وطنية

هذا موقف المغرب من شبح الحرب الخليجية

الرباط اليوم

تشهد منطقة الخليج العربي، أحداث متسارعة، قد تدفعها إلى ما لا يحمد عقباه، في خضم التهديدات العسكرية المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، التي تتهمها هذه الأخيرة وبلدان خليجية، بزعزعة الاستقرار وتهديد مصالحها الاستراتيجية.


تصريحات أمريكا وحلفائها في بلدان الخليج لإيران، بتوجيه ضربات عسكرية، خفت حدتها في الأيام الأخيرة، في مقابل رد إيران، بكونها تجنح للسلم ولا تسعى إلى حرب لا أحد يتكهن بنتائجها الوخيمة، على جميع الأطراف المعنية.


في المقابل ذلك برزت العديد من التساؤلات عن الدور التي يمكن أن يلعبه المغرب، في هذه الأزمة، سواء على المستوى السياسي أو العسكري في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران وبلدان المنطقة.


ويرى مراقبون، أن المغرب لن يرسل قواته إلى الخليج في حال نشوب مواجهة عسكرية، على اعتبار أن الدبلوماسية المغربية، ترتكز على الحرص بمد جسور السلام وإرساء التعاون بين دول وشعوب العالم لخلق مصالح مشتركة بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين، والحفاظ على حسن الجوار والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ، وقواعد القانون الدولي”.


وفي هذا الصدد، يقول محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ”الأيام24″، “إن اليوم في منطقة الخليج هناك الكثير من المحاولات بين الأطراف لإظهار صرامة المواقف، وفي حال أن تدخل المنطقة في صراع شديد سيكون للأسف بتداعيات خطيرة ووخيمة على جميع دول المنطقة، بدون أي استثناء وبالتالي قد يكون كذلك مضرا بالعديد من المصالح”.


وأوضح أن “المغرب من منطلقه هو يسعى دائما إلى أن تكون هناك حلولا دبلوماسية وسياسية في حل الخلافات أو النزاعات، يعني المغرب كذلك هو دائما مناصر للقضايا العادلة وهذه المواقف هي سليمة وهو سيد قراره”.


وأعرب بنحمو عن اعتقاده “أن المغرب كل قرار يتخذه يكون وفق معطيات الميدانية والقائمة في لحظة اتخاذه، واللحظة التي نعيشها اليوم ربما أنها لا تبرز ضرورة لاتخاذ قرارات ولكن المغرب كان دائما متضامنا وداعيا للحفاظ على الأمن الجماعي”.


وتشهد المنطقة حالة من التوتر بعد إعلان أبوظبي والرياض الأحد الماضي تعرض سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للإمارات.


 وأعنلت السعودية الثلاثاء الماضي أيضا عن تعرض محطتي ضخ لخط أنابيب ينقل النفط من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء “ينبع” على الساحل الغربي، لهجوم من طائرات “بدون طيار مفخخة. وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية في الشرق الأوسط.


وباتت العلاقات بين واشنطن وطهران أكثر توترا في أعقاب قرار ترامب هذا الشهر محاولة وقف صادرات إيران النفطية تماما وتعزيز الوجود الأمريكي في الخليج، ردا على ما قال إنها تهديدات إيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى