04/02/2010
السٌّمعَة : 2
 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

رد: هل ممكن أن تكون العلاقة الجنسية الفاشلة سبب للطلاق؟

مُساهمة من طرف د محمد سردار في الأحد سبتمبر 05, 2010 4:27 am

 
لاشك أن الموضوع هام وضروري , ولكن يا سيدتي ندور دائماً ضمن خط مغلق , فلا نحن قادرون على إيجاد خط مفتوح ولا راضين بالخط المغلق . لا أدري حتى اليوم وبعد هذا العمر , كيف تطرح المواضيع الجنسية ثم لا نرى لها حلول أو على الأقل طريقة طرح راقية بعيدة عن التسفف في التوضيح , وغالباً الخوض في هذا الحديث يأخذ طابع الإثارة والقهقهات والمزاح القذر , وخاصة عندما يضطر المرء لإستخدام عبارات هي فعلاً سوقية للتعبير .
مما رايت في حياتي ومن خلال ما أوردت هنا , حقيقة لا مجال للشك فيها , وهي أن كل مشاكل الأسرة تنبع من خلال الجنس وبتعبير آخر أعطينا الجنس المكانة والصدارة في حياتنا تماماً كما الأوربيون ولكن مع التحفظ المغلق نحو التبجح بالعلاقات غير الشرعية قبل وبعد الزواج والتباهي من كلا الجنسين بتعدد الهلاقات .
لنعد إلى موضوعنا المكتوب .
ليس بالضرورة ان تكون المرأة المتفاعلة جنسيا صاحبة علاقات سابقة
كذلك الرجل , وهذا أكيد في كليهما إن كان من المتكسكين بالعفة وهو ليس بالمعيب أبداً ومع بداية الزواج ستأتي الأمور إن كان في نية الزوجين الحفاظ على رابط الزواج بقدسية تليق بهما كإنسان يعرف الصواب من الخطأ .
هل يمكن أن يتحول الجنس إلى همّ ،وهاجس يقض مضجع الأزواج ،ويحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق ؟
نعم لأنه مرتبط بمفهوم الرجولة وليس بمفهوم الذكورة والفحولة التي تخضع دائمأ للمزاج المبني على الراحة في بيت الزوجية وتتحمل المرأة العبء الأكبر في مزاجية الزوج وجعله في قمة النشاط والحيوية حتى لو كان يعمل مثل الثور في الفلاحة . كلمة طيبة لفتة رقيقة في طعام محبب . عدم طرح مواضيع المنزل ومتطلباته التي لا تنتهي في أوقات يظهر فيه الرجل رغبته , ولكن مع الأسف هذا ما يحدث . كما أن رقة الزوج في التعامل ينبغي أن تفسر بحب من قبل الزوجة وليس عكس ذلك . فعندما يكون متعب ومرهق جراء مشكة في العمل أو الوسط العائلي ولو كانت لعدة أيام لا ينبغي أن تسارع وتقول إنه يبتعد عني , لا يحبني (شايف شوفة تانية…………) . هذه أشياء صغيرة تأخذ طابع الإهانة لأي رجل حتى الأوربي .
هل ممكن أن يكون للعملية الجنسية دورا في استمرار الحياة الزوجية وديمومتها ؟
نعم ولا !!! نعم عندما تبدأ بأساس من الحب والحفاظ على العائلة والإلتفات للنواحي الأخرى من الحياة وجعلهما كما وصفت تماماً في المقال : الجنس :حالة روحانية ،وشكل من اشكال تجسيد الحب ،وهي من الضروريات التي تحتاجها العلاقة الزوجية لخلق الألفة والحميمية بين الشريكين
لذا يتوجب الإلمام بتفاصيلها والاهتمام بها لأنها مفصل أساسي في حياة الأزواج ،فقد تكون سببا رئيسيا في تقرب أو نفور الزوجين من بعضهما .
ترى ما هي تفاصيلها , من الطبيعي أن تخف وطأة الكثرة منها وليس الشغف فيها بعد سنوات من الزواج , وجود الأولاد ونموهم وبدأ تفتح المشاعر وقلة الخصوصية للزوجين وضيق مساحة البيوت هذه الأيام وكأن البيت كله غرفة واحدة , ومراعاة شعور الصغار , وكبر السن وواجبات العمل , ببساطة مع النمو العقلي وتشعب التفكير بالضرورة نتيجة التجارب الحياتية لا شك أنه سيكون على حساب الإكثار من هذه اللقاءات , وهنا يأتي دور الحب الحقيقي ودور الإحترام , من كلا الطرفين لبعضهما البعض ولينظرا إلى روعة الإنجاز الذي تم نتيجة هذه العلاقة .
أيضاً لم توضح تلك التفاصيل ومن سيوضحها أمام إبتكارات الغرب التي تعمي العيون التي تخاف الله , ترى هل نريد أن نكون مثلهم أم أن نحرص على التعامل الأخلاقي وبداية الحرص على هذه العلاقة المقدسة بمفهوم جميل بعيد عن الإنحدار والتعامل بمفهوم حيواني كما يمكن أن يأتي من الغرب , عذراً ولكن هذا هو ما يحدث , لا نحن قادرون على أن نكون مثلهم , ونريد في نفس الوقت التمتع بمفهومهم الذي دخل وعشش في الذات .
المرأة والرجل في ناحية الحب والحنان محتاجان دائماً لهما , ولكن طريقة الطلب تختلف تماماً كإختلاف طريقة العطاء فالذكر له خواص فيهما وكذلك الأنثى , وهذا مفهوم ويدركه الجاهل والمتعلم , ولكن هو يعتبره تنازل عن عزة النفس , وهي أخل في دماغها أن الذوبان بين ذرتعي الرجل ذل , وعليه أن يقدم كل شيء لتكون هي المحصلة لحقوقها باي طريقة , علماً بأن مفهوم الزواج أرق من أن تكون العلاقة أشبه بعلاقة الديوك أمام كثرة الدجاجات
يلعب الجنس دورا مهما في حياة الأزواج ،فإذا كانت هذه العملية ناجحة أثرت إيجابا على بقية تفاصيل الحياة الزوجية ،وإذا كانت غير صحيحة أو صحية عكست سلبا على حياة الزوجين وأدت إلى النفور وفي أحيانا كثيرة تؤدي إلى الطلاق أو الاستمرار تحت وطأة ظروف نفسية عصيبة لا تحمد عقباها.
صحيح ولكن هذا لأننا أعطيناه رأس الحياة , ونصر على أنه في أولوية الأمور علماً بأن الجنس يمكن أن يأتي في لحظة أبعد ما يكون عن وقتها , مثل موت أحد الوالدين , وإحتضان أحدهما للآخر بحب وتفاني وكأنه يقول سأكون أنا الذي يحبك بقدر من فقدت , ولكن قد يحدث العكس نتيجة الحزن , فتعلق هذه الإنفعالات على أساس عدم الرغبة بالشريك وعدم الإكثراث له ………. وهنا تكمن الخطورة
نوه المقال حول إرتباط الممارسة بافعال مثل مبدأ المقايضة والثواب والعقاب , أسلوب عجيب لتصرف أعجب وأحمق اصلاً لماذا يهجر الزوج أو الزوجة مخدع الزوجية , لماذا ؟؟؟
لأن أحدهما تأذى من تصرف ما . لماذا لا ترافقه لزيارة أهله , مهما كانت الأسباب التي لم يستطيعوا حلها لعدم إدراك عقلي سليم منهما معاً . مرة أخرى تعلق هذه المسائل على موضوع الجنس رغم أنه بعيد عن الواقع والحقيقة . المشكلة موضوع والعقاب موضوع آخر ( الكي آخر العلاج ) .
وهذا ينطبق عليهما .
أي أن ترتبط هذه العملية بمطلب يرفضه الطرف الآخر نفسيا ويتحول الأمر من حاجة روحية وجلسة يعبر من خلالها الطرفان عن شوقهما إلى جلسة تسديد حسابات. كما تخلق التصرفات والسلوكيات الجنسية غير الصحيحة حالة من النفور بين الزوجين. أعتقد أن الكلام مفهوم ولكن ايضاً لم توضح مثل هذه النقطة لأن الشرح سلوكاً غير منطقي , وإلا لماذا لم يوضح . فالجميع بعد وحتى قبل الزواج يعرفون ما هو السلوك الجنسي الصحيح من غير الصحيح . وبعد الزواج ينبغي أن يعرف الشركين ما يسر وما لا يسر ويجنبا الوقوع فيه وهذا يتم بالتنازل التدريجي عن الأنانية والأنا وإستبدالها بنحن .
عندما يسأل طفل عن شيء يمت للجنس بصلة ينبغي أن يكون الجواب خفيفاً يناسب عمره وبسيط ولا أعتقد أن ذلك صعب في ظل العلم والمعرفة لدى الأغلبية , إلا أننا نتهرب منه بقهقهة وبكلمات تثيرنا نحن الكبار دون إدراك التشوه الذي يحدث عند الصغير نتيجة تركه في جهل , والصغير لا يسأل إلا إذا رأى والديه بطريقة غريبة أو بواعز من أحد الأقارب على سبيل التسلية أو سمع كلاماً في الشارع يتعلق بتسمية ما …………….. ينبغي لنا أن نغلق الأبواب مسبقاً على مثل هذه الأمور ولا يستغرب أحد فمعظم الأزواج يعتقدون مخطؤون أن الصغار لا يفهموا , بلى يفهموا ويفهموا ويعرفوا الكثير ولكن بطريقة مبهمة ويكفي مناظر الأجساد العارية والقبلات المحمومة في التليفزيون وتركهم يشاهدونها بحجة أنها الطبيعة البشرية للحياة , ولكن الكبار يكونون هم من يستمتع بهذه السخافات ويحاول تطبيقها , دون النظر لطبيعة حياتنا ومجتمعنا الملتزم نسبياً أو كان ملتزم والآن يتأرجح كما ذكرت بين المحافظة على أخلاقياتنا وبين الطلب المحموم للمتع بالطريقة المفتوحة بلا سقف أو جدران .
هذه الخلافات لا ينبغي أن تصل إلى حد الخيانة على الإطلاق فهذا موضوع آخر يبرر بطريقة غربية بحتة , حيث يقال نتيجة تقصير في مراعاة أحاسيس ومشاعر الطرف الآخر وبالتحديد الجنسية لجأ الطرف المحروم أو الذي يعتقد أنه محروم إلى علاقة خارجية , وهذا عذر اقبح من ذنب . ببساطة يمكن الوصول إلى حل ولو كان الطلاق فهو خير من الخاينة التي تلتصق بصاحبها وتظهر على جلده كله وحتى على اي غطاء يحاول أن يستر به نفسه .
تقول ماريا :علاقتي الجنسية مع زوجي ،لا تخلق راحة في داخلي أبدا وقلما استمتع بالعملية ،بالرغم من مرور عشر سنوات على زواجنا ،إلا أن زوجي حتى الآن لا يفهم رغباتي ولم يتعرف جيدا على جسدي ،وطبعا من المستحيل أن نخوض بنقاش من هذا النوع ،وعلى مايبدو سيبقى الحال على وضعه مدى الحياة.
طالما أنها تشتكي من عدم تعرفه , ترى أحاولت هي أن تتعرف عليه , فقد يكون الحياء أو الخجل أو حتى الجهل لعدم المعرفة أمر في أحدهما وإكتشفة الآخر نتيجة الرغبة الكامنة فيه , لماذا لم تفعل هي , أو هو , بدلاً من التذمر , مرة أخرى كل يريد الحياة وفق معاييره الخاصة جداً دون النظر في ما يريد الشريك لذلك لن تلتقي المشاعر في نقطة ترضي كليهما .
ما ورد على لسان الدكتور نوفل كلام علمي , حاول فيه فلسفة الأمور بشكل علمي مقبول , وهو منطقي وخاصة الفارق الكبير بالطاقة بين الزوجين ,
بالنسبة إلى علاقات الرجل وتبريرها قبل الزواج فالشرع واضح ولا داع للعودة إلى عصر الجاهلية . ما يعيب الرجل يعب المرأة تماماً والقصاص واحد .
وفي الختام أكد الدكتور نوفل على أهمية أن تصبح العلاقة الجنسية موضوع مفتوح اجتماعيا لأن هذا الأمر يتم تناوله بطرق خاطئة ومسيئة للعملية والعلاقة الجنسية
مرة أخرى عدنا إلى نقطة البداية ولم يخرج أحد بنتيجة .
ترى كيف عاش أجدادنا وصنعوا تلك الحضارة ؟
ترى كيف كان أهلنا الحاليون , وكيف تربينا نحن ومن الذي فتح الأبواب على مصراعيه دون الإنتباه إلى أن في الخارج عواصف قاتلة , تركنا . ونسينا نحن أن لدينا القدرة على إغلاق الأبواب مرة أخرى , كما أن لدينا غطاء يكفي كل من يشعر بالبرد .
إلى متى تبقى الحوارات مفتوحة دون جدوى كجرح نتمنى أن يشفى وفي نفس الوقت نحب أن يبقى لنقول نحن ضعفاء ونحتاج إلى الرعاية الغربية فهم قد عالجوا هذا المرض , وهم لم يعالجوه بل زادوه مرضاً ينخر فيهم وفينا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى