سياسة

هذه نظرة على طبيعة الخلافات بين الرباط ومدريد

الرباط اليوم: متابعة

أثار تأجيل عقد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب، وإسبانيا، الذي كان مقررا في 17 دجنبر الماضي، إلى أجل غير مسمى، الكثير من التساؤلات ، خاصة بعد التطورات الأخيرة في الصحراء ، والاعتراف الامريكي وما تلاه من ردود فعل الجيران في الشرق والشمال.

ورغم أن وزيرة الخارجية الإسبانية، عزت التأجيل الى الاوضاع الصحية غير انها لم تنكر وجود نقاط خلافية بين الرباط ومدريد، اللذين تربطهما ’’علاقات وثيقة للغاية’’. تضيف ارانشا غونزاليس لايا.

فما طبيعة الخلافات بين البلدين الجارين، وهل للأمر علاقة بترسيم الحدود وتطورات الوضع بالصحراء؟

خالد الشيات استاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الاول وجدة، يجيب بالقول إن الخلافات بين الدولتين لاجارتين ، تكون خلافات مرتبطة بالحدود.

وأكد الشيات في حديث للأيام24 أن القرب الجغرافي يؤدي الى خلافات وهذا أمر عالمي، سواء كانت هذه الحدود برية او بحرية.

وأضاف استاذ العلاقات الدولية أن الخلاف في التصور، فاسبانيا تريد الحفاظ على الجانب الاقتصادي، مع المغرب، وتضارب المصالح قليل بين البلدين تحاول اسبانيا الا تكون هناك هيمنة الجوانب السياسية وان يكون الاقتصاد قاطرة لاستمرار هذه العلاقات.

وعاد الشيات إلى العام 2002، وازمة جزيرة ليلى، عندما انقطعت العلاقات بين البلدين، غير أنها استقرت على مستويات اجتماعيىة واقتصادية.

ولم ينكر المتحدث وجود خلافات بينية مرتبطة، بقضية سبتة ومليلية، اللتين تريد اسبانيا ان يبقى الخلاف حولهما قانونيا صرفا، في دهاليز الامم المتحدة.

وفي هذا السياق يعتبر خالد الشيات أن ’’منطق القانون الدولي لا يتماشي مع الواقع الطبيعي، فالوضع يحرك طبيعة التنافر مع المصالح المغربية في قضية الصحراء، لأن اسبانيا ليس في صالحها حل قضية الصحراء .

ويشير الخبير في العلاقات الدولية الى أن الحدود البحرية رسمت ، واصبح المغرب ينافس اسبانيا ويعيق بعض مشاريعها في حزر الخالدات والامر يؤرقها دائما، لأنها تسعى الى مخاطب اضعف.فاسبانيا استراتيجيا تفضل المغرب الضعيف حتى لا يكون ندا لها .

ومن النقاط الخلافية بين البلدين يذكر الشيات، بنية الاستثمارات في المغرب، واقامة بعض المحطات العسكرية، والترسيم البحري للحدود، وقضية الصحراء والهجرة.

وقال في هذا الصدد إن ’’هذه الخلافات كانت تحل عن طريق الحوار وتريد ان اسبانيا أن يصب في مصالحها’’.

وعن اللقاء الرفيع الـ12 الذي تأجل اكثر من مرة ويرتقب ان يعقد في فبراير، يقول الشيات إن هذا اللقاء ’’اذا لم يطرح حلولا حقيقية ويعطي نتيجة لا فائدة منه، ويجب التعجيل، ونحن في حاجة الى اعادة ترتيب الاوراق’’.

ولفت ان الجارة الشمالية ’’تمر بازمة داخلية حكومية ، فيمينا حزب فوكس ويغرد حزب بوديموس يسارا، والوضع عموما غير سليم لاستعادة العلاقات او ان تكون بمخرجات عادية والامر لن يكون في صالح البلدين.

ورغم كل هذه الخلافات يؤكد المتحدث ذاته، أن علاقات المغرب بأسبانيا، اتسمت بالعقلانية والبراغماتية احيانا، عكس علاقته بالجزائر ، حيث المزاجية والاندفاع ولا توجد الية للتفسير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى