وطنية

هذه أغرب هدية قدمها الملك الراحل الحسن الثاني

الرباط اليوم

لم تكن العلاقة التي تجمع بين الملك الراحل الحسن الثاني و الرئيس المصري جمال عبد الناصر على حبل الود، حيث أن الأول ملكي حتى النخاع بينما الثاني جمهوري، الأول إصلاحي ولى شراعه نحو الغرب الليبرالي وكذا قيمه الديمقراطية، حتى وإن مزجها بنوع من الاستبداد الملحي، أما الثاني فهو اشتراكي ثوري يمم وجهه صوب الشرق، الأول مدني والثاني عسكري.

كانت هذه العلاقة النوعية بارزة حتى والحسن الثاني لازال واليا للعهد، فحين زار الرئيس جمال عبد الناصر الملك محمد الخامس، رحمه الله، وهم على مائدة الطعام، لاحظ مولاي الحسن أن الرئيس المصري لا يتقن استعمال الشوكة والسكين، وهو القومي العربي الذي أصبح نموذج يحتذى به، فسخر منه قائلا “لا أظن أن أكل الديك الرومي بالشوكة والسكين أصعب من قلب حكم الملك فاروق”.

هذه المزحة كتمها جمال عبد الناصر، وصرفها مع نشوب حرب الرمال، حيث ناصر الرئيس المصري الجزائر، ليس معنويا فقط بل ماديا، حيث بعثت مصر بحوالي 2000 جندي لمؤازرة بن بلة ضد الحسن الثاني، الناجون منهم سيبقون بيد الجيش المغربي، وبينهم الطيار العقيد حسني مبارك


ومع الانتصار الذي حققته القوات المسلحة الملكية، كان لا بد للعقل السياسي أن يستثمر النتائج إلى أقصى حد، وهو ما لم يفهمه الجنرال بن عمر حين طلب منه الملك الانسحاب، واستغرب من كونه أول مرة يرى جيشا منتصرا في معركة ينسحب كالمنهزم.

استدعى الرئيس المصري جمال عبد الناصر الحسن الثاني، بعد زيارته للرئيس الأمريكي جون كينيدي سنة 1963، في مطار القاهرة الدولي، سلم الملك الراحل أكليل ورد إلى جمال عبد الناصر، وقال له، حسب ما يرويه عبد الهادي بوطالب، هدية نفيسة قائلا للبطل القومي “هديتي لك أكبر من أكليل، إنها هدية من لحم ودم”

وكان الرئيس المصري، قد استغرب قدوم طائرتين، فإذا به يفاجأ بأن الطائرة الثانية تقل على متنها ثلاثة عسكريين مصريين برتبة عقيد، ومن ضمنهم حسني مبارك الذي سيصبح رئيسا لمصر فيما بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى