أخبارهن

نساء يبكين مصير أبنائهن بسبتة

الرباط اليوم: متابعة

بعد أن عاد الهدوء نسبيا إلى مدينة الفنيدق بعد رحلة الهروب الجماعي نحو الثغر المحتل منذ أيام قبل أن ينتهي الأمر بترحيل المهاجرين إلى مدنهم على متن حافلات ومنع الراغبين في دخول مدينة سبتة من الدنوّ من السياج الحدودي، لا يزال العديد من النساء يضعن أيديهن فوق خدودهن ويبكين مصير أبناهن القاصرين بعد أن غامروا بأرواحهم وارتموا في أحضان البحر ليصلوا إلى سبتة.
أم متضررة تروي بالدموع تفاصيل “اليوم الأسود” على حد تعبيرها بعد أن تفاجأت يوم الهروب الجماعي بتواري ابنها القاصر عن الأنظار، وهو الذي لا يتجاوز عمره 17 سنة.. كتمت غيظها وطفقت تسأل هنا وهناك إلى أن علمت أنّه وصل إلى سبتة بعد أن هاتفته وأجابها ليسدّ فضولها وحيرتها.

لم تكن تظن أن تشوّش بالها سيذهب بها إلى منعطف آخر أكثر حيرة بعد أن بحثت عن ابنها الأصغر البالغ من العمر 15 سنة.. خرج إلى المدرسة ولم يعد قبل أن تحاول البحث عنه في كل أرجاء المنزل ولم تكن تعلم عن هجرته هو الآخر إلى أن ربطت الخيوط ببعضها البعض وما زاد في ألمها أنّها اتصلت به طمعا في معرفة أخباره غير أنّ هاتفه كان مغلقا.

لم تنم يومها ولم تذق طعم الأكل، ما جعلها تضع حكومة العثماني في قفص الإتهام وتضع الأصبع على مكامن الخلل على حد قولها، وهي تجزم بوجود نواقص في مجموعة من المجالات، من بينها الصحة والتعليم.

وليست هي الوحيدة التي تتخبط في المشكل ذاته بل تتشارك معها نساء أخريات القصة ذاتها، من ضمنهن امرأة أخرى من مدينة الفنيدق، طرقت مخيلتها تساؤلات كثيرة عن ابنها الذي لا تعرف إن كان حيا أم ميتا، خاصة بعد أن قطع البحر رفقة والده بعدما كانت معهما قبل أن يغلق الطريق في وجهها وتعود أدراجها، غير أنها تقاسمت عدم يأسها ورغبتها في المحاولة مرة أخرى لأنها تؤمن بأنّ الموت واحدة والأسباب متعددة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى