وطنية

هل تحاول البوليساريو جر المغرب إلى مواجهة مسلحة ؟

الرباط اليوم: متابعة

لا يزال لليوم الثاني تواليا عدد من الانفصاليين التابعين لجبهة البوليساريو ينشرون الفوضى في الطريق المؤدية إلى المعبر الحدودي “الكركرات” الذي يربط أرض المغرب بموريتانيا، في عمل استفزازي يطالبون من خلاله بإغلاق معبر يعتبر من المناطق الحيوية المرتبطة بأمن المملكة وباقتصادها.

وقام هؤلاء في محاولة تصعيدية بنصب خيم في المنطقة للإعلان عن بقائهم هناك لمدة أطول والعمل على قطع الطريق الحدودية، ويرفعون أعلام الجبهة الانفصالية ويرددون شعارات لم تسلم منها حتى بعثة من المينورسو التي تمارس مهامها في مراقبة الوضع هناك.

وقامت المينورسو أمس الأربعاء بدعم فرقتها المتواجدة بالمنطقة بإرسال عناصر أخرى، كما طالبت الأمم المتحدة على لسان متحدثها ستيفان دوجاريك، بعدن إعاقة حركة المرور أو الإقدام على أعمال لتغيير الوضع في المنطقة العازلة.

وأوضح دوجاريك، أن القوات الأممية سجلت تواجد 50 شخصا بين رجال ونساء وأطفال في القطاع العازل في الكركرات، كانوا يعترضون الشاحنات ويقطعون الطريق المؤدية إلى المعبر.

ويذكر أن محاولات البوليساريو دفع أنصارها لقطع طريق الكركرات تتكرر منذ أسبوعين تقريبا وبشكل متقطع خاصة كما تخللتها خطوة استفزازية يوم الاثنين الماضي في منطقة امهيريز عند الجدار الأمني كان وراءها انفصاليون توجهوا صوب جنوب القوات الملكية المسلحة.

هذه التحركات تتزامن مع جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة المقرر اعقادها نهاية الشهر الجاري، كما أنها تأتي بعد حصار دبلوماسي أصبحت تفرضه المملكة على الجبهة الانفصالية التي تتخذ من تندوف الجزائرية مقرا لها، فقد نجحت في الحصول على تأييد دول كانت في وقت سابق داعمة للطرح الانفصالي ونجحت في إقناع دول أخرى لتجميد موقفها المؤيد للجبهة.

الاستفزازات التي تقوم بها البوليساريو وخاصة عند المعبر الوحيد الذي يربط بريا بين المغرب وباقي إفريقيا، أصبحت تفرض التفكير جديا في مراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار التي أفرزت منطقة عازلة يستغل ثغراتها الانفصاليين في تهديد الأمن القومي للمملكة.

وتبلغ مساحة المنطقة العازلة في الصحراء التي تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار حوالي 53 ألف و200 كلم مربع، تشكل 20 في المائة من المساحة الإجمالية للصحراء المغربية البالغة مساحتها 266 ألف كلم مربع.


ومنذ وقف إطلاق النار في شتنبر 1991، انسحبت القوات المسلحة الملكية خلف الجدار الأمني لتمكين الأمم المتحدة من إقامة منظومتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، فتم جعل المساحة الممتدة شرق الجدار الرملي إلى الحدود الدولية تحت المسؤولية الحصرية لقوات الأمم المتحدة “المينورسو”، التي تم تأسيسها بقرار أممي رقم 690، بتاريخ 24 أبريل 1991، ويوجد مكتبها المركزي في مدينة العيون، وتتولى مهمة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، ولديها 9 مراكز للمراقبة في المنطقة العازلة وغرب الجدار الرملي.

وتبقى المنطقة العازلة خاضعة للسيادة المغربية بخلاف ما تدعيه البوليساريو من أنها أراضي محررة، لأن الجدار الذي شيد على مسافة تبلغ 2500 كلم لم يكن حدودا للمغرب.

ومنذ توقيعه سنة 1991 تواصل جبهة البوليساريو خرق الاتفاق العسكري الملحق رقم 1، وتعمد الجبهة إلى القيام بتحركات ومناورات عسكرية يصعب معرفة خلفياتها وأهدافها إن كانت بدافع استفزاز القوات الملكية الملكية لجرّها إلى مواجهة عسكرية ومحاولة الركوب عليها بتقمص دور الضحية أمام المجتمع الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى