سياسة

هذه خلفيات غياب القادة العرب عن القمة العربية بالجزائر

الرباط اليوم: محمد السبتي

انطلقت اليوم الجمعة بالجزائر أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، تحضيرا لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المقرر انعقادها يومي فاتح وثاني نونبر المقبل.

 

وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلن مجموعة من زعماء الدول العربية عدم حضورهم أشغالها، وتكليفهم نوابهم أو وزراء الخارجية بالمشاركة، الأمر الذي قد يؤدي إلى أن تكون المشاركة في القمة العربية بالجزائر”باهتة”، سيما في ظل الأوضاع التي تعرفها مناطق من العالم العربي.

 

وفي وقت تأكد غياب ستة زعماء عرب، يُطرح التساؤل، هل يحضر الملك محمد السادس أشغال القمة؟، سؤال يطغى على ترتيبات ما قبل القمة، وما يمكن أن تحمله من انعطافة حقيقية في العلاقات المغربية الجزائرية، الواقعة إكراها وبرواسب السياسة والتاريخ تحت تأثير الأزمة الممتدة لعقود طويلة. في وقت لم يصدر عن المغرب الرسمي أي تعليق أو إفادة في الموضوع. مع العلم أن الملك يغيب عن القمم العربية منذ آخر دوة عُقدت في الجزائر سنة 2005، إضافة إلى المواقف البيّنة للمغرب الرسمي من القمم التي يقول إنها موعد مناسباتي لاستعراض خطاب سياسي فضفاض بدون نتائج أو مخرجات حقيقية تساهم في الدفع بعجلة الوضع العربي المتعثر.

 

في هذا الصدد، يعتبر محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن “عدم مشاركة عدد من ملوك وأمراء ورؤساء دول عربية هي صورة رد فعل سياسي على سياسة دولة الجزائر في مجموعة من الأخطاء الدبلوماسية ومواقف الدولة الجزائرية من بعض القضايا العربية والدولية كذلك المرتبطة بالشان العربي .

 

وأضاف أكضيض، أن “الوطن العربي تابع قادته خطابات الملك محمد السادس، في مناسبات رسمية ( عيد العرش ) نموذج عندما وصف الجزائر بالتوأم للمغرب ؛ والشقيقة الجزائر ؛ ودعاها إلى فتح الحدود بين الشعبين الشقيقين والتكامل والوحدة وغيرها من كلمات صاحب الجلالة من أجل السلام والإخاء بين الدولتين ودعاها كذلك إلى الحوار وان وجود أخطاء في العلاقة بين البلدين الشقيقين يرجع إلى مرحلة ليس من مسؤولية الفترة الراهنة .

 

واعتبر أكضيض، أن “ردة فعل دولة الجزائر ليست الاستجابة إلى ماهو أخوي بل اختارت مزيد من العداء والتصعيد من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب من جانب الجزائر وسحب السفير ومنع وإغلاق الأجواء الجزائرية ناهيك عن البرية منذ عقود كل هذا من جانب النظام العسكري الحاكم في الجزائر .

 

وأوضح المحلل السياسي، أن الملك محمد السادس أعطى في مناسبة رسمية أخرى ضمانة عدم الإساءة إلى الجزائر ولا أي سوء يلحقها من طرف المملكة المغربية إلا أننا وجدنا بالمقابل أن الجزائر صعدت من عدائها بتمويل الجبهة البوليساريو بملايين الدولارات وفرض الجبهة كمشارك في بعض المنتديات الأفريقية ( نموذج تونس ) وعقد صفقات أسلحة لصالح البوليساريو وغيرها، مشيرا أن “المغرب ظل بعيد عن هذه الاستفزاز.

 

ولفت أكضيض، أن “الجزائر اصطفت إلى جانب إثيوبيا ضد مصر؛ وأن هذا الاصطفاف إلى جانب اثيوبيا فيما يخص سد النهضة، إلى جانب وجود إنزال إيراني في الجزائر ومخابرات إيران من محاصرة القمة وإنزال ايراني في تندوف لتدريب البوليساريو على الدرون الإيراني لضرب مصالح المملكة المغربية.

 

ومن المقرر أن تبحث القمة فى عدد من مشاريع القرارات التى تعكس إرادة عربية من أجل العمل على تصفية الخلافات واستعادة الهدوء، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية .

 

ومن المنتظر أن تناقش القمة كذلك أزمات المنطقة العربية وقضايا أمن الغذاء والطاقة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى