RABATTODAYالرئيسيةسياسة

هآرتس الإسرائيلية : بنكيران يتمرد على الملك

tumblr_inline_niu60mOruA1rx2lzr
الرباط اليوم: متابعة
في تقرير مطول من إعداد محللها في الشؤون العربية “تسفي برئيل” ،قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن المغرب كان من الممكن أن يعيش ثورة على غرار ما عاشته دول عربية فيما سمي بالربيع العربي و ذلك على خلفية “طحن” الشاب محسن فكري بائع السمك بالحسيمة.

و اضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها أن مدينة الحسيمة التي ينحدر منها “فكري” تعيش فقراً فظيعاً و تمييزاً شديداً من لدن الحكومة من خلال برامج التنمية و الإستثمار.

و أشارت “هآرتس” إلى أن المغرب نجا من ثورة حقيقية كالتي حدثت أثناء حرق “البوعزيزي” لجسده بتونس أو موت الشاب “خالد سعيد” إثر تعذيب الشرطة له بمصر مضيفةً أن السلطات المسؤولة رأت في البداية أن القبضة الأمنية ستمكن من تهدئة الأمور بالريف إلا أن المحتجين قالوا للحكومة أنت مخطئة.

الصحيفة الواسعة الإنتشار و التي تتميز بدقة و أهمية تقاريرها و تحليلاتها السياسية للأوضاع بالعالم و خاصةً ما يتعلق بالدول العربية أشارت إلى أن الإحتجاجات انتقلت بسرعة لمدن مغربية أخرى رغم مئات الإعتقالات بالحسيمة و مناطق الريف المجاورة و بقيت وسائل التواصل الإجتماعي المتنفس الوحيد لمتابعة ما يحدث.

“هآرتس” قالت إن الملك محمد السادس تكلم بطريقة مباشرة عن أحداث الريف في خطاب العرش و صب جام غضبه على المسؤولين و حملهم مسؤولية تردي الأوضاع و تزايد الإحتقان و عدم تنفيذ أوامره وخططه التنموية بالمنطقة.

الصحيفة اعتبرت أن سكان الريف، ومعظمهم من الأمازيغ، شهدوا تحسينات كبيرة في حقوقهم الثقافية خلال حكم الملك محمد السادس، لكنهم لا يزالون يتعرضون للتمييز في قطاعات اقتصادية و تنموية، مشيرةً إلى أن خطاب الملك كان خيبة أمل بالنسبة لهم.

و أوضحت “هآرتس” أن المسؤولين عن “طحن” محسن فكري قضوا اشهراً فقط بالسجن قبل أن يغادروه و ظلت الوعود الإنمائية حبراً على ورق.

و قالت الصحيفة أن الحكومة خصصت 650 مليون يورو للمنطقة، ولكن بعد أن أمر الملك بالتحقيق في أسباب صرف ميزانيات الإستثمار ، أدرك الجميع أن الفساد البيروقراطي هو السبب.

و اعتبرت “هآرتس” أن شعارات “الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية” انتقلت من ساحة التحرير في القاهرة إلى الحسيمة ومدن أخرى مغربية، مشيرةً إلى أن حكومة العثماني تتساءل عما إذا كان المزيد من الأموال يكفي لتهدئة “حراك الريف”.

و قالت الصحيفة في تقريرها أن سكان المنطقة، فخورون بنجاحهم في محاربة القوات الإسبانية في بداية القرن العشرين، و يسعون ليس فقط إلى الكرامة والعدالة داحضين تهمة الانفصال ، و منددين في ذات الوقت بالتواجد الأمني الكثيف وهو ما خلق حسب “هآرتس” شعورا بأن الحكومة ترى الريف كمنطقة ثورية يجب قمعها.

“هآرتس” قالت إن المنطقة معروفة بالإتجار في المخدرات ، فيما انضم العديد من الشبان من الريف إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق “داعش” كبديل للبطالة لذا ترى السلطات ذلك حسب تحليل الصحيفة سببا وجيها للوجود الأمني.

و ترى “هآرتس” أن هناك فريقين في الحكومة الأول يدعم الإحتجاجات بالريف و الجلوس لطاولة الحوار و الثاني يدعم قمع “الحراك” بعد مطالبة المحتجين بالتحاور مباشرةً مع الملك و ليس مع الحكومة.

الصحيفة الإسرائيلية اعتبرت أن الملك يسيطر على الحكم بالمغرب ويحظى بدعم الجيش وعادة ما لا يتدخل في المنازعات العامة، وهي مهمة يتركها للحكومة مشيرةً إلى أن طلب المحتجين بالريف التحاور مباشرةً معه هو استثناء وسابقة في قواعد اللعبة السياسية بالمغرب، وهو ما يرفضه محمد السادس حسب “هآرتس”.

و أوضحت الصحيفة أن الملك محمد السادس بإجراء بسيط يمكن أن يحل مشكل “حراك الريف” كما فعل مع “بلوكاج” الحكومة عندما أعفى “عبد الإله بنكيران” بسبب فشله في تشكيل الحكومة الثانية في دستور 2011.

هآرتس قالت أن بنكيران التزم الصمت و الهدوء لفترة قبل أن يعود و يذكر الجميع بمن فيهم المؤسسة الملكية بأنه موجود ونقلت عنه قوله في كلمة له أمام شبيبة حزبه بداية الأسبوع الجاري أن ” الملك ليس إلها بل هو أيضا إنسان.. والإنسان ممكن أن يصيب وأن يخطئ لكن بالصواب اللازم ممكن أن ننتقده لأنه هو في نفس الوقت الرئيس السياسي للبلاد ورمز الوحدة”.

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات بنكيران تغيير جذري حيث كانت تترتب في عهد الملك الحسن الثاني، حسب “هآرتس” عن مثل هذه التصريحات عقوبة قاسية مشيرةً إلى أن الملك اليوم مقيد بالقيود السياسية التي لا تسمح له بتحدي منتقديه مباشرةً حيث بات يحارب التمرد غير المنظم.

من جهة أخرى أوضحت الصحيفة أن موجات الصدمة التي تضرب المغرب لا تقلق الملك فحسب، بل تقلق أيضا دول الشرق الأوسط الأخرى – وخاصة تلك التي تخلت عن الربيع العربي مثل دول الخليج.

وقبل ستة أعوام، تقول الصحيفة مولت السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر الملك محمد السادس في محاولة لمنع انتشار الثورات بالمغرب ثم وضع الملك إصلاحات دستورية بما في ذلك تخفيض سلطاته؛ كما رفع سلطته بحل البرلمان وأعطى المزيد من السلطات للحكومة.

الصحيفة ختمت تقريرها بالتأكيد على أن التهديد الحقيقي للاحتجاجات بالمغرب،و التي تتسع، هو أنها يمكن أن تنضم إليها الأحزاب السياسية خاصةً الإشتراكية “المتطرفة” والحركات الدينية كما حدث في فنزويلا.

“”لا يزال من السابق لأوانه معرفة أين يتوجه الاحتجاج، ولكن تاريخ المغرب مليء بتمرد مدني عنيف. وفي الوقت نفسه، يعرف المغرب بأنه بلد تحظى فيه شعبية الملك بضامن الاستقرار” تضيف هآرتس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى