سياسة

هل تغلغل إسرائيل بالاقتصاد الوطني للمملكة؟

الرباط اليوم: الايام24

منذ إعلان استئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل تحت الرعاية الأمريكية، عام 2020، تجري التحركات لتحقيق التقارب السياسي والاقتصادي بين الجانبين، بما تتضمن من فرص التعاون في مجالات عدة، منها الماء والزراعة والتكنولوجيا والطاقات المتجددة.

هذه القطاعات التي يتسابق حولها الجميع في ظل التغيرات المناخية وتقلبات السوق الدولي وارتباطه بالتوترات في مناطق مصدر الطاقة البترولية في العالم، ما يعني سعي نحو تعاون وتحقيق التكامل. بيد أنه أثار نقاشا حول التغلغل المتنامي للرأسمال الاسرائيلي في الاقتصاد الوطني.

اخر تجلياته وقعت شركة “Marom Energy” الإسرائيلية الرائدة في مجال الطاقات المتجددة، إتفاقية تاريخية مع نظيرتها المغربية “Gaia Energy”. وستستحوذ الشركة الإسرائيلية، بموجب هذه الصفقة على 30% من أسهم الشركة المغربية, بإستثمار مليار و200 مليون دولار في مجال الطاقات النظيفة. وتعتبر هذه سابقة في مجال التعاون بين البلدين عقب تطبيع العلاقات بين الرباط و تل أبيب.

ونشر القائم بالأعمال الاسرائلية، دافيد غوفرين، على صفحته الرسمية عبر موقع “تويتر”، “تتواصل مبادرات التنمية بين المغرب و إسرائيل، حيث تم التوقيع على صفقة ضخمة، يتم من خلالها اقتناء 30% من أسهم الشركة المغربية Gaia Energy من طرف الشركة الإسرائيلية Marom Energy, وهي سابقة في المجال. ستمكن هذه الصفقة الشركة المغربية باستثمار 1.2 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة”.

علاقات بوجهين

يقول سعيد بالراضي أستاذ الاقتصاد في حديثه ل”الأيام 24″ ” إنه لايمكن الحديث عن منطق التغلغل بمفهومه السياسي الراغب في تطويع الالية الاقتصادية لخدمة الأجندة السياسية”، على اعتبار أنها كلمة ليست في محلها في قاموس العلاقات الاقتصادية بين الدول، إذ هناك تعاون وتكامل بمعنى اتفاقيات تحفظ ما يسمى ب “رابح رابح”، فكلا الجانبين مستفيدان.

هناك دينامية جديدة انطلقت بين المغرب واسرائيل وهي دينامية تهم الجانب الجانب الاقتصادي ما يحقق نوع من التكامل على اعتبار أن المغرب بلد منتج فلاحي ويوفر منتجات للسوق الاسرائيلية، فاقت منتجات السلع والسيارات والمواد الكيماوية والمنتجات الالكترونية. يضيف المتحدث.

وعندما نتحدث عن التكامل الاقتصادي، يؤكد أستاذ الاقتصاد “فنحن نعني احتياج المغرب إلى الاستفادة من الخبرة وتكنولوجية المعلومات الصناعية والفلاحية خاصة، إلى جانب تقنيات ترتبط بالطاقات المتجددة والصناعات البحرية. ويضيف أن مستوى التبادلات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا اليوم، والذي يبلغ 130 مليون دولار في العام، ليس كافياً. يجب أن نصل بسرعة إلى 500 مليون دولار سنوياً””.

الصادرات الإسرائيلية نحو المغرب زادت بنسبة 165 في المائة خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2021، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020. فيما صدرت بضائع بقيمة تزيد عن 26 مليون دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2021. وخلال شهر شتنبر من عام 2021، عرف تصدير بضائع بقيمة 10 ملايين دولار، مسجلة زيادة بقيمة 16 مليون دولار خلال نفس العام.

ولفت المتحدث أن هناك جانب مهم أيضا في العلاقات بين الجانبينن مايتعلق بقطاع السياحة في شقها الديني، أي أنها تحقق رقم معاملات مهم، إذ يصل عدد السياح الاسرائيلين الوافدين إلى المغرب سنويا حوالي مليون سائح. فالمغرب ومدنه سواء الصويرة أو تارودانت أو وزان..تعتبر مسقط رأس كثير منهم، مايوفر أكثر من 36 معبدا وعدد من الأضرحة والمزارات اليهودية. وهنا يجب تكثيف الجهود من أجل خلق نوع من الصناعة السياحية المتطورة تجلب أكثر عدد من السياح وتضع المغرب على مستوى الريادة متوسطيا وافريقيا.

زيارات بأهداف

الزيارات الرسمية بين الجانبين اثمرت اتفاقات للتعاون التجاري والاقتصادي، اخرها زيارة وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي إلى المملكة إذ تبتغي توفير إمكانيات كبيرة للاستثمار مثل الصناعات الرقمية من الجيل الرابع، الصناعات الغذائية، صناعة السيارات والطيران والنسيج وتكنولوجيا الماء والطاقات المتجددة، والمواد الطبية والصيدلية.

وإبان ذلك إسرائيل أكدت إدراك مؤهلات المغرب وموقعه بالقرب من أوروبا وإفريقيا، ما من شأنه أن يفيد “تقدم البلدين في ميدان التجارة العالمية”. ووعدت بالعمل سريعاً على “رفع كل الحواجز وإعطاء التسهيلات كافة لتمكين رجال الأعمال الإسرائيليين لبدء العمل” في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى