RABATTODAYالرئيسيةسياسة

هل تنجح الأحزاب في مصالحة الشباب مع السياسة ؟

20fevrier-casablanca
الرباط اليوم: الايام24
في استطلاع رأي سريع عبر صفحة “الأيام24” على موقع فيسبوك، عن مشاركة رواد الصفحة والذين غالبيتهم شباب، في الانتخابات عموما عبر أزيد من 70 في المائة أنهم لايصوتون والانتخابات لا تعنيهم في شيء.

وهذا الأمر مخيب لآمال جميع الأحزاب السياسية المفروض فيها تأطير المواطنين وفئة الشباب خصوصا وتشجيعهم على العمل السياسي ،هذه الأحزاب التي ستجد نفسها في السابع من أكتوبر أمام اختبار حقيقي، عليها أن تطرح السؤال وتعيده أكثر من مرة، لماذا يعزف الشباب عن السياسة ؟

الناشط الشبابي والفاعل الجمعوي نبيل لحبيب يرجع هذا العزوف إلى أسباب كثيرة منها “ما هو متعلق بعدم ملامسة المواطن لتحسن في مستواه المعيشي،وعدم قدرة بعض الأحزاب على استقطاب المواطن وتأطيره”.

كما يعتبر نبيل أن “ضعف الخطاب السياسي لدى بعض الأحزاب وتقصيرها في تأطيرهم يبقى أحد أهم الأسباب، مشيرا في هذا السياق أن الأمر لا يشمل جميع الأحزاب المغربية وان هناك أحزاب موجودة في الساحة ولها تأثير”، على حد قوله…

من جهته يرى محمد بودن المحلل السياسي والباحث في قضايا الشباب “أن ثمة متطلبات يضعها الشباب للمشاركة السياسية في الانتخابات القادمة من بينها، إعادة الاعتبار للعمل الحزبي، واضطلاع الحزب في المغرب بتأطير حقيقي للشباب والشابات، وتوفير تكوين سياسي للشباب،مع تعزيز انخراط الشباب في الحياة العامة، وتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام، والتعبير عن إرادة الناخبين.”

وفي حالة عدم الالتزام بهذه الأدوار الوطنية يرى الباحث المغربي أن “الحزب من وجهة نظر العديد من الشباب سيكون، مجرد اجتماع أفراد حول برنامج تكتيكي أو بهدف الوصول إلى السلطة، وليس السعي إلى وظائف أخرى تتحقق عمليا.

كما أنه يرى أن ” الكثير من الشباب يتمنى أن يتضمن سياق التنافس والتدافع بين الأحزاب حكمة حزبية قائمة على مرتكزات من قبيل التداول على المسؤوليات وتدبير الاختلافات، وإنتاج خطاب سياسي ناجع، وتحويل البنيات الحزبية الموازية إلى قوة اقتراحية مؤثرة في صناعة القرار الحزبي، و تحجيم المزايدة، وعدم تغليب العقائدية والبراغماتية المرضية في القضايا الجامعة، .

ويؤكد بودن في حديث لـ”الأيام 24″ أنه ” يمكن القول أن بعض الأحزاب السياسية، ترتكب “جنايات سياسية” بالمفهوم الأخلاقي، في حق الشباب، لما تتغاضى عن طموح الشاب المناضل في الترشح، وتأتي بماكينات انتخابية تسطو على مكتسبات مسار نضالي لأجيال طموحة، وهذا ينسجم – وفق بودن – مع التوجيهات الملكية الواردة في العديد من الخطب التي ثمنت ايجابيات ولفتت الانتباه لسلبيات الحقل الحزبي المغربي

ولكن يضيف المحلل السياسي أن “المعطيات الواردة لحد الآن والمرتبطة بمنح التزكيات، وعدوى الديمقراطية التي يسميها ” أنفلونزا السياسة ” المتمثلة في الترحال، تعطي انطباعا سيئا، يجهز على بعض أحلام الشباب، ويستجيب لضرورات تدافع المصالح واختبار القوة.”

ويرى بودن أن هناك “نوع من الارتباك في تحديد مفهوم الشباب السياسي في المغرب، ومدى مساهمة الشباب في إنتاج ما يسمى بالريع الانتخابي، وهذا المعطى برز في تكوين اللوائح الوطنية للشباب في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ما يلاحظ هو أن الشباب يطرح قضايا هامة جدا في الإعلام، والوسائط التكنولوجية الجديدة ، ويهتم بالسياسة ، لكنه يتفرج على جيل سابق، يقوم بالنيابة عنه، في مهمة حضارية وسياسية جسيمة.وهنا يبرز دور الدولة التوزيعي. ويمكن اعتبار المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي الذي جاء به دستور 2011 آلية مستقبلية، لصناعة بروفايلات نخب شابة خارج الأحزاب.

واعتبر المتحدث ذاته أن ” أهمية الانتخابات و الأحزاب السياسية في المغرب، كظاهرة راسخة في النظام السياسي، لا يحتاج للمزيد من الإثبات أو التبرير، داعيا في هذا السياق إلى “تقديم تشخيص نقدي للعمل الحزبي، فالعمل الحزبي في المغرب جاء غزيرا ( بصرف النظر عن سلبياته أو ايجابياته) تطرح معاينته الكثير من الأسئلة والإشكالات. لكنه معتل في الكثير من تفاصيله، وهذا راجع لأسباب عدة،أسهمت في تراجع العمل السياسي الذي تقوم به الأحزاب السياسية، لفائدة العمل المدني، وشبكات التواصل الاجتماعي، وانحسار القاعدة الجماهيرية للكثير من الأحزاب السياسية.

وهذه الأسباب يرى بودن أنها ساهمت في “اتساع رقعة العزوف، ومن بين الأسباب المشوشة،على الصورة العامة للانتخابات والأحزاب، وعلى أي عمل حزبي ناضج، نجد اهتزاز منسوب الديمقراطية داخل بعض الأحزاب، وعسر دوران النخبة وتشبيب الهياكل، وتكريس الصورة النمطية والكاريكاتورية التي تم تكوينها حول بعض الفاعلين الحزبيين، يضاف إلى هذا وذاك “ضعف حصيلة وأداء بعض الأحزاب، وعدم اضطلاعها بالاختصاصات المسندة اليها، وهيمنة آليات الوجاهة، و الماكينات الانتخابية على المشهد الانتخابي ،علاوة على ظهور أخطاء بعض الفاعلين الحزبيين، وملفات ثبت تورطهم فيها.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى