RABATTODAYالرئيسيةوطنية

مواقف طريفة عرفتها محاولة الإنقلاب على الحسن التاني بالصخيرات

1522403250_650x400
الرباط اليوم: الايام24

في السنة الموالية للمحاولة الانقلابية بالصخيرات، أصدر الإعلامي والمؤرخ الفرنسي فرانسوا بدرون كتاب “الفشل في الإطاحة بالملك”، الذي عاد فيه إلى داخل الحادث، محاولا أن يعيد تركيب ما وقع في ذلك اليوم الذي كان الملك يحتفل فيه بعيد ميلاده السادس والأربعين بقصر الصخيرات، في تاسع يوليوز من سنة 1971 بحضور ثمانمائة من الضيوف المغاربة والعرب والأجانب.

ينطلق الكاتب من لحظة وصول المدعوين إلى القصر، مارا بالأجواء التي كانت لا تخلو من مرح وطرائف داخل الفضاء الذي خصص لهذه المناسبة، والذي يجمع بين كل أصناف التسليات، خاصة وأن الملك قد اعتاد أن يخصص لهذا العيد طقوس احتفال بطابع حميمي يريده بعيدا عن تعقيدات الرسميات، بدءا من هيئة اللباس الصيفي، ومروراً بحرية الاستمتاع بأجواء الحفل، وحرية التنقل بين فضاءاته، ونهاية بإمكانية مغادرة الضيف متى شاء للقصر.

ينقل الكاتب ما حدث ذلك اليوم بكثير من التفصيل، حيث يبدو أنه كان حريصا على ألا يتجاهل حتى أصغر جزء عادي وهو يصف السرعة المذهلة التي حول فيها صوت الرصاص في لمح البرق حالة إقبال جميل على الحياة إلى محاولات جاهدة للبقاء على قيدها بأقل الأضرارالممكنة، لم يتمكن الأطباء من مختلف التخصصات الذين كانوا يشكلون عددا كبيرا ضمن ضيوف الملك من التدخل خلالها، لكونهم وجدوا أنفسهم إما سجناء أو جثثا، أو نصف موتى، وكل محاولة كانت تقابل برشاشات الموت التي خلف مرورها صورا بشعة، منها جثة ضيف بدت فيها رجله ويده معلقتين إلى أعلى وداخل فمه المفتوح تبرز قطعة لحم، “لقد كان البروفيسور “جون هامبير” يوجد داخل مكان كان فيه العديد من الجرحى ضمن الضيوف الذين يحتجزهم الجنود، نهض” هامبير” من بينهم وهو يرفع جواز سفره عاليا وهو يقول للجندي الذي يحرسهم” أنا طبيب، دعني أقوم بعلاج ….”، لم يكمل جملته حينما قاطعه الجندي بقوله: “أنت طبيب، وأنا عسكري”، ثم أطلق رصاصة عليه أردته قتيلا”. هذا في الوقت الذي كانت فيه حوالي ثلاثين امرأة بقفاطينهن المزركشة ينضفن هن الأخريات لمساجين الجنود الذين أصبحوا بالمئات في ركن آخر، واللواتي كانت إحداهن تسأل مذعورة عما سيكون مصيرهن، لكن لا أحد كان يجرؤ على أن يرد عليها”.

لم يغفل الكاتب في عز توغله في حالة الرعب التي سادت داخل القصر أن يستحضر مواقف طريفة للعديد من الضيوف، من بينهم الوزير محمد الفاسي، الذي كان يرتدي جلبابا وينتعل بلغة وجوارب حينما هرب نحو رمال الشاطئ، “كان محمد الفاسي الذي كان مدرسا لأبناء محمد الخامس خلال عهد الحماية، بجلبابه المعروف وقد هرب نحو الشاطئ رفقة سفير النمسا، حيث كان الرجلان قد حاولا الاختباء، رفقة مصور يدعى “ليسكوت”، لكن حينما فاجأهم جنود قال لهم محمد الفاسي إنهم مجرد مصطافين قد أصيبوا بالذعر، ابتعد الجنود دون أن ينتبه أحدهم إلى أنه لا يمكن السباحة بالجلباب والجوارب، قبل رحلة الهروب نحو فندق “أنفيتريت”، حيث كانت مجموعة من الجنود تفتش القادمين إلى الفندق، الذي كان داخله العديد من المصابين من المصطافين الذين كان الكولونيل الدكتور” ليدونتتي” يقدم لهم العلاج الأولي، حيث اضطر لاستعمال المناديل النظيفة لطاولات الأكل كضمادات إلى جانب الليوتنان الدكتور “فوشير”، الذي حاول أن يطلب من أحد الجنود الثلاثة الذين كانوا في الخارج وقد أرفق نبرة صوته الآمرة بسلطة رتبته العسكرية أن يطلب سيارة إسعاف، لكن الجندي رد عليه بحركة من سلاحه”.

حاول الكاتب أن يعيد أحداث نصف يوم رهيب بالصخيرات، كانت ساعاته توازي سنوات من جحيم عاشه ضيوف الملك الذي كان بهدئ من روع كل الذين وجدوا أنفسهم معه في نفس المخبأ، قبل أن يخرج منه سجينا محاطا بجنود مافتئوا أن تحولوا سريعا إلى حرس له يأتمرون بأوامره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى