سياسة

هل قطع “البام” مع هاتف “السلطة”؟

الرباط اليوم

خلق إعلان الشيخ محمد بيد الله نيته الترشح للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، “رجة” في صفوف قيادة الحزب وقواعده، فلأول مرة يتم الإعلان بشكل مبكر عن نية الترشح لقيادة الحزب من طرف أحد أعضاء التنظيم – باستثناء الإعلانات المتتالية لعبد اللطيف وهبي والتي تكون بدون مضمون – شهورا قبل موعد المؤتمر، حيث تعود “الباميون” على انتظار ظهور “المرشح” الذي يقدم له الحزب في طبق من ذهب.

قهل يمكن اعتبار إعلان ترشح الشيخ بيد الله لقيادة “البام”، هو إعلان من جهة أخرى، على أن يد السلطة قد تم رفعها عن هذا الحزب، وأنه أصبح سيد نفسه، يقرر بنفسه من سيتولى قيادته في المرحلة المقبلة، دون انتظار التعليمات.

لقد لعب إلياس العماري دورا سلبيا في المرحلة السابقة من عمر حزب الأصالة والمعاصرة، فطيلة عشر سنوات من عمر الحزب، كان إلياس يتحكم في الحزب من وراء حجاب، وكان يوجه الأمناء العامين إلى ما يبتغيه، خاصة بعد 2011، وما عرفه المغرب مع حراك 20 فبراير. بل إن الشيخ بيد الله باعتباره كان ثاني أمين عام للحزب، قد عانى الأمرين من تدخلات إلياس ونزقه الذي لم يكن ينتهي. فهل يستطيع اليوم أن بعيش خارج جلبابه؟.

كما يطرح سؤال آخر، هل يستطيع الشيح بيد الله خلق نوع من الانسجام الحزبي حوله، حيث يبدو حتى هاته الوهلة في غياب أي مرشخ آخر حقيقي – بعيدا عن فرقعات وهبي- هو المؤهل لقيادة المرحلة القادمة، بفعل هدوئه وتجربته الكبيرة، خاصة إذا حصل على دعم حكيم بنشماش و”اللوبي الريفي”، في حالة لم يكن راغبا في الترشح لقيادة الحزب لولاية قادمة.

الحقيقة، أن حزب الأصالة والمعاصرة، هو ضحية “خطيئة الولادة”، وضحية مسار متسارع من 2009، إلى 2011، وبعدها ضحية وصول إلياس العماري إلى قمرة القيادة بعقلية بعيدة كل البعد، عن عقلية زعيم سياسي يبتغي قيادة المرحلة.

حزب الأصالة والمعاصرة، ضحية أعضائه، فأغلبهم “انتهازيون” سواء كانوا من الأعيان أو من المتياسرين، أو ممن سقطوا سهوا على السياسة. فتجربة إلياس المعتمدة على المجئ بأشخاص لا سابق معرفة لهم بالسياسة، هي التي جعلت من حزب يتوفر على 102 مقعد في مجلس النواب، بحضور أضعف بكثير من فيدرالية اليسار التي تتوفر على نائبين فقط. أما الانتهازيون فيبحثون عن الغنائم فقط، وإذا ما غابت غابوا، ولهذا كان الحزب يبدوا ضعيفا كلما تعرض لأزمة سواء تنظيمية او سياسية، مثلما وقع سنة 2011، عندما خرج بعض الشباب يطالبون بحل الحزب، أو عندما فرض على إلياس أن يختفي من المشهد السياسي، وما تلاه من “حرب العصابات” داخل الحزب.

محمد الشيخ بيد الله رجل مقبول من أطراف المشهد السياسي، ومرضي عليه من قبل السلطة، ويمكن أن يقود الحزب في هذه المرحلة الدقيقة، بشرط أن يجد القبول من الداخل الحزبي، وألا يناور المتعودون على التحكم في مفاصل الحزب من أجل إضعافه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى