RABATTODAYالرئيسيةوطنية

هل الملك راض عن المقاطعين ؟

MAY_4467
الرباط اليوم

الكارح أبو سالم – هبة بريس

عنوان المقال ، هو صورة لسؤال يطفو إلى السطح كلما طفح الكيل بالشعب في منحى من المناحي التي حلحلت المشهد الإجتماعي أو السياسي ، ” واش زعما مافراسش الملك هادشي ؟ واش مغايدخلش؟ واش مغياخدش قرار فهاد الناس ؟
للرد على هذا السؤال ، نطرح إحتمالات نرى أنها نوعا ما قريبة من الموضوعية .
الملك جد قريب مما يقع ، هو القائل ” يفرحني مايفرحكم ويحزنني ما يحزنكم ” بل أنه مع مرامي الشعب لإعتمادنا على محطات متشابهة ، إن لم نقل أقوى بكثير من المقاطعة ، كحراك الريف ومجريات الأحداث في الحسيمة ، والقرار الذي إتخذه بعد إطلاعه على قرار المجلس الأعلى للحسابات ولجنة مختلطة للتفتيش ، فأعفى جملة من الوزراء ، وعبر عن عدم رضاه عن آخرين ، وأوامره المتمثلة في عدم عودة وجوه إلى مناصب المسؤولية، ومتابعة مجموعة ممن أخلوا بالنظام فيما يتعلق بالإحتجاجات بعد أن زاغت في بعض جوانبها عن المطالب المشروعة .
الأمر هاته المرة يتعلق بحملة أو حراك من نوع آخر ، جديد عن الثقافة المغربية ، حملة مقاطعة مواد غذائية ” سنترال وماء سيدي علي ، وكذا بعض المحروقات التابعة لشركة أفريقيا ،بعد أن رأى المقاطعون أن أثمنثها جد غالية ، وأن دور الحكومة ومستوى الحكامة بشأنها غائب ،فإنطلقت الحملة وسط أسئلة جدية عمن ياترى يحركها ، وهل هي بريئة فعلا ناتجة عن حراك شعبي، أم نتاج صراع سياسي لامباشر بين أخنوش وبعض الأجهزة ، أو الأجهزة والبيجيدي ؟ والشعب فقط استعمل للترهيب والتخويف ؟
لعل أجوبة بعض المسؤولين الحكوميين ” وزير الفلاحة عندما شرب كأس الحليب كخطاب مباشر للمقاطعين ، وتصريحه أنه لايبالي حتى وإن تم تسخير كتائب العالم فإنه لن يغير موقفهـ في إشارة إلى كتائب العدالة والتنمية ” ، وتصريح آخر بالقول ” يمشيو يلعبو فجهة أخرى ” زاد من تأجيج الوضع وإشعال حماس المقاطعين ، كما أن ماقامت به مريم بنصالح في لحظاتها الأخيرة من زعامتها للباطرونا في إجتماع حكومي ياحسرة ، بعد أن وضعت قنينة من ماء سيدي علي أمامها تحديا لتجنب الكاميرات تصوير شارات الشركات لتفادي الدعاية المجانية ، وتبعا لكناش التحملات وتتبع الهاكا ، حيث ضربت بسلوكها هذا جميع القوانين المنظمة للقطاع الإعلامي ، واستفزت المقاطعين الذين لم يتوانوا في الرد العاجل عبر صفحات التواصل الإجتماعي .
أما الجسر الذي إمتطاه المقاطعون عند إندلاع القطيعة ، هو ذاك الرد المردود الذي تفوه به وزير الإقتصاد والمالية محمد بوسعيد عندما وصف المقاطعين ب ” المداويخ “، فبدأت تتناسل الردود القاسية متسائلين كيف لملك البلاد أن يخاطب المغاربة بشعبي العزيز ، في حين أحد الوزراء الذين نصبهم في منصب مسؤولية هامة يصفهم بالمداويخ ؟ وطالبوا بإعتذار منه ، لكن تلك الشجاعة لازالت مفقودة لحد الساعة في مسؤولينا ، فبدأ التفكير في رفع الطلب الى الملك . فضلا عن تخوين المقاطعين بعد أن إعتبر زعيم سنطرال أن كل من مقاطع فهو خائن للوطن ولم يستطع أن ينعتهم بالإنفصاليين ، الأمر الذي لم يعد ينطوي على غالبية المغاربة . والزلة الكبرى هي جواب الناطق الرسمي باسم الحكومة ” الخلفي ” عن جواب سؤال لهبة بريس ، أن الحكومة لم تناقش أمر المقاطعة ،أي أنها ” مامسوقاش ”
تجدر الإشارة إلى أن بعض صفحات التواصل الإجتماعي المنسوبة إلى الملك، بدأت بصورة للمدعو سفيان البحري وورائه صورة لعاهل البلاد وأمامهما قنينة ماء عين سلطان ، في إشارة منه لتأييد مقاطعة مياه بنصالح التي هي ملك للشعب أصلا ، وقد بدأ البعض الآخر يغوص في أمر هذا الترخيص الغريب لتسويق مياه في جوف الأرض واستغلاله وتسويقه من طرف جهة معينة دون أخرى .
إذن هل الملك على علم بما يجري ويدور ؟ نعم على علم ، والأمر فوق طاولته ، والتداول بشأنه قائم ،والمعنيون بالمقاطعة ترتعش فرائسهم من القرارات القادمة، سيما من يسيئ إلى أفراد الشعب ، فلاينفع مايشاع أن الملك تناول وجبة عشاء مع فلان ، ولا أن الأمر يدخل في إطار إختصاص الحكومة أو مجلس المنافسة الذي تعسرت ولادته ، فالملك مع الشعب ، وهو مرتاح لمن سيتجند ورائه لمحاربة الفساد ، والصحوة جد موضوعية ، والمقاطعون ليسوا بخونة أو مداويخ ، فالخائن الحقيقي هو من يستنزف خيرات المغاربة ويهربها إلى سويسرا ، ويضرب عرض الحائط الرغبة الملكية في خدمة المواطينين ، والمداويخ هم أولئك الذين يظنون أن تبوئهم لمسؤولية عالية ستحجبهم عن المتابعة ،،، هاته المرة المحاسبة الشعبية ،،، في إنتظار قدوم فترة الإنتخابات التي تلوح في الأفق ،،، لانها ستكون سابقة لأوانها إن ظل الحال على ماهو عليه من عجز الحكومة الدائم في وضع حد للعديد من الحركات الإحتجاجية الإجتماعية التي بدأت تتفاقم يوما عن يوم
ما رأيك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى