سياسة

هل ستتم محاسبة المسؤولين الذين قللوا من أهمية الكمامات في مواجهة كورونا؟

الرباط اليوم: محمد السبتي

بعد أن “فرع” العثماني للمغاربة رؤوسهم لأسابيع بضرورة عدم التسابق لاقتناء الكمامات لأنها غير ضرورية في مواجهة فيروس كورونا، وبعد أن أنفقت الدولة الملايين في وصلات إشهارية تنصح المغاربة بعدم وضع الكمامات لأنها مخصصة فقط للمصابين بالمرض، خرج إلينا محمد اليوبي بتصريح مثير قلب الأمور رأسا على عقب.

محمد اليوبي، مدير الأوبئة في وزارة الصحة، دعا اليوم كافة المواطنين، وخاصة منهم الذين يغادرون بيوتهم لقضاء الأغراض الضرورية، إلى ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ذلك يأتي استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، التي دعت إلى تكثيف الإجراءات الوقائية، ومنها ارتداء الكمامات.

وبينما تتصاعد الدعوات دوليا من أجل محاسبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وإقالته بسبب ترويجه على مدى شهور لعدم أهمية ارتداء الكمامات، يتساءل الرأي العام الوطني عن المسؤول في المغرب عن ترويج هذا الإجراء غير الملائم، الذي قد يكون واحدا من أهم الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تفشي الفيروس بالشكل الحالي.

المثير أنه ظهر بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بداية الجائحة أن البلدان الآسيوية التي تفرض ارتداء الكمامات على مواطنيها هي التي استطاعت محاصرة الجائحة، وعلى رأسها الصين وكوريا الجنوبية. فمن سيدفع ثمن هذا الخطأ الاستراتيجي الكبير عندنا، خاصة أن مسؤولي وزارة الصحة، وحتى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ظلوا دائما يرددون نفس الأسطوانة حول عدم جدوى الكمامة في الحد من انتشار الفيروس، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء انتظار نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال.

وكانت دراسة فجرت نتائج صادمة، فكورونا يستطيع أن يبقى عالقا في الهواء (الطلق) ثلاث ساعات، ويكون قادرا على التسبب بالعدوى، ولعل أبسط تمثيل لما تعنيه الدراسة هو أن الفيروس يبقى حيا ومعلقا في قطيرات الرذاذ في الجو ثلاث ساعات، فالرذاذ يعمل هنا كقاذفة تحمل قنابل مجنحة، هي فيروسات كورونا، وهذه القاذفة تتجول بانتظار أن تصادف هدفا تصب عليه حممها، أي فيروسات كورونا.

وأجرى الدراسة علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة، وجامعتي كاليفورنيا في لوس أنجلوس وبرينستون، ونشرت في دورية “نيو إنجلاند جورنال أوف مديسن” على الإنترنت يوم الثلاثاء المنصرم.

ووجد الباحثون أن الفيروس يستطيع أن يبقى حيا ومعديا في الرذاذ المتطاير في الهواء لعدة ساعات وعلى الأسطح لعدة أيام.

وحاول العلماء محاكاة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى الأسطح التي تستخدم يوميا داخل المنزل أو المستشفى من خلال السعال أو لمس الأشياء، واستخدم العلماء جهازا لتوزيع الرذاذ في الهواء بالصورة ذاتها الناتجة عن السعال أو العطس (بخاخات)، وبعد ذلك درس العلماء المدة التي ظل فيها الفيروس مُعديا على الأسطح.

وكشفت الدراسة عن أن الفيروس المحمول عبر الرذاذ المتطاير الناتج عن السعال أو العطس، يظل قادرا على البقاء أو إصابة الأشخاص عبر الهواء لمدة ثلاث ساعات على الأقل.

أما على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، فقد ظل الفيروس باقيا لما يزيد على ثلاثة أيام، لكنه لم يقوَ على البقاء لما يزيد على يوم واحد عندما استقر على ورق مقوى، وعلى النحاس ظل الفيروس باقيا أربع ساعات قبل انتهاء تأثيره.

ووجد معدو الدراسة الممولة من الحكومة الأميركية أن الفيروس المسبب لوباء كوفيد 19 يتمتع بقابلية البقاء في الهواء الطلق مقارنة بفيروس سارس “المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة”.

وقد يعني هذا الأمر أن مدى انتشار وباء كوفيد 19 –وهو أكبر بكثير من سارس الذي تفشى في 2002-2003- مرتبط بكونه ينتقل بسهولة أكبر من حامل المرض الذي لا تظهر عليه أعراض إلى شخص آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى