الرباط اليوم

من الرباط.. خبراء مغاربة وأجانب يفككون مخاطر الإرهاب

الرباط اليوم: متابعة

نظم مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، ندوة دولية تحت عنوان التهديدات الإرهابية والتحديات الأمنية في إفريقيا والشرق الأوسط، صباح اليوم الخميس، بفندق “كولدن توليب” بالرباط.


وشارك في هذه الندوة مجموعة من الباحثين والخبراء المغاربة والأجانب، من خلال مداخلات تناولت سلسلة من المقاربات العلمية والتجارب والخبرات المتنوعة لتحليل الظاهرة الإرهابية وكيفيات التعاطي الأمني معها.

وفي مداخلته تحت عنوان “عائدون إلى أين؟” تطرق يوسف العلقاوي لقضية عودة العناصر الإرهابية من بؤر التوتر إلى بلدانها الأصلية، مؤكدا أن العديد من الإرهابيين يتنقلون بين الحدود بسلاسة وبسرعة فائقة، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول تشديد الرقابة ومراقبة تحركات وتنقلات هذه العناصر الخطيرة من منطقة إلى أخرى عبر الدول وعبر القارات.

وقدم العلقاوي مثالا في هذا الخصوص لأحد الإرهابيين الذي تمكن من الانتقال من منطقة الشرق الأوسط إلى جنوب الفلبين. وبالضبط منطقة “منتاناو”، ويتعلق الأمر بالمغربي الملقب بـ”أبي كثير” والذي قام بعملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة، ويتساءل المتدخل، كيف تمكن هذا الإرهابي من قطع آلاف الكيلومترات خارج أية رقابة، وكيف تمكن من الحصول على السيارة وعلى المواد المتفجرة؟

 

وأشار العلقاوي إلى أن “العناصر الإرهابية والمتطرفة التي انطلقت من بلدان المغرب الكبير، عند عودتهم لم يعودوا مواطنين عاديين، بل تحولوا إلى أجانب تعلموا صناعة السموم”. وفقدوا ارتباطهم بخصوصيات بلدانهم الثقافية والحضارية. بعد أن تشبعوا بالأفكار الدينية المتطرفة.
وأوضح العلقاوي أن المغرب تمكن من وضع الأسس القانونية والأمنية لمواجهة مخاطر الإرهاب، من خلال إحداث ترسانة من القوانين التي تجرم الأعمال الإرهابية، وتمديد فترة الحراسة النظرية للمتورطين فيها، بالإضافة إلى خلق  جهاز أمني أنيطت به مسؤولية محاربة الإرهاب وتفكيك أوكاره. ناهيك عن إحداث محكمة خاصة بذلك.

من جانبه، أكد الموساوي العجلاوي في مداخلته التي تمحورت حول “القرن الإفريقي بين التهديدات الإرهابية والتحولات الجيواستراتيجية” أن القرن الإفريقي يعتبر منطقة رخوة تتقاسمها أربعة دول وهي الصومال، إريتيريا، إثيوبيا وجيبوتي، مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها هذه المنطقة التي تتحكم في المعابر البحرية.


وأوضح العجلاوي أن نجاح حركة الشباب المسلم الإرهابية بالصومال، ما كانت لتستمر لولا وجود تصدعات إثنية ومذهبية، وتفكك الدولة منذ 1991. وشدد المتدخل على أن “هناك فاعلين ومتدخلين كثر وهويات متعددة داخل هذا المجال الجغرافي”، مضيفا أن البنيات الاجتماعية الهشة والضعيفة لدول المنطقة، تتقاطع مع استراتيجيات دولية تجعل من القرن الإفريقي جزءا من الصراع بالشرق الأوسط.

وشدد العجلاوي على ضرورة تقوية الدول وتعزيز وظائفها على مستوى تجميع الإثنيات داخل فضاء الدولة الجامعة مع الحرص على الخصوصيات والحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى