الرباط اليوم

هكذا رحلت سيطايل عن دوزيم في عز أزمة الإفلاس

الرباط اليوم

أسدلت إدارة القناة الثانية الستار على مشوار مديرة الأخبار سميرة سيطايل بعد ثلاثين عاما قضتها في داخل استوديوهات عين السبع واكتسبت فيها نفوذا كبيرا لتلقب بالمرأة الحديدية في الإعلام السمعي البصري. وتغادر سيطايل القناة الثانية في مرحلة تتخبط فيها في أزمة مالية وإدارية كبيرة بعد تراكم ديونها وتردي مستوى منافستها وتراجع نسبة المشاهدة في برامجها. وعلى الرغم من أنها لم تكن محط إجماع بين كل أطر القناة الثانية إلا أن البلاغ الرسمي للقناة الذي أعلن نهاية خدمتها حاول إبراز مشوارها المهني كواحدة من أعمدة القناة ورموز نجاحها.

سيطايل، التي التحقت بالقناة سنة 1991 كصحافية ومقدمة ساهمت في إعداد مجموعة من أبرز برامج القناة التي تناولت قضايا اجتماعية مختلفة، كبرنامج “Les fleurs du Mal” بالإضافة إلى البرامج الحوارية التي استضافت خلالها شخصيات بارزة على الصعيد الدولي، كنيلسون مانديلا وبان كي مون وشيمون بيريز وخوسي ماريا أزنار وماكي سال وفرانسوا ميتران وابراهيم بوبكر كيتا. لكنها عُرفت في مرحلة تقلدها للمسؤولية بخرجات المواجهة والصدام مع بعض الفاعلين السياسيين كان من أبرزهم رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران. ولطالما اتهم حزب العدالة والتنمية المسؤولة الإخبارية بالوقوف وراء تقزيم دور الحزب وتبخيس مجهوداته سواء في مرحلة المعارضة أو في مرحلة المسؤولية الحكومية.

وفي إطار هذا الصراع لطالما واجهت سميرة سيطايل اتهامات من خصومها بوقوف جهات نافذة من ورائها من بينها فؤاد عالي الهمة. وعلى الرغم من كل الإطراء الذي تضمنه بلاغ القناة الثانية بخصوص رحيل سيطايل إلا أن محطات الصراع والتوتر بين أطر القناة كانت من بين الأحداث التي ميزت مرورها بها، خصوصا أن الكثير من هؤلاء الأطر الذين غادر بعضهم نحو آفاق إعلامية أخرى، كانوا يتهمونها بالتحكم وفرض توجهاتها والانتقائية في اختيار الوجوه الإعلامية التي يتم الدفع بها.

وقد ذكر بلاغ القناة الثانية أن سيطايل ساهمت من مختلف المواقع التي تقلدتها خلال الثلاثين سنة التي قضتها بالقناة الثانية في “تطوير سياسة تحريرية مهنية وشجاعة شكلت منصة للمغاربة من أجل التعبير عن تطلعاتهم وآراءهم، كما عالجت قضايا مجتمعية كانت تدخل في خانة الطابوهات، ومنحت فضاء للنقاش وتبادل الرأي والرأي الآخر”. ومنذ توليها مسؤولية مديرية الأخبار في ماي سنة 2001، يضيف البلاغ، اهتمت سيطايل بتكوين أجيال من الصحفيين وخلق وتنظيم الهيئات التحريرية للقناة وذلك إبان فترة انتقالية مهمة عرفتها القناة، تحولت خلالها من قناة متخصصة إلى قناة شاملة، و شغلت فيها الأخبار حيزا مهما.

لكن هذا الإطراء الرسمي لا يخفي أن العقدين اللذين قضتهما سيطايل على رأس مديرية الأخبار بالقناة الثانية لم تؤد إلى تطوير مهني حقيقي للطابع الإخباري للقناة التي ظلت تراهن على برامجها الترفيهية ولم تتح للجانب الإخباري حيزا كافيا على الرغم من الفراغ التلفزيوني الوطني في هذا المجال. واستمرت النشرات الإخبارية للقناة الثانية رسمية وخالية من أي قيمة مضافة وتفريغا لقصاصات وكالات الأنباء الرسمية ناهيك عن غياب الحرفية في عرضها وتقديمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى