سياسة

هذه هي الورقة التي لعبت بها الإمارات وأغضبت المغرب

الرباط اليوم

ما يزال خبر مغادرة السفير الإماراتي للمغرب بشكل مفاجئ قبل ايام يرخي بظلاله على المشهد السياسي والدبلوماسي بين البلدين اللذين تربطهما علاقات ثنائية ممتدة في الزمن.

لكن الخبر الذي تلقفته الصحف ووكالات الأنباء خلال الساعات الأخيرة،  لا يعدو كونه الجزء الظاهر فقط من جبل الجليد في الأزمة والذي يخفي أطرافا إقليمية أخرى ساهمت في تعميق الخلاف كموريتانيا التي يتسم موقفها الدبلوماسي تجاه المغرب بالغموض منذ سنوات، خاصة في قضية الصحراء وعلاقاتها بجبهة البوليساريو.

التقارير التي طفت مؤخرا على السطح تكشف تحركا إماراتيا  اقتصاديا ضخما جنوب الصحراء، تروم من خلاله ابوظبي التوسع في الغرب الأفريقي انطلاق من موريتانيا ، وهي منطقة استراتيجية  تشهد منذ سنوات تواجدا مغربيا طموحا حيث يعد المغرب أول مستثمر في الغرب الإفريقي ويتحرك اقتصاديا  بشكل حثيث موازاة مع التحركات الدبلوماسية التي توجت بعودته للاتحاد الإفريقي في 2017، فإلى أي حد ساهمت موريتانيا في تفاقم الأزمة بين الرباط وابو ظبي وهل كان لنواكشوط دور في إخراجها للعلن؟. 

المصادر كشفت عن استثمار إماراتي ضخم بميناء مدينة نواذيبو ثاني كبريات المدن الموريتانية، وهو استثمار قد يهدد ريادة المغرب اقليميا من خلال مينائي طنجة المتوسط وميناء الداخلة.

ويرى مراقبون أن تقوية القدرات اللوجستية والاستيعابية لميناء نواذيبو المعروف عالميا بثروته السمكية المتنوعة، والذي يجري التحضير لتشييذه بناء على اتفاقية بين شركة صينية وسلطات نواكشوط ، من شأنه  أن يهدد ميناء الداخلة  المغربي الذي انطلقت أشغال تشييده متم العام الماضي بكلفة بلغت 10 مليارات درهم.
 
ووفق المصادر ذاتها فإن الاستثمار الإماراتي في بلاد شنقيط  جعل هذه الأخيرة متماهية مع مواقف ابو ظبي  وحلفائها وهو ما ظهر جليا بعيد الأزمة الخليجية وقطع العلاقات مع قطر حيث سارعت نواكشوط إلى قطع علاقاتها هي الأخرى مع الدوحة في اليوم الثاني للأزمة، كما اقدمت على إغلاق مركز دعوي يديره  محمد ددو وهو شيخ معروف بانتمائه الفكري لتيار الإخوان المسلمين.

يشار إلى أن  تقارير موريتانية كانت ذكرت أن  موريتانيا والمملكة العربية السعودية كانتا قد بدأتا في لعام الماضي  تنسيقا امنيا وعسكريا رفيعا، خاصة فيما يتعلق  بدور موريتانيا في التحالف الاسلامي العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية  من أجل مكافحة الارهاب وفي التحالف العسكري بالحرب اليمنية  الذي يضم  حلفاء الرياض ابوظبي والقاهرة  وهو التحالف الذي غادره المغرب العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى