RABATTODAYالرئيسيةوطنية

هكذا رسم بلفقيه لمحمد السادس مشروع حكمه

Mohammed-VI-le-visage-moderne-de-la-tradition
الرباط اليوم: تيل كيل

قبل عدة سنوات، كلف الملك محمد السادس، مستشاره الأبرز، الراحل عبد العزيز مزيان بلفقيه، بإعداد مشروع يقوم عليه نظام حكمه. عمل ضخم  مليء بالتوصيات لتحقيق التنمية البشرية في المغرب. إليكم قصة هذا العمل؟

 

 27 يوليوز 2007، كان يوما سعيدا بالنسبة للملك محمد السادس. ففي هذا اليوم، تم افتتاح ميناء طنجة المتوسطي، الذي استقبل بهذه المناسبة، “إيفلين مايرسك”، أحد أكبر السفن حاملة الحاويات في العالم. وهي عملية تسويق ناجحة للمصنع الدانماركي وللمغرب الذي يستقبله.

 استشعر الملك أن هذا المشروع سيكون أحد أهم النجاحات خلال فترة حكمه. ويعود الفضل للمستشار الملكي، الأكثر تأثيرا في ذلك الوقت، عبد العزيز مزيان بلفقيه، في تحويل الرؤية الملكية حول هذا الميناء إلى أمر واقع، لكن المستشار همس بقلق في أذن الملك وهو يرافقه إلى سيارته “جلالتك، لم نفعل شيئا بعد. علينا الانطلاق في تحضير الميناء الثاني”.

ثلاث سنوات قبل أن يهزمه المرض، كان مزيان بلفقيه رجلا لا يركن إلى  انجازاته. ويتذكر أحد مقربيه: “في اليوم الموالي مباشرة، جمع فريقه وأعلن عن أشغال توسيع ميناء طنجة المتوسط 2”.

أحمد أخشيشن، الصديق الوفي للمستشار الملكي، يقول عنه: “إضافة إلى ذلك، كان يقوم بكل شيء بأناقة، من خلال هندسة المشاريع. فليس هناك مشروع مهم، إلا ونجد فيه بصمته”.

كان مزيان بلفقيه، أحد أهم مهندسي المغرب المعاصر. إرثه الصلب (المتمثل في السدود، الطرق السيارة، والموانئ) معروف ويلقى الإشادة دائما. لكن المشروع الذي لم ينل حقه بالكامل من التنويه ، هو “مشروع الحكم” الذي رسمه لمحمد السادس، وسمي ب”تقرير الخمسينية”. هذا العمل الضخم، اشتغلت عليه مائة من الكفاءات، لكنه لم يتم اعتباره، حتى من طرف مزيان بلفقيه نفسه، مشروعا لمرحلة حكم محمد السادس.

هذا العمل هو إرثه وإنجاز حياته، إلا أنه لم يكن يحب المبالغة والامتداح بهذا الشكل. فحسب رضا حامدون، العضو السابق في ديوانه، والحريص على ذاكرته، “فقد كان بلفقيه يتفادى تعابير الثناء في مثل هذه المواقف، ليس انجاز حياته، لا، بل تتويج لمسارواحد من كبار موظفي الدولة، الذي كان مكلفا من قبل أعلى سلطة في البلاد، من أجل تنسيق عمل للمصالحة الاقتصادية، والاجتماعية والمجتمعية”.

عشر سنوات بعد تقديم تقرير الخمسينية في القصر الملكي بالرباط، لم تُحك قصة هذا العمل قط. رغم أن الصعوبات التي يعيشها المغرب في 2017، كانت قد كتبت بوضوح في ذلك التقرير. ناهيك عن أن الغوص في صفحاته، والكشف عن أسرار هذا الاختبار الفريد من نوعه في المغرب (أي الحكم)،هو أيضا مقياس للتحديات التي رفعتها البلاد منذ ذلك الوقت، وفشلت فيها.

بأمر ملكي !

 كان هناك سياق لإطلاق ورش إعداد مشروع تقرير الخمسينية. يتذكر المحلل السياسي محمد الطوزي وعضو اللجنة العلمية في التقرير، أن “الملك استلم الحكم قبل فترة وجيزة، وتمت خلافة الحسن الثاني بسلاسة، بفضل مشاركة مخلصة لعبد الرحمان اليوسفي. وعرفت السنتين الأوليين نقاشا غير مسبوق حول استمرارية النظام، وشخصية الملك”. كان محمد السادس، يقدم كملك لا يحب الحكم، وألصق به البعض تسمية “المستبد المستنير”، فيما اعتبر آخرون أن الحكم ساذج جدا.

ثم وقعت هجمات 16 ماي 2003 التي ارتج لها النظام، وأعادت تحديد العلاقة مع الإسلاميين، وشهدت اشتداد القبضة الأمنية. بعدها، استغل الملك بهجة عيد الاستقلال، للاعلان في خطاب 20 غشت 2003، عن طلب واضح: “وقفة لتقييم الخطوات التي اتخذتها بلادنا على مدى نصف قرن في التنمية البشرية، من خلال تقييم النجاحات، الصعوبات والطموحات، وكذا التعلم من الخيارات التي قمنا بها”. كان هذا الخطاب بمثابة حبل نجاة بالنسبة لمزيان بلفقيه، الذي كان “الوطن يسكنه”، حسب تعبير رضا حمدون. وخصوصا، أنه “كان دائم التفكير في عملنا.. وهل نحن على صواب؟ وأين نخطئ؟”، يوضح لنا عبد السلام أبودرار، الذي كان بدوره عضوا في اللجنة العلمية، ومقربا من مزيان بلفقيه.

كان مزيان بلفقيه يرى في الأمر فرصة لتقييم السياسات العمومية، يتذكر الطوزي، “كان مزيان بلفقيه هو الأكثر خبرة ومهارة في محيط الملك. وقد بادر بحس رجل دولة كبير، إلى وضع حصيلة للسياسة العمومية أثناء حكم الحسن الثاني. لم نكن أثناء اجتماعاتنا نسمي الأشاء بهذه التسميات، لكن هذه الروح كانت حاضرة”.

وفضلا عن حصيلة الخمسين سنة الماضية، كان المستشار الملكي يتشبث تحديدا بالشق الثاني لتقرير الخمسينية، أي الشق المخصص لتوقعات العشرين سنة المقبلة، وهو ما يعني أن تقرير الخمسينية تم الاشتغال عليه  برؤية مستقبلية. ولهذا يرى أحد خبراء التقرير، أحمد اخشيشن، “أن الأصل في تقرير الخمسينية، هو فكرة وجود مشروع للحكم. وهو مشروع، لا يتم طبعا وضعه بين ليلة وضحاها. فمن المحتمل أن يتم سن قوانين جديدة، وفتح آفاق جديدة. لكن لا يمكننا فعل ذلك، إن لم نكن نتوفر على قراءة هادئة للوضع السابق”. هذه القراءة الهادئة كان عليها الإجابة على 3 أسئلة أساسية: ماذا صنعنا لخلق الثروة؟ ما هي العقبات أمام تحديث المؤسسات وتوسيع فضاء دولة الحق والقانون؟ أين وصلنا في الفجوة الاجتماعية؟

لغة الحقيقة

أربعة أشهر بعد الخطاب الملكي، تناول مزيان بلفقيه ورشيد بلمختار، وجبة الإفطار في فندق كنزي فرح بمراكش. هذا الأخير الذي كان وقتها رئيس جامعة الأخوين، يتذكرأن بلفقيه قال له “علينا الآن بدء العمل”. اتجه الرجلان مباشرة إلى أقرب متجر، لاقتناء أقلام وأوراق، ثم بدآ في رسم خطة تنظيم للتقرير، مع لجنة إدارية وأخرى علمية. كان يلزمهما مكان ليكون مقر الكتابة العامة. وهو ما وفره الطيب الشكيلي، رئيس جامعة محمد الخامس، بمنحهم مقر الرئاسة السابق، الواقع بالقرب من مدرسة ENSIAS بالرباط. شرع مزيان بلفقيه ورشيد بلمختار في هندسة فريق العمل، ثم أحاط المستشار الملكي نفسه بثلاثة مدراء مشاريع، فيما رافق وزير التعليم السابق (بلمختار)، خريجان من جامعة الأخوين، مكلفان باللوجيستيك، وشارك في هذا التقرير، أكثر من 100 خبير من مختلف التخصصات.

محتوى علمي مقسم إلى عدة موضوعات، ولم يجد المستشار الملكي وقتها صعوبة في إقناع مساعديه. فقد كان معتادا على دعوة مختلف الشخصيات السياسية ومن المجتمع المدني إلى منزله، من أجل الاستماع  إليهم واستطلاع آرائهم. مزيان بلفقيه، كما يتذكره صديقه عبد السلام أبودرار، “يحظى بالثقة، ويعرف كيف يضع مسافة بين عمله كمستشار ملكي، وبين علاقاته الشخصية. فالأشخاص الذين دعاهم للعمل معه، كانوا يوقنون بأن هدفه نبيل”. ويضيف المتحدث، “بلفقيه لم يكن يبحث عن الولاء، بل بالعكس، كان يقدر الشخص الذي يحدثه بلغة الحقيقة.. فما كان يهمّه، هو الجودة والحقيقة”.

نفس الانطباع بالتحديد هو ما تحتفظ به رحمة بورقية، الرئيسة السابقة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إذ تقول: “كنت بعيدة عن دوائر القرار عندما اتصل بي السيد مزيان بلفقيه. لم أكن أعرفه شخصيا، لكني أحسست أن المشروع وطني وكبير، ويجب المشاركة فيه. لقد أعطينا أفضل ما لدينا من معرفة ومعلومات”.

الاحساس بالواجب الوطني كان مستشعرا لدى أغلب المساهمين. فرغم العمل الشاق الذي تطلب سنتين من الجهد، لم يتقاض أي مساهم أجرا مقابل عمله. لكن حب الوطن قد لا يفسر كل شيء، إذ ماذا لو كان القصر، من خلال مستشاره القوي، قام بمؤامرة للتحكم في المشروع؟ يؤكد الطوزي أنه “لم يتم أبدا التحكم في المحتوى من الأعلى، ولا حتى في الطريقة”. وتعزز بورقية الأمر: “ما أراحني هو عدم وجود تعليمات ولا رقابة”. الاتجاه ذاته يؤكد عليه أبودرار قائلا: “كانت لدينا الحرية الكاملة في قول وتقديم ما نريده”.

بإزاء هذا، أكد عدد من المساهمين في التقرير، أن الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، الذي شارك في تقرير الخمسينية، تشبث برأيه أمام المستشار الملكي، خلال اجتماع عام عقد بإفران، حيث قال: “الملكية عائق أمام التنمية”. لم يعلق مزيان بلفقيه حينها، والتزم الصمت. وظل وعده بـ”الاستقلالية” قائما.

شركة عملاقة

 الفحص الشامل للمغرب منذ خمسين سنة انجز في 4500 صفحة. إنه منجم من المعلومات والتوقعات لغاية سنة 2025. هذا العمل الضخم المنجز من طرف أكثر من 100 خبير مغربي، هو الأول من نوعه في المغرب.

ويوضح لنا أخشيشن: “اقترح مزيان بلفقيه مقاربة تقوم على محاولة إعادة البناء، وهو ما يجب أن تكون عليه القراءة المثالية”. بالنسبة للموظف السامي، كما كان يلقبه المشاركون في هذه المغامرة، فهذه القراءة المثالية، تطلبت عملا فكريا تفوم به عدد من الأدمغة، وتحرره عدد من الأيادي، لكي يتم في النهاية تركيب  “البوزل”.

وبخصوص المساهمات، يضيف بلمختار المشارك في إعداد التقرير، فإنها “كانت فردية وبشكل حر تحت مسؤولية أصحابها ، دون أي تدخل من اللجنة العلمية أو اللجنة الإدارية. ثم بعدها يتم تجميع التقارير من المساهمين بشكل فردي أو من فريق عمل، حسب الموضوع، ليتم في النهاية تحرير تقرير عام، وتقرير ملخص”.

ظهرت معادلات مصيرية بالنسبة للبلاد، من قبيل كيف أنتجنا عددا من الدساتير، وعددا من التجارب البرلمانية ، دون أن يتمكن المغرب من تجميع مقومات وضع سياسي طبيعي؟ كيف يهددنا شبح العطش رغم سياسة السدود؟

“هنا تكمن القيمة المضافة لهذا العمل. لقد وضع الأصبع على الشرايين العصبية التي يمكن انطلاقا منها طرح الأسئلة الكبرى”، يؤكد اخشيشن. هذا الأخير كان رفقة رشيد بالمختار ومحمد البردوزي، أعضاء فريق “الحكامة” يلتقون مزيان بلفقيه في مكتبه بلجنة التربية والتكوين، فيما كان المشاركون الآخرون يحجون إلى هذا المكتب لساعة أو ساعتين.

يحكي أحد المكلفين بمهمة لدى بالفقيه ” كانت هنالك عدة قراءات لملخص التقرير تتم كل ليلة على مدى شهر ونصف، يترأسها السيد مزيان بلفقيه، ويقوم المساهمون بالتصحيح، فيما يتولى مساعدوه إدراج التصحيحات “.

كانت الجلسات الليلية تنتهي في حدود الثالثة او الرابعة صباحا. يقول بلمختار ” كنا كنشارط كما يقولون، لأنه كان لدينا التزام مع جلالة الملك  لتسليمه التقرير، لقد كان التاريخ محددا سلفا “.

هل كان الملك على علم بما يعده فريق بلفقيه “نعم ، كان هناك تبادل للمعطيات بين الملك ومستشاره. لقد كان على علم بما يجري، فلا ينبغي أن ننسى أن هذا العمل كان يعني الكثير من الأشخاص” يفسر شخص مقرب من المستشار الملكي .

وصية سي مزيان

في يناير 2006، استقبل محمد السادس بقصره بالرباط، المشاركين في تقرير الخمسينية، والمسؤولين عن تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة. وثيقتان نابعتان من نفس الإرادة: تسوية أخطاء الماضي من أجل فهم أفضل للمستقبل. ومع ذلك، فإن المحتوى الشامل والمثير لتقرير الخمسينية، لم يكن يجامل.بلمختار،  يأخذ كمثال على ذلك تشخيص الماضي السياسي : “لم نقف مكتوفي الأيدي في هذا الشق. المعارضة بين الملكية من جهة والأحزاب السياسية من جهة أخرى، أضاعت على المغرب 40 عاما من التنمية. فعوض التركيز على التنمية، كانوا يتصارعون حول السلطة”. ” ولم يكن الوقوف عند الجوانب الايجابية قضية تجميل للواجهة على شاكلة البارافدا . لقد كنا موضوعيين”   يقول محرري ملخص تقرير الخمسينية.

هذا الأخير  كان مصقولا أكثر من التقرير العام.، وهو يكشف ، حسب بعض الأصوات المنتقدة، عملا قيما وجديا ” إته يعكس شخصية  المشاركين فيه، خاصة أنه يرتبط بشخصية مويان بلفقيه. فلم يكن هناك مكان للأحاديث الجانبية أو الانتقادات الشخصية، بل كان المحتوى وحده هو همه”. يذكر رضا حمدون، المكلف بمهمة لدى بلفقيه.

علينا إذن إدراك أن هذا التقرير، كان نوعا ما وصية المستشار؛ فحسب بعض معاونيه، فإن عبد العزيز مزيان بلفقيه “لم يترك مذكرات، ولم يكن ينوي كتابتها، رغم الطلبات العديدة.. لكن فعليا، التقرير كان هو بلفقيه. وكانت لمسته في عناوين التقرير كـ”المغرب الممكن”، وكذت أفضل فقراته”.

معدو تقرير مزيان بلفقيه، ينحتون على الرخام قناعاتهم الثلاث: “مصير البلاد في أيدينا، فوائد النقاش العمومي لا تعد ولا تحصى ، ووحدها الممارسة الديموقراطية، يمكنها وضع المغرب بطريقة لا رجعة فيها، على طريق النجاح”.

ماذا تبقى من آمالنا؟

ويعترف الطوزي أن العمل “كان فكريا بالأساس، لكن لا أحد، بمن فيهم مزيان بلفقيه، كان يتوقع أنه سيتم تبنيه”. ورغم أن العديد من الأفكار لم تكن محور نقاش وطني خلال تلك الفترة. إلا أنه، حسب رضا حمون، “تم إدماجها بشكل واع، بما فيها  تقييم السياسات العمومية، البرمجة، أخذ القرارات اعتمادا على المعارف… هذه المبادئ لم تكن هي أسس السياسة العمومية، لكنها معتمدة اليوم أكثر”.

على سبيل المثال، حركة “لكل الديمقراطيين”، التي كان يقودها مستثار الملك فؤاد عالي الهمة، كانت نتيجة سياسية لهذا التقرير. وهذا العمل أيضا هو من أهم شعارات حزب “الأصالة والمعاصرة”. إضافة لذلك، تتذكر رحمة بورقية، فإن “دستور 2011، هو أيضا نتاج لهذا المشروع. ففي التقرير، كانت هناك أفكار لتغيير نصوص الدستور، وفكرته كانت قائمة سلفا”. لكن غياب الإيمان بهذا المشروع من طرف الطبقة السياسية، كان الفشل المرير الذي استنكره كل المساهمين في إعداد التقرير.

من جهتها تتأسف بورقية لكون الثقافة السياسية التي من المفترض أن تسير إلى جنب مع التعليم ولم تتطور، “فالسياسة لا تستلهم من الفكر.. ومع الأسف، لم يساهم تقرير الخمسينية في تشييد جسر بين الفكر والفعل”.

الوضع إذن محزن، لا سيما في جانب “الآفاق”، التي يفترض أن تكون دعامة للسياسات العمومية. هذا الجانب، كما يوصي أبودرار، “عليه إلهام كل شخص في الشؤون العامة.. ولا أقول إته كان يجب أخذه كتحصيل حاصل، لكنه نقطة بداية من أجل رسم مكونات برنامج للإصلاح”.

تم استخلاص سيناريوهين من تقرير الخمسينية. الأول هو سيناريو الاستمرارية، والثاني هو طوعي واختياري. هذا الأخير، هو الذي كان كتاب التقرير يريدون رؤيته يتحقق، من أجل حل عقد المستقبل، وهي خمس عقد، ستستمر في إعاقة تقدم المغرب ، ما لم يتم حلها في أفق 2025، وهي

  • عقدة المعرفة: تجاوز النقائص في مجال التعليم والتكوين، ومحاربة الأمية، والإنتاج الثقاقي، ونشر المعرفى، والبحث العلمي والإبداع
  • عقدة الإدماج: النساء والشباب و العالم القروي…
  • -عقدة الاقتصاد: ضعف النمو وسوء توزيع ثماره وماينتج عنها من فوارق وعطالة
  • عقدة الصحة: التفاوت في الولوج للعلاج، والتوزيع الجغرافي غير العادل للخدمات الصحية، والخصاص في الحكامة بالقطاع الصحي.
  • عقدة الحكامة: ضعف الحكامة الجيدة في مجالات مشاركة الساكنة المعنية، و برمجة مشاريع التنمية، غياب النقاش قبل اتخاذ قرارات مصيرية، عدم نشر نتائج تقييم السياسات العمومية، وعدم تبني مفهوم المحاسبة.

أما حلم مزيان بلفقيه، فقد كان ملخصا في نهاية التقرير: “من أجل توافق حلم المغرب المرجو مع مساراته الممكنة”.

قبل وفاته، كان مزيان بلفقيه يكرر على مسامع أسرته ومقربيه نفس القناعة: من أجل تسجيل المغرب في ركب الحداثة، يجب الحفاظ على معدل نمو بين 5 و7 في المائة، لمدة 20 سنة، دون إغفال حل لمشكلة التعليم. أما الباقي، فهو ضياع للوقت، كما كان يقول.

وبكثير من التأثر، كان يناشد أحد مقربيه قائلا: “الشيء الوحيد الذي يجب العمل عليه هو خلق الثروة. فما هو معمول به اليوم، سيقودنا لاقتسام الفقر. وكلما كان لديكم مهمشون، كلما انخفضت حظوظ تثبيت الديموقراطية”.

في الواقع، المستقبل لم يناقض نبوءة بلفقيه !

 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى